انتعاش محدود للأسهم الآسيوية وسط ترقب لرسوم ترمب

أنهت الأسهم الآسيوية سلسلة تراجعات استمرت لعدة أيام وسط تقلبات متزايدة، قبيل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن خطته لفرض رسوم جمركية جديدة.
وارتفع المؤشر الإقليمي بنسبة وصلت إلى 0.9%، بينما تراجعت العقود الآجلة للمؤشرات الأميركية، مما يشير إلى استمرار الضغوط على الأسواق.
وسجلت الأسهم في اليابان وهونغ كونغ مكاسب، في حين شهدت الأسواق في البر الرئيسي للصين تذبذباً. كما وصل الذهب إلى مستوى قياسي جديد بفعل زيادة الطلب على الأصول الآمنة.
من ناحية أخرى، أنهى مؤشر “إس أند بي 500” الجلسة بارتفاع متأخر، في حين واصل مؤشر “التقلبات” (VIX)، المعروف بمؤشر الخوف في وول ستريت، ارتفاعه لليوم الرابع على التوالي.
رسوم ترمب المرتقبة
ومن المقرر أن يعلن ترمب عن خطته لفرض الرسوم التبادلية يوم الأربعاء خلال حدث في حديقة الورود بالبيت الأبيض في تمام الساعة الثالثة مساءً بتوقيت واشنطن، وفقاً لما صرّح به وزير الخزانة سكوت بيسنت لشبكة “فوكس نيوز”.
وقال سات دوهرا، مدير المحافظ الاستثمارية في شركة “جانوس هندرسون إنفيستور” (Janus Henderson Investors) في سنغافورة: “نشهد انتعاشاً في الأسواق اليوم، لكنه لا يزال محدوداً”. وأضاف: “بعد الإعلان، قد نشهد فترة طويلة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين الرئيسيين، مما قد يطيل أمد التقلبات أكثر مما تتوقع الأسواق”.
يبدو أن التصريحات المتضاربة من إدارة ترمب حول تفاصيل الرسوم الجمركية الجديدة وكيفية الإعلان عنها قد أربكت المستثمرين، حيث يحاولون الاستعداد لمواجهة أكبر مخاطر السوق منذ سنوات. وقبيل الإعلان المرتقب، تجنّب المستثمرون اتخاذ مراكز كبيرة بسبب المخاوف من تأثير الرسوم على النمو الاقتصادي والتضخم في أكبر اقتصاد في العالم.
أسوأ أداء فصلي للأسهم
يصف الرئيس الأميركي إعلانه المرتقب في 2 أبريل بأنه “يوم التحرير”، مشيراً إلى بداية سياسة تجارية أكثر حمائية تهدف إلى الرد على الشركاء التجاريين الذين اتهمهم منذ فترة طويلة “بنهب” الاقتصاد الأميركي.
وقبل إعلانه عن الرسوم الجمركية يوم الأربعاء، فرض ترمب بالفعل تعريفات على كندا، والمكسيك، والصين -الشركاء التجاريين الثلاثة الأكبر للولايات المتحدة- بالإضافة إلى قطاعات السيارات، الصلب، والألمنيوم. ومن المتوقع أن تُفرض رسوم استيراد على النحاس في الأسابيع المقبلة، كما هدد الرئيس بفرض رسوم على واردات الأدوية، أشباه الموصلات، والأخشاب.
وعلى الرغم من تعافي الأسهم، سجلت الأسواق الأميركية أسوأ أداء فصلي مقارنة بأسواق العالم منذ عام 2009. بينما انتعشت الأسهم، ابتعدت السندات عن أعلى مستوياتها خلال الجلسة.
وكتب كايل رودا، كبير المحللين في شركة “كابيتال دوت كوم”: “تمكنت وول ستريت من التحول إلى المنطقة الإيجابية بين عشية وضحاها. ومع ذلك، بدلاً من أن يكون هذا مؤشرا على تحسن الثقة، فإنه يعكس فقط التقلبات الشديدة التي تدفع حركة الأسعار في الاتجاهين”. وأضاف: “تبقى الأنظار متجهة نحو الإعلان المرتقب عن الرسوم الجمركية في ‘يوم التحرير'”.
اختبار لاقتصاد أميركا
وهذه هي المرة الأولى منذ بداية جائحة كورونا في مارس 2020 التي ترتفع فيها السندات بينما تنخفض الأسهم على مدى فترة ثلاثة أشهر. أما الدولار الأميركي، الذي يعتبر عادة ملاذاً آمناً خلال اضطرابات الأسواق، فقد سجل أسوأ بداية سنوية منذ 2017.
وكشف استطلاع أجرته شركة “22 في ريسيرش” (22V Research) أن 73% من المستثمرين لا يعتقدون أن حالة عدم اليقين ستصل إلى ذروتها يوم الأربعاء.
وقال خوسيه توريس، محلل الأسواق في شركة “إنترأكتيف بروكرز” (Interactive Brokers): “يتحدث بعض المستثمرين في وول ستريت عن أن يوم 2 أبريل قد يكون أقل حدة مما كان متوقعاً”، لكنه حذر من أن “البعض الآخر يخشى أن الاقتصاد الأميركي قد لا يكون قادراً على تحمل اختبار ضغط بهذا الحجم”.
وأضاف: “المتفائلون في سوق الأسهم يأملون في وضوح الرؤية، حيث إن حالة عدم اليقين نفسها تشكل عائقاً أمام ثقة المستثمرين، والاستهلاك، والنفقات الرأسمالية”.
وفي الصين، أظهرت بيانات اقتصادية إيجابية أن نشاط المصانع سجل أسرع وتيرة نمو خلال عام في مارس. أما في أستراليا، فمن المتوقع أن يبقي البنك المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير يوم الثلاثاء، في ظل انتظار نتائج الانتخابات التي تركز على قضايا تكلفة المعيشة، بينما يترقب تداعيات الاضطرابات في التجارة العالمية التي يقودها ترمب.
وفي أسواق السلع، استقرت أسعار النفط بعد القفزة التي سجلتها يوم الإثنين، بينما حافظ الذهب على مستوياته القياسية القريبة من أعلى سعر له في التاريخ.