بتكوين تلتقط أنفاسها بعد موجة بيع عنيفة والحذر يسود العملات المشفرة

استقرت أسواق العملات المشفرة، يوم الثلاثاء، بعد موجة بيع قوية ضربت فئة الأصول في اليوم السابق، مع إظهار مجموعة من المؤشرات أن المتعاملين لم يُبدوا بعد استعداداً للشراء وقت التراجع.
ارتفع سعر “بتكوين” بنسبة وصلت إلى 2.7% مسجلاً 88,792 دولاراً في التعاملات الصباحية بنيويورك، بينما صعد سعر “إيثر” بنسبة 2.9% إلى 2,873 دولاراً.
تراجع حاد بفعل رهانات الفائدة في اليابان وتصفية مراكز
سعر أكبر رمز مشفَّر هبط بما يصل إلى 8% يوم الاثنين، مع تفاعل الأصول الرقمية مع تحولات كلية واسعة تجتاح الأسواق العالمية، بما في ذلك التوقعات برفع بنك اليابان تكاليف الاقتراض في اجتماعه خلال ديسمبر. وشهد الهبوط تصفية ما يقرب من مليار دولار من المراكز الممولة بالديون.
ترجيحات رفع الفائدة اليابانية في ديسمبر تطيح بتعافي بتكوين
الحذر يسود التعاملات
رغم استقرار الأسعار، ظلت المعنويات حذرة، إذ أشارت عدة مؤشرات رئيسية إلى ضعف كامن في السوق.
تَحوَّل معدل تمويل “بتكوين” –وهو مؤشر رئيسي لمعنويات سوق العملات المشفَّرة – إلى المنطقة السلبية خلال الأيام الماضية، وفقاً لـ”كريبتو كوانت” (CryptoQuant)، ما يعني زيادة الطلب على الرهانات الهبوطية في سوق العقود الدائمة مقارنة بالمراكز الشرائية.
“بتكوين” تهبط إلى 85 ألف دولار وسط عزوف في السوق عن المخاطرة
قال كريس كيم، الرئيس التنفيذي لبروتوكول إدارة الأصول الكمية “أكسيس” (Axis): “المعنويات العامة حذرة”. وأضاف: “المتداولون الأصليون في سوق العملات المشفَّرة يشعرون بالتوتر”. وفي المقابل، “يبدو أن المستثمرين المؤسسيين ينتظرون قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة الأسبوع المقبل قبل إضافة مزيد من المخاطر”، بحسب قوله.
هبطت “بتكوين” بنحو 30% منذ بلوغها قمتها القياسية في أوائل أكتوبر، ما ترك سوق الأصول الرقمية عرضة للتراجع بعد موجة بيع استمرت أسابيع. وتسارع الهبوط عندما جرى شطب ما يقرب من 19 مليار دولار من الرهانات الممولة بالديون.
تضررت أسعار العملات المشفَّرة المرتبطة بعائلة الرئيس الأميركي دونالد ترمب من موجة البيع. فقد انهار رمز “ترمب” (TRUMP) –الرمز المميز الرسمي للرئيس– من مستوى قياسي بلغ نحو 73.40 دولار بعد إطلاقه في يناير، ليُتداول حالياً عند نحو 5.80 دولار وفقاً لـ”كوين جيكو” (CoinGecko).
وهبط رمز “WLFI”، رمز منصة التمويل اللامركزي “وورلد ليبرتي فايننشال” المرتبطة بترمب، بنسبة 32% من ذروته في سبتمبر. كما يتداول رمز “MELANIA”، عملة السيدة الأولى ميلانيا ترمب، عند 12 سنتاً، بعدما فقد تقريباً كامل قيمته منذ ذروته في يناير.
“خوف شديد”
وفي مؤشر آخر على حذر المستثمرين، شهدت بورصات العملات المشفَّرة ارتفاعاً في أرصدة العملات المستقرة مثل “USDT” و”USDC”، ما يشير إلى أن المتعاملين يحتفظون بالسيولة بدلاً من الشراء بقوة وقت التراجع، وفق محللي “بيتفنكس” (Bitfinex).
وأضاف المحللون في مذكرة: “هذا السلوك نمطي في التصحيحات التي تحدث بآخر دورات السوق: أي أن المستثمرين يتحوّطون عبر الانتقال إلى العملات المستقرة حتى تستقر تدفقات صناديق المؤشرات وتنجلي حالة عدم اليقين الكلي”. وتابعوا: “الأهم، أن هذا ليس السلوك الذي يُرى عند القمم طويلة الأجل، حيث تنضب سيولة العملات المستقرة؛ هنا السيولة تتكدس خارج السوق، ما يشير إلى وجود قوة شرائية تنتظر وضوح الرؤية”.
عزز مؤشر “الخوف والجشع” لموقع “كوين ماركت كاب” حالة الحذر، إذ استقر عند مستوى يشير إلى “الخوف الشديد” يوم الثلاثاء بعد أن قضى الأسابيع الثلاثة الماضية في هذه المنطقة.
“ستراتيجي” أبرز المتضررين
تراجعت معنويات السوق أيضاً بفعل هبوط سعر سهم شركة “ستراتيجي” (Strategy) التابعة لمايكل سايلور، ما أثار مخاوف من اضطرار الشركة التي اشتهرت بجمع “بتكوين” لبيع جزء من حيازاتها.
ضربة قاسية لمتداولي بتكوين الأفراد مع هبوط صناديق “ستراتيجي” بنحو 80%
سعت الشركة، يوم الاثنين، إلى تهدئة المخاوف مشيرة إلى أـها أنشأت احتياطياً بقيمة 1.4 مليار دولار لتمويل مدفوعات مستقبلية تتعلق بالأرباح وأسعار الفائدة.
وبحسب موقع الشركة، بلغ مكرر القيمة السوقية إلى صافي قيمة الأصول، وهو مؤشر رئيسي يقارن بين القيمة المؤسسية للشركة وقيمة حيازاتها من “بتكوين”، نحو 1.18 يوم الثلاثاء.



