بلومبرغ: طفرة سعودية تدفع عقارات البحر الأحمر لأسعار قياسية

تشهد جزر البحر الأحمر قبالة السواحل السعودية طفرة في بناء فلل وشقق فاخرة، لتصبح رمزاً جديداً لازدهار سوق العقارات في المملكة.
تتراوح أسعار المنازل الجديدة التي يجري تطويرها على جزيرة دائرية الشكل من قبل “شركة البحر العالمية”، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي البالغة أصوله تريليون دولار، بين بضعة ملايين من الدولارات و40 مليون دولار.
ويُعد المشروع، المسمى “جزيرة لاحق”، أول تطوير عقاري سكني كامل للشركة التي تعمل على محفظة عقارية وسياحية بقيمة 27 مليار دولار على طول الساحل.
مشروعات البحر الأحمر
المملكة فتحت سوقها العقاري أمام المشترين الأجانب مؤخراً، وتراهن على أن مشاريع مثل هذه ستجذب الاستثمارات الأجنبية التي تحتاج إليها. كما تُعدّ مشروعات شركة “البحر الأحمر العالمية” ركناً أساسياً في خطط تحويل السعودية إلى وجهة سياحية رئيسية، سواء للمصطافين الدوليين أو للملايين الذين يزورونها سنوياً لأداء فريضة الحج. ويراهن المسؤولون السعوديون أيضاً على أن الأثرياء حول العالم سيشترون هذه العقارات ويحاولون امتلاك منازل ثانية أو ثالثة.
اقرأ أيضاً: وجهة “البحر الأحمر” تترقب 300 ألف سائح العام القادم
تبدأ أسعار الشقق في جزيرة “لاحق” من 5.5 مليون ريال (1.5 مليون دولار)، فيما تبدأ أسعار الفلل من 18 مليون ريال وتصل إلى 150 مليون ريال، بحسب ستيفن تشيزبرو، رئيس تطوير “مشروع البحر الأحمر” في الشركة.
وتيرة بناء الوحدات السكنية الجديدة تمثل تبايناً مع التعديلات التي تشهدها بعض “المشاريع العملاقة” مثل مدينة نيوم المستقبلية. ويبقى جذب المشترين الأجانب على نطاق واسع تحدياً بسبب حداثة السوق العقارية السعودية وبقاء القواعد الاجتماعية محافظة، وما يزال بيع المشروبات الكحولية محظوراً.
وتُعدّ مكاسب القطاع العقاري في السعودية أقلّ نسبياً من دبي المجاورة، حيث تُباع عقارات بملايين الدولارات لمشترين من مختلف أنحاء العالم.
عقارات سعودية فاخرة
أوضح فيصل دوراني، رئيس أبحاث الشرق الأوسط في شركة “نايت فرانك” (Knight Frank)، أن “سوق العقارات الفاخرة الفائقة ما تزال في مراحلها الأولى في السعودية لأنه لا يوجد الكثير من المنتجات. هناك مشترون لكنهم قلّة نسبياً مقارنة بالسوق ككل، وبالتأكيد مقارنة بدبي”.
اقرأ المزيد: “البحر الأحمر الدولية” تعتزم ضخ 27 مليار دولار إضافية بحلول 2030
قفزت أسعار المنازل في السعودية منذ 2019، حيث ارتفعت أسعار الشقق 96% وأسعار الفلل 53% وفق “نايت فرانك”. لكن نشاط الصفقات تراجع خلال الـ12 شهراً الماضية بسبب انخفاض القدرة على الشراء. كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد تعهد بالعمل على وقف الارتفاع “غير المقبول” في أسعار العقارات وسط مخاوف من تكاليف المعيشة في مدن مثل الرياض.
مع ذلك، فإن مشاريع مثل البحر الأحمر تستهدف الأثرياء المحليين والدوليين الباحثين عن منازل لقضاء العطلات، وليس العائلات متوسطة الدخل التي تحتاج عادة إلى مساكن في المدن الكبرى.
طلب قوي على جزيرة “لاحق”
أوضح تشيزبرو أن الطلب على مشروع “لاحق” قوي، مدفوعاً برغبة المشترين في امتلاك عقارات عائلية تورث عبر أجيال متعددة، إضافة إلى مستثمرين أجانب ومشاهير أثرياء يبحثون عن الخصوصية في وجهة جديدة. وذكر أن من بين المشترين لاعب كرة قدم في الدوري الإنجليزي الممتاز، من دون أن يكشف هويته.
اقرأ أيضاً: شواطئ السعودية تطمح لحصة من كعكة السياحة العالمية الفاخرة
قال تشيزبرو في مقابلة عن جزيرة “لاحق”: “لقد أمضينا العامين ونصف الماضيين في العمل على هذا المشروع دون دعاية كبيرة. كان هناك حجم هائل من العمل قبل أن نعلن عنه”.
يُذكر أن البحر الأحمر كان وجهة مفضلة للغواصين لعقود بفضل احتوائه على واحد من أكبر الحواجز المرجانية في العالم وأرخبيل يضم أكثر من ألفي نوع من الأسماك. وبقيت المنطقة من بين الأصفى عالمياً لأن السعودية قيدت لعقود دخول السياح إلى البلاد.
تم تصميم جزيرة لاحق، التي تبلغ مساحتها 400 هكتار، لتكون مجتمعاً صديقاً للبيئة يخدم الأثرياء. وتشكلت الجزيرة الدائرية من خلال تجريف بحيرة في وسطها.
ويضم المشروع 528 فيلا في شمال وجنوب الجزيرة، إضافة إلى 221 شقة على الحلقة الدائرية نفسها. كما سيحتوي على ملعب غولف ومرسى لليخوت وناد شاطئي ومدارس للإبحار والرياضات المائية إلى جانب سوق وفندقين. ومن المتوقع افتتاح الجزء الجنوبي من الجزيرة في أقرب وقت بحلول 2028، وفق تشيزبرو.
تركيز “البحر الأحمر العالمية”
أفاد تشيزبرو أن شركة “البحر الأحمر العالمية”، التي تركز بالأساس على الفنادق والمنتجعات، وباعت حتى الآن عقارات سكنية بقيمة 1.5 مليار ريال، غالباً على شكل وحدات سكنية فاخرة داخل منتجعاتها. وتتوقع الشركة تحقيق مبيعات إضافية بقيمة ملياري ريال خلال العام الجاري، معظمها من جزيرة “لاحق”.
الحكاية التي لم تُروَ عن “البحر الأحمر العالمية” السعودية.. تفاصيل أكثر هنا
حتى الآن، افتتحت شركة “البحر الأحمر العالمية” 5 فنادق، ومن المنتظر افتتاح 11 منتجعاً إضافياً العام الحالي. ومع وصول أسعار الغرف إلى 7 آلاف ريال في الليلة، تبقى فنادقها الفاخرة للغاية بعيدة عن متناول معظم السياح. وأكد تشيزبرو أن افتتاح المزيد من الفنادق في المنطقة سيقضم من حصة “الفنادق فائقة الفخامة”، حيث ستتوافر خيارات أوسع تجذب السياح ذوي الميزانيات الأقل.
كما افتُتح مطار جديد في المنطقة، وتعمل شركات الطيران على زيادة الرحلات الدولية إليها. واختتم تشيزبرو: “مع افتتاح المزيد من الفنادق، سنشهد تدفقاً هائلاً للمسافرين إلى الوجهة”.