يدرس “بنك أبوظبي التجاري”، ثاني أكبر مصرف في العاصمة الإماراتية، بيع مجموعة جديدة من الديون المتعثرة، في خطوة تنسجم مع التوجه المتنامي بين بنوك الشرق الأوسط لتخليص ميزانياتها من القروض التي يصعب تحصيلها، بحسب ما أفاد به أشخاص مطلعون.
وقال الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لخصوصية المعلومات، إن البنك يدرس إمكانية طرح حزمة من القروض المتعثرة للبيع بحلول نهاية عام 2025، مؤكدين أن الخطوة لا تزال في مراحلها الأولى ولم يُتخذ قرار نهائي بشأن تنفيذها.
صفقات “أبوظبي التجاري”
يأتي ذلك بعد أن نفّذ “بنك أبوظبي التجاري” أولى صفقاته لبيع ديون متعثرة في عام 2023، من خلال عمليتين اعتُبرتا نقطة تحوّل في السوق الإقليمية آنذاك. فقد باع البنك محفظة قروض بقيمة 1.1 مليار دولار إلى صندوق التحوط الأميركي “ديفيدسون كيمبنر كابيتال مانجمنت” (Davidson Kempner Capital)، كما باع ديوناً بقيمة 357 مليون دولار لصندوق تعافٍ تديره شركة الخدمات المهنية “غرانت ثورنتون” (Grant Thornton).
وبحسب المصادر، لم يُحسم بعد توقيت أو حجم الصفقة المرتقبة، لكن من المرجح أن تكون مماثلة من حيث الحجم لتلك التي أُبرمت مع “غرانت ثورنتون”.
ورفض متحدث باسم “بنك أبوظبي التجاري” التعليق على الموضوع.
وكانت وكالة “ستاندرد آند بورز غلوبال” قد رفعت التصنيف الائتماني للبنك مؤخراً، وأشادت بما وصفته بـ”الجهود الاستراتيجية لتقليص المخاطر في الميزانية العمومية خلال السنوات الأربع الماضية”، مشيرة إلى أن هذه الخطوات عززت قدرة البنك على مواجهة تقلبات الدورة الاقتصادية والضغوط غير المتوقعة.
فورة بيع القروض المتعثرة
عادة ما تلجأ البنوك إلى بيع القروض المتعثرة لتحرير الموارد وتعزيز ميزانياتها، وأصبحت هذه الصفقات أكثر شيوعاً في منطقة الشرق الأوسط مؤخراً.
وفي بداية هذا العام، استحوذ مصرف”دويتشه بنك” على محفظة من القروض المتعثرة بقيمة 800 مليون دولار تقريباً من بنك “أبوظبي الأول”، أكبر بنك في دولة الإمارات.
كما أفادت تقارير “بلومبرغ” بأن عدة بنوك في السعودية تدرس صفقات مماثلة، ومن المتوقع أن يتمم البنك الأهلي السعودي صفقة من هذا النوع قبل نهاية العام الجاري، وفقاً لأشخاص مطلعين.
