بعد فرض الرسوم.. النفط الأميركي “ضيف ثقيل” على مصافي الصين
![](https://khaleejcapital.com/wp-content/uploads/2025/02/bFBrdN9TZC_1738843070-780x470.jpg)
يُتوقع أن تعيد شركات التكرير الحكومية في الصين بيع شحنات النفط الأميركي مع البحث عن مصادر بديلة، وذلك عقب رد بكين على الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن، حيث رفعت هذه الخطوة بالفعل تكلفة بعض درجات النفط البديلة.
بحسب تجار يزودون المشترين الصينيين بالنفط، تسعى المصافي إلى تعزيز مشتريات الخام من موردين تقليديين في أفريقيا والشرق الأوسط. ومن المرجح إعادة بيع الشحنات الأميركية التي تم التعاقد عليها لشهري فبراير ومارس، بحسب ما أوضح التجار الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
كانت بكين قد فرضت رسوماً جمركية بنسبة 10% على واردات الخام الأميركي يوم الثلاثاء، في إطار ردها الشامل على التصعيد التجاري الذي بدأه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. ومن المقرر أن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ في 10 فبراير
انخفاض واردات النفط الأميركي
تسعى الصين، أكبر مستوردة للنفط في العالم، إلى تنويع إمداداتها من المواد الخام، وسط تراجع وارداتها من الخام الأميركي عن ذروتها في عام 2020. ووفقاً لبيانات الجمارك، فقد استوردت الصين ما معدله ستة ملايين برميل شهرياً العام الماضي، وهو ما يمثل نحو 2% من إجمالي وارداتها في عام 2024.
اقرأ أيضاً: تراجع صادرات النفط الأميركي إلى الصين قرابة النصف
مع ذلك، في حال إعادة بيع الواردات الأميركية، ستحتاج المصافي الكبرى في الصين إلى تأمين نحو 200 ألف برميل يومياً لتعويض الفجوة، وفقاً لمذكرة بحثية صادرة عن شركة الاستشارات “إنرجي أسبكتس” (Energy Aspects).
بوصلة الصين تتجه نحو الشرق الأوسط
قال جيانان صن، المحلل بشركة “إنيرجي أسبكتس” ومقرها لندن، إن بعض أسعار الخام الخفيف الإقليمي ستلقى دعماً نتيجة لذلك. وأضاف أن خامي مربان والليبي يعدان من أبرز الخيارات لوصول الشحنات في مايو، إلى جانب بدائل أخرى مثل وجود خامات بحر الشمال الخفيفة و”سي بي سي”.
“مصافي النفط الصينية تسعى لتعزيز مشترياتها من أفريقيا والشرق الأوسط”.
تجار نفط مع الصين
وقد تلجأ الصين أيضاً إلى الخامات الشرق أوسطية كبدائل. ففي المنطقة، يتم تداول خام عُمان، وهو مقياس للخامات المتوسطة، بعلاوة سعرية تتراوح بين 3.50 إلى 4 دولارات للبرميل فوق المعيار الإقليمي، مقارنة بفارق يتراوح بين 1.50 إلى 1.80 دولار خلال الأسبوع الأول من العام.
كما يُرجح أن يشق النفط المكسيكي طريقه إلى الأسواق الآسيوية إذا نفذ ترمب تهديداته بفرض الرسوم الجمركية، التي أرجأ تطبيقها لمدة شهر.
“أباريق الشاي” على صفيح ساخن
لا يعد قطاع التكرير الخاص الضخم في الصين مشترياً منتظماً للخام الأميركي، لكن المصافي -التي يطلق عليها اسم “أباريق الشاي”- تواجه تحديات في الإمدادات، إذ تتعرض لضغوط في طاقتها الإنتاجية، بجانب احتمال إجراء تخفيضات كبيرة في معدلات التشغيل. وأدت العقوبات الأميركية الواسعة التي فرضت الشهر الماضي على قطاع النفط الروسي إلى ارتفاع الأسعار وتعطيل التدفقات إلى آسيا. ويضاف إلى ذلك التهديد بتعطيل تدفقات النفط الإيراني مع سعي ترمب إلى تشديد العقوبات على طهران.
اقرأ أيضاً: ضعف الصادرات يقلل من تأثير تعريفات الصين على النفط الأميركي
وفي مذكرة بحثية بتاريخ 5 فبراير، كتب محللون في “غولدمان ساكس”، من بينهم يوليا غريغسبي: “بدأنا نرصد مؤشرات أولية على اضطرابات ناتجة عن عقوبات في تدفقات النفط الروسي والإيراني. وقد يؤدي تشديد هذه العقوبات إلى تراجع الإنتاج بما يصل إلى مليون برميل يومياً”.
واشترت أحد مصافي “أباريق الشاي” في مقاطعة شاندونغ مؤخراً شحنة من خام سيريا الخفيف القادم من بروناي بسعر مرتفع يتراوح بين 8.50 إلى 9 دولارات للبرميل مقارنة بسعر العقود المستقبلية لخام برنت، بحسب التجار. ويشمل هذا السعر تكاليف الشحن والنفقات الأخرى.