اخر الاخبار

“بتكوين” دون 100 ألف دولار وسط رهانات على مزيد من الانخفاض

انخفضت “بتكوين” إلى ما دون مستوى 100 ألف دولار، متأثرة بموجة جديدة من العزوف عن المخاطر، وعمليات بيع في أسهم التكنولوجيا، أعادت إحياء التوترات في وول ستريت.

وتراجعت العملة الرقمية بنسبة وصلت إلى 3.8% لتسجل أدنى مستوى عند 98071 دولاراً، ما أدى إلى هبوط محا أكثر من 450 مليار دولار من قيمتها منذ أوائل أكتوبر. 

وتراجعت مصادر الدعم التي كانت موثوقة في السابق، بما في ذلك الصناديق الاستثمارية الكبيرة والشركات التي تصنف كمخزن للعملات المشفرة، ما أزال عاملاً محورياً من عوامل صعود هذا العام، وأطلق مرحلة جديدة من هشاشة السوق.

يقول محللو شركة “10 إكس ريسيرش” إن سوق العملات المشفرة دخلت مرحلة هبوط مؤكدة. وتشير الشركة إلى ضعف تدفقات صناديق المؤشرات المتداولة، واستمرار عمليات البيع من جانب المستثمرين طويلي الأجل، وضعف مشاركة المتعاملين الأفراد. ورصدت نماذج الشركة هذا التحول في منتصف أكتوبر، وتشير الآن إلى تدهور في المعنويات. ويُعد مستوى 93000 دولار محطة محورية تالية.

اقرأ أيضاً: سوق العملات المشفرة الهابطة تبدد مكاسب 2025 بالكامل تقريباً

وقال جاك أوستروفسكيس، رئيس قسم التداول خارج البورصة في شركة “وينترميوت”: “كانت بتكوين تحت ضغط بفعل عمليات بيع كثيفة في السوق الفورية ونشاط التحوّط من قبل الشركات، في وقت يتجنب المتداولون العملات البديلة تقريباً بشكل كامل”. وأضاف: “عندما تصبح السرديات الخاصة بالعملات المشفرة أقل زخماً، تزداد الارتباطات بالأصول التقليدية. وهذا ما يقود حركة اليوم”.

ضغوط أوسع من الأسواق التقليدية

يأتي هذا التراجع وسط تجدّد التقلبات في الأسواق العالمية. فقد تلاشت موجة صعود قصيرة في الأسهم الأميركية في بداية الأسبوع، والتي بدأت بفعل الارتياح حيال نهاية الإغلاق الحكومي.

ومع تأخر صدور تقارير اقتصادية رئيسية، يعيد المتداولون تقييم ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي قادراً على تبرير خفض أسعار الفائدة في المدى القريب، وهو عامل يضيف ضغوطاً جديدة على أصول النمو مثل العملات المشفرة وأسهم التكنولوجيا.

اقرأ أيضاً: تقرير وظائف أكتوبر سيصدر بدون معدل البطالة بسبب الإغلاق الحكومي

وتظهر أشد الخسائر في الأسهم المرتبطة بالعملات المشفرة. فقد تراجعت أسهم شركة “ستراتيجي إنك”، التي لطالما كانت خياراً مفضلاً لدى المتداولين الأفراد للاكتتاب غير المباشر في “بتكوين”، بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة.

وقد تلاشت تقريباً العلاوة الكبيرة على صافي قيمة الأصول، أي السعر الذي كان المستثمرون مستعدين لدفعه فوق القيمة الدفترية للانضمام إلى السوق، ما محا مليارات الدولارات من رؤوس أموال المستثمرين.

وفي أسواق المشتقات، ارتفع الطلب على أدوات الحماية من الهبوط. وتشير بيانات من منصة “ديربت”، التابعة لـ”كوينبيس”، إلى زيادة قوية في الإقبال على عقود البيع الوقائية تحت مستوى 100 ألف دولار، مع نشاط ملحوظ في العقود المحيطة بمستويات 90 ألفاً و95 ألف دولار.

مؤشرات الهبوط تتكثف

لا تزال “بتكوين” مرتفعة بنحو 5% منذ بداية العام، وبأكثر من 40% منذ الانتخابات الأميركية في 2024. لكن الزخم تباطأ بشكل حاد، ويبدو أن الاهتمام المؤسساتي آخذ في التراجع.

وبدأ الهبوط الحاد في أوائل أكتوبر، حين تمت تصفية ما يقرب من 19 مليار دولار من المراكز الممولة بالديون في يوم واحد، وهي ضربة غيّرت المزاج في سوق الأصول الرقمية.

ومن الصعب بطبيعته التنبؤ بقاع الهبوط، لكن “10 إكس” تستند إلى التاريخ القريب لتأطير المخاطر. إذ شهدت الأسواق الهابطة في صيف 2024 ومطلع 2025 خسائر تتراوح بين 30% و40%. أما الآن، فقد هبطت “بتكوين” بأكثر من 20% عن ذروتها في 2025، من دون وجود مؤشرات واضحة بعد على انتعاش مستدام.

اقرأ أيضاً: ضربة للعملات المشفرة بعد مبيعات بـ45 مليار دولار لحيتان بتكوين

وكتبت الشركة في مذكرة للعملاء: “لم يعد الأمر مجرد مؤشرات على وجود سوق هابطة، بتكوين ومعظم الأصول المرتبطة بها في سوق هابطة فعلاً”، مشيرة إلى المتوسط المتحرك الذي كان تاريخياً علامة على نقاط التحول في دورات العملات المشفرة. ولفتت الشركة إلى أن “بتكوين” بقيت تحت المتوسط المتحرك طويل الأجل، ما يشير إلى تلاشي الزخم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *