اخر الاخبار

اليوان يتراجع لأدنى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية لمواجهة الرسوم

سمحت الصين لليوان بالتراجع مقابل معظم العملات الرئيسية، في ظل تهديد الحرب التجارية المتفاقمة مع الولايات المتحدة بتوجيه ضربة موجعة لاقتصادها المتعثر أصلاً.

انخفض اليوان في التعاملات المحلية إلى مستويات لم يشهدها منذ الأزمة المالية العالمية مقابل الدولار يوم الخميس، قبل أن يقلص خسائره مع اقتراب اجتماع كبار القادة الصينيين لمناقشة التحفيز الاقتصادي. كما تراجعت العملة الصينية إلى أدنى مستوى في 15 شهراً مقابل سلة من عملات شركاء بكين التجاريين.

تزايدت التوقعات بهبوط قيمة اليوان، مع قيام بنك الشعب الصيني بخفض سعره المرجعي للعملة للجلسة السادسة على التوالي يوم الخميس، وإن كان بوتيرة محسوبة، مما يشير إلى رغبة بكين في إضعاف العملة المدارة بشكل تدريجي لدعم الصادرات. ويحد سعر التثبيت من تداول اليوان في السوق المحلية إلى نطاق بنسبة 2% صعوداً وهبوطاً. 

مواجهة الرسوم الجمركية

قال جو وانغ، رئيس قسم استراتيجية الصرف الأجنبي وأسعار الفائدة في الصين الكبرى لدى “بي إن بي باريبا” (BNP Paribas SA)، إنه من المنطقي أن تتبنى الصين استراتيجيةً تُضعف سعر التثبيت لصرف اليوان تدريجياً. وأضاف: “هذا من شأنه أن يسمح لليوان بالأداء على نحو أضعف من سلة العملات بشكل مطرد، وهي طريقة فعالة وغير فوضوية للتعامل مع الرسوم الجمركية”.

ربما تُحوّل الصين تركيزها إلى الصادرات مع شركاء تجاريين آخرين، في ظل عدم وجود أي بوادر على انتهاء حربها التجارية مع الولايات المتحدة. وشهدت الحلقة الأخيرة من الأزمة التجارية قيام الرئيس دونالد ترمب برفع الرسوم الجمركية على الصين إلى 125%، حتى مع إعلانه عن تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً على عشرات الشركاء التجاريين. جاء ذلك بعد أن فرضت بكين رسوماً بنسبة 84% على جميع الواردات الأمريكية، متعهدةً “بالقتال حتى النهاية” ضد الرسوم الأمريكية.

مخاطر ضعف اليوان

“أبقى بنك الشعب الصيني على سعر التثبيت لليوان مقابل الدولار مستقراً لتعزيز المعنويات، بينما أضعّف مؤشر سلة اليوان لتحسين القدرة التنافسية للصادرات الصينية أمام الشركاء التجاريين بخلاف الولايات المتحدة”، حسب كين تشيونغ، كبير استراتيجيي الصرف الأجنبي في آسيا لدى “بنك ميزوهو” (Mizuho Bank). وأضاف: “يبدو أن الرسوم الجمركية الأمريكية الشاملة كان ينبغي أن تُعلق التجارة الصينية الأمريكية إلى حد كبير، وستركز الصين على خفض سلة اليوان”.

حتى الآن، امتنعت الصين عن إجراء تخفيض حاد لقيمة عملتها، وهو ما تكهن به البعض، إذ أن تراجع قيمة اليوان بشكل حاد ينطوي على تكلفة باهظة على الرغم من الدعم المحتمل الذي يقدمه للصادرات. يمكن أن يضر ذلك بالثقة تجاه الأصول الصينية، ويزيد من التوتر مع الولايات المتحدة، حيث اتهم ترمب الصين بالفعل بالتلاعب بعملتها لتعويض الرسوم الجمركية.

قال وي ليانغ تشانغ، الخبير الاستراتيجي في “بنك دي بي إس” (DBS Bank): “إن انخفاض قيمة اليوان بشكل كبير سيكون مقلقاً للغاية للأسواق وشركاء الصين التجاريين، ولا نعتقد أن هذا الاحتمال مرجح”. وأضاف: “قد ترى الصين ضرورة للحفاظ على علاقات طيبة مع شركائها التجاريين، في ظل نظام تجاري عالمي آخذ في الانقسام بشكل متزايد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *