“بتكوين” تحتفظ بمكاسبها بانتظار نتيجة الانتخابات الأميركية
احتفظت “بتكوين” بأكبر مكاسبها في أسبوع، مع انتظار المتداولين في جميع أنحاء العالم لنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي تضع مؤيد الأصول الرقمية دونالد ترمب في مواجهة كامالا هاريس، التي شغلت منصب نائب الرئيس، خلال حملة حكومية صارمة على الصناعة.
لم يتغير سعر العملة المشفرة الأصلية كثيراً عن 70 ألف دولار في الساعة 6:30 مساءً في نيويورك، أي أقل من 6% عن الرقم القياسي الذي سجلته في مارس خلال النشوة التي أعقبت إطلاق صناديق تداول “بتكوين” الفورية الأميركية في يناير. كان ارتفاع “بتكوين” بنسبة 3.1% حتى الساعة 5 مساءً يوم الثلاثاء، هو أكبر تقدم لها منذ 29 أكتوبر.
تجاوز تقدم قيمة العملة المشفرة بنسبة 60% في عام 2024، ارتفاع الأصول التقليدية مثل الأسهم العالمية والذهب.
لقد برزت العملات المشفرة بقوة على طاولة السياسة، وذلك بفضل صندوق تمويل الحملات الانتخابية الذي تم تمويله من قبل الصناعة، لتعزيز أجندتها. ينظر البعض إلى “بتكوين” على أنها ما مرتبطة بما بات يعرف بـ”تجارة ترمب”، لأن المرشح الرئاسي الجمهوري تبنى الأصول الرقمية خلال حملته.
رسّخ ترمب مكانته باعتباره المرشح الأكثر ودية للصناعة، من خلال تعهده بجعل الولايات المتحدة عاصمة العملات المشفرة على مستوى العالم، وإنشاء احتياطي استراتيجي من “بتكوين”، وتعيين منظمين يحبون الأصول الرقمية في حال عودته إلى البيت الأبيض. وقد عزز الرئيس السابق دعمه بين المتحمسين للعملات المشفرة من خلال إطلاق مشاريعه الخاصة. وقد تبنت هاريس نهجاً أكثر تحفظاً، وتعهدت بدعم إطار تنظيمي للصناعة.
توقع حدوث تقلبات
كان المتداولون يستعدون لتقلبات سوقية واضحة محتملة ناجمة عن نتائج الانتخابات التي تظهر استطلاعات الرأي أنها متعادلة.
وصل مقياس تقلبات “بتكوين” الضمنية لمدة 30 يوماً إلى أعلى مستوى منذ الاضطرابات السياسية، بما في ذلك خروج الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي، مما أثار قلق المستثمرين في يوليو. يتم اشتقاق المؤشر، الذي جمعته شركة “سي إف بنشمارك” (CF Benchmarks Ltd)، من تسعير خيارات “بتكوين” من قبل مجموعة “سي أم إي” (CME).
قالت كارولين مورون، المؤسس المشارك لشركة “أوربت ماركتس” (Orbit Markets)، وهي شركة تقدم سيولة مشتقات العملات المشفرة، إن سوق الخيارات كانت تشير إلى تحركات متوقعة بنحو 8% في أي اتجاه في اليوم التالي للتصويت، مقارنة بارتفاع أو انخفاض نموذجي بنسبة 2% في يوم عادي.
سحب المستثمرون في صناديق الاستثمار المتداولة في سوق “بتكوين” الفوري الأموال من على الطاولة قبل يوم من الانتخابات، حيث شهدت الصناديق الـ12 تدفقات خارجية قياسية بلغت 579.5 مليون دولار يوم الإثنين، وفقاً للبيانات التي جمعتها “بلومبرغ”.
قبل أن تستحوذ الانتخابات على تركيز السوق، ارتفع سعر “بتكوين” هذا العام بفضل التدفقات القوية إلى صناديق الاستثمار المتداولة. وتظهر البيانات التي جمعتها “بلومبرغ” أن الصناديق من جهات إصدار مثل “بلاك روك إنك” و”فيديليتي إنفستمنتس”، اجتذبت حوالي 23.6 مليار دولار من التدفقات الصافية هذا العام. وافقت لجنة الأوراق المالية والبورصات على الصناديق على مضض، بعد قرار من المحكمة في عام 2023. وكان إطلاقها أحد أكثر الأحداث المتوقعة بشغف في تاريخ الأصول الرقمية.
توقعات الصناعة
يشعر المسؤولون التنفيذيون في صناعة العملات المشفرة بالتفاؤل بأن موقف أي من المرشحين تجاه الأصول الرقمية سيكون في تناقض حاد مع الحملة الصارمة على القطاع في عهد الرئيس جو بايدن، والتي شهدت تضرر العديد من الشركات بإجراءات إنفاذ من لجنة الأوراق المالية والبورصات.
غالباً ما تشكو شركات الأصول الرقمية من أن المسؤولين في ظل إدارة بايدن اختاروا مسار التنظيم من خلال الإنفاذ بدلاً من إنشاء إطار قانوني جديد واضح للسوق الناشئة.
ينتقد رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات غاري غينسلر هذه الصناعة لعدم امتثالها المزعوم، ووصف القطاع مراراً بأنه مليء بالاحتيال وسوء السلوك. اتخذت الوكالة إجراءات صارمة ضد العملات المشفرة، بعد انهيار السوق في عام 2022، وعمليات إفلاس مثل بورصة “أف تي إكس” (FTX( الاحتيالية التابعة لسام بانكمان-فريد.