بتكوين تشق طريقها نحو رقم قياسي جديد وتقترب من 100 ألف دولار
اقتربت عملة بتكوين من تحقيق مستوى 100 ألف دولار، مدعومة بتوقعات إقرار قواعد تنظيمية أميركية ملائمة، واهتمام متزايد من المستثمرين بفضل دعم الرئيس المنتخب دونالد ترمب للعملات المشفرة.
تم تداول أكبر عملة مشفرة عند مستوى 98550 دولاراً بحلول الساعة 7:03 صباحاً يوم الجمعة في سنغافورة، بعد أن سجلت مستوى قياسياً بلغ 99000 دولار يوم الخميس في الولايات المتحدة. وأضافت سوق العملات المشفرة ككل حوالي تريليون دولار منذ فوز دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية في 5 نوفمبر.
من بين أحدث التطورات في موجة التغييرات الأخيرة في الولايات المتحدة، اعتزام رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصة، غاري غينسلر، التنحي عن منصبه في العشرين من يناير، وهو الموعد المقرر لتنصيب ترمب.
تميزت فترة ولاية غينسلر بموجة من الإجراءات التي تضغط على العملات المشفرة، وبات القطاع يتوقع زوالها في عهد ترمب.
بدأ فريق ترمب الانتقالي في إجراء مناقشات حول ما إذا كان سيتم إنشاء منصب جديد في البيت الأبيض مخصص لسياسة الأصول المشفرة. وتسعى صناعة العملات المشفرة إلى فتح خط مباشر مع الرئيس المنتخب، الذي أصبح الآن داعماً رئيسياً لهذا القطاع.
بدأ تأثير ترمب يظهر في وول ستريت، حيث صرح الرئيس التنفيذي القادم لشركة “تشارلز شواب”، ريك ورستر، يوم الخميس، بأن الشركة ستبدأ في تقديم خدمات تداول الفوري للعملات المشفرة بمجرد تنفيذ التغييرات التنظيمية.
كما عززت خطط شركة “مايكروستراتيجي”، التي تواصل شراء كميات كبيرة من “بتكوين”، وظهور خيارات التداول على صناديق “بتكوين” المتداولة في البورصة الأميركية، المعنويات الإيجابية هذا الأسبوع.
أنصار بتكوين
كتب كريس ويستون، رئيس الأبحاث في مجموعة “بيبرستون” (Pepperstone) في مذكرة: “يمكننا التركيز على الأخبار المتعلقة بتنحي غاري غينسلر، والتدفقات الكبيرة إلى صناديق الاستثمار المتداولة، والدور الذي تلعبه الخيارات في رفع الأسعار، لكن هذا الارتفاع يعتمد بالكامل على الزخم، ومستوى 100 ألف دولار يعمل كحافز جاذب”.
يعتبر أنصار “بتكوين” الوصول إلى مستوى 100 ألف دولار بمثابة دليل ضد المشككين الذين يرون القليل من الفائدة في العملات المشفرة، وينتقدون ارتباطها بالجرائم. وعلى الرغم من أن قيمة العملة تضاعفت هذا العام، فإن العديد من الخبراء ما زالوا يشككون في مدى ملاءمتها للاستثمارات طويلة الأجل.
قال ثيميس ثيمستوكلوس، رئيس قسم الاستثمار لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في “يو بي إس ويلث مانجمنت” (UBS Wealth Management)، في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ”: “بتكوين ليست شيئاً يمكن تقييمه. إنها شديدة التقلب، ونعتقد أنه يمكنك تضمين تحوطات أخرى في محفظتك مثل الذهب، الذي يثبت دائماً أنه وسيلة تحوط أكثر فعالية”.
تدفقات جديدة
أظهرت بيانات جمعتها “بلومبرغ” أن مجموعة تضم 12 صندوق استثمار أميركي متداول تستثمر في “بتكوين”، جذبت تدفقات صافية بقيمة 5.9 مليار دولار في الفترة التي تلت يوم الانتخابات. وقد وصلت إجمالي أصول هذه المجموعة إلى مستوى غير مسبوق بلغ 100 مليار دولار.
وعد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بإنشاء إطار تنظيمي داعم للعملات المشفرة في الولايات المتحدة، وإنشاء احتياطي استراتيجي من “بتكوين”. ومع ذلك، لا يزال الموعد الزمني لتنفيذ هذه الوعود وإمكانية إنشاء الاحتياطي المقترح، من الأمور غير واضحة.
كان ترمب في السابق متشككاً بشأن العملات المشفرة، لكنه غيّر موقفه بعد أن أنفقت الشركات العاملة في هذا المجال مبالغ ضخمة خلال الحملة الانتخابية للترويج لمصالحها. كما أنه يعمل على مشاريعه الخاصة المتعلقة بالأصول المشفرة.
حاليًا، خفَّف التفاؤل بشأن العملات المشفرة من الذكريات المرتبطة بالانهيار الكبير في السوق خلال عام 2022، الذي كشف عن عمليات احتيال وممارسات محفوفة بالمخاطر، وأدى إلى انهيار منصات مثل “إف تي إكس” التابعة لسام بانكمان-فريد. وتسبب ذلك في حملة صارمة من قبل لجنة الأوراق المالية والبورصات، التي يبدو أنها ستخفف من حدة موقفها تحت إدارة ترمب.
كتبت نويل أتشيسون، مؤلفة النشرة الإخبارية “كريبتو إذ ماكرو ناو” (Crypto Is Macro Now): “بتكوين تمثل التغيير. بالنسبة لأولئك الذين أدركوا منذ فترة طويلة إمكانات شكل جديد لنقل البيانات يمكن أن يغير طريقة نظر المواطنين للسلطة، وكيف تنظر السلطة إلى المجتمع، فإن الأمر مشجع، ولكنه أيضاً يثير بعض القلق أن نرى هذا التغيير يتحقق”.