باول: كلفة الانتظار حيال أسعار الفائدة “منخفضة نسبياً”

كرر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول التأكيد على أن مسؤولي السياسة النقدية ليسوا في حاجة للاستعجال في تعديل أسعار الفائدة، مؤكداً أن “تكلفة الانتظار منخفضة نسبياً”، خاصة أن “الاقتصاد صامد”.
وأضاف باول، خلال مؤتمر صحفي بعد قرار الفائدة، أن البنك المركزي الأميركي ليس في موقف يسمح باتخاذ خطوات استباقية، مشيراً إلى أن مسؤولي السياسة النقدية لا يروا تأثيرات اقتصادية كبيرة في البيانات حتى الآن.
باول لفت إلى أن خطوة البنك المركزي جاءت على خلفية ارتفاع المخاطر المحيطة بالتضخم. وأشار إلى أن البنك المركزي “في وضع جيد للتصدي لهذه التطورات الاقتصادية”، مؤكداً أن الفيدرالي في موقع يسمح له بالانتظار لحين اتضاح الأمور قبل إجراء أي تعديل في السياسة النقدية.
الغموض يحيط بالتوقعات الاقتصادية
قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن التطورات التي تشهدها السياسات التجارية تؤثر على التوقعات الاقتصادية، مشيراً إلى أن ارتفاع حالة عدم اليقين حيال التوقعات الاقتصادية يعكس القلق بشأن هذه التطورات. وألمح إلى أن مستوى الغموض بشأن مسار الاقتصاد “عند أعلى مستوياته”.
وأكد باول أن المسوح تشير إلى أن التعريفات الجمركية تحرك توقعات التضخم. مضيفاً أنه إذا كانت التعريفات الجمركية مستدامة فسيؤدي ذلك إلى المزيد من التضخم والنمو المتباطئ والبطالة المتزايدة.
تصريحات باول تأتي بعد أن أبقى الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بدون تغيير ضمن نطاق 4.25% و4.5% للمرة الثالثة، مما يمنحه مزيداً من المرونة لتقييم تأثير سياسات ترمب على الاقتصاد.
ألمح الاحتياطي الفيدرالي في بيان اجتماع مايو إلى أن “حالة عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية ارتفعت”، وأكدت لجنة السياسة النقدية أنها ترى أن “مخاطر ارتفاع البطالة والتضخم زادت”.
صدمة الرسوم لم تصل بعد
“الإدارة تجري مفاوضات مع كثير من الدول بشأن التعريفات، ونحن ننتظر المزيد مع مرور الأشهر والاسابيع لرؤية تأثير الرسوم”، وفق باول، مشيراً إلى أن المحادثات قد تغير المشهد الاقتصادي بشكل كبير.
وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي: “يشعر الناس بالقلق حيال التضخم، وبشأن الصدمة التي قد تنتج عن الرسوم ، ولكن هذه الصدمة لم تصل بعد”.
باول أشار إلى أن “طفرة الواردات” التي حدثت خلال الربع الأول من العام الحالي جاءت على خلفية تزايد استيراد الشحنات لبناء المخزونات -بجانب الإنفاق الاستهلاكي- قبيل فرض الرسوم الجمركية. وألمح إلى أن أرقام الناتج المحلي الإجمالي من المرجح أن يتم تعديلها بالزيادة، وهو ما يعكس ما قاله مسؤولون في إدارة ترمب.
وعن انتقادات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي إنها “لا تؤثر على أداء عملنا إطلاقاً. لذا، سنواصل العمل بنفس النهج -وهو استخدام أدواتنا لتعزيز أقصى قدر من التوظيف واستقرار الأسعار بما يعود بالنفع على الشعب الأميركي”.
وبسؤاله عن تصريحات ترمب الأخيرة بأنه لا يسعى لإقالته، قال باول إنه ليس لديه المزيد ليقوله في هذا الشأن.
الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقد رئيس الاحتياطي الفيدرالي بحدة خلال الفترة الماضية ووصفه بـ”المتأخر للغاية”، كما أطلق عليه “العاجز”، وقال: “أنا أعلم عن أسعار الفائدة أكثر منه”.