الهند تسارع لدفع مستحقات النفط الروسي قبل سريان العقوبات
تسعى المصافي الحكومية في الهند، لتسريع سداد مدفوعاتها للنفط الروسي، في محاولة لإتمام الصفقات قبل سريان القيود الأميركية الموسعة على صناعة النفط الروسية في الشهر المقبل، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
قال الأشخاص المطلعون إن المصافي الهندية تبادر حالياً لتسوية المدفوعات مقابل البراميل المخفضة في غضون يومين فقط بدلاً من الإطار الزمني السابق البالغ 5 أيام، نظراً للضغوط الكبيرة لتجنب العقوبات الأميركية الواسعة على النفط الروسي.
لم يتضح بعد مصير نحو 4.4 مليون برميل من النفط الروسي، الذي يشق طريقه حالياً إلى الموانئ الهندية. تُظهر بيانات تتبع السفن من “بلومبرغ” و”كبلر” أن 6 ناقلات خاضعة للعقوبات تحمل شحنات متنوعة، وتتجه نحو موانئ هندية مثل جامناجار وتشيناي وباراديب وفيزاكاباتنام، ومن المقرر أن تفرغ حمولاتها قبل انتهاء فترة السماح.
يتوقع أن تصل الناقلة “ميركوري” إلى ميناء باراديب في شرق الهند هذا الأسبوع، وهي واحدة من أولى السفن التي ستصل، وتحمل أكثر من مليون برميل من خام الأورال تم تحميلها في منتصف ديسمبر من محطة شيسخاريس الروسية.
اقرأ المزيد: الهند تستعد لرفض ناقلات نفط بسبب العقوبات الأميركية الجديدة
تفريغ شحنات نفط
في 12 يناير، قامت ناقلتان خاضعتان للعقوبات بتفريغ ما يزيد على 1.4 مليون برميل في موانئ هندية بولاية غوجارات، وفقاً لبيانات “كبلر”. الناقلة “زاليف أمورسكي” قامت بتفريغ خام الأورال في جامناجار، بينما أفرغت الناقلة “أرجون” في فادينار.
أصبحت البنوك الهندية أكثر حذراً منذ أواخر العام الماضي، استعداداً لإجراءات أكثر صرامة من واشنطن، وبدأت في طلب مستندات إضافية، بما في ذلك فحص أسماء الأطراف وتتبع الشحنات. وهي الآن جاهزة لتسوية المدفوعات بناءً على بوليصة الشحن، بحسب المطلعين.
توقفت البنوك أيضاً عن التعامل مع المدفوعات بالدولار الأميركي لتجنب الالتزام بسقف السعر البالغ 60 دولاراً للبرميل الذي فرضته الدول الغربية على النفط الروسي في عام 2022.
جميع المدفوعات لشحنات شركة “غازبروم نفط”، التي شملتها العقوبات مؤخراً، تُسدد حالياً بالروبل، وفقاً للأشخاص المطلعين.
حدد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي تاريخ 27 فبراير كموعد نهائي لتسليم جميع شحنات النفط الخام المحملة على ناقلات خاضعة للعقوبات قبل 10 يناير، وهو يوم الإعلان عن العقوبات، ضمن فترة سماح يسعى المشترون الهنود للاستفادة منها.
تستورد الهند حوالي ثلث احتياجاتها النفطية من روسيا، وقد جعلت مخاوف الحكومة بشأن احتواء التضخم النفط الروسي المخفض جذاباً بشكل خاص، ما قلص حصة الموردين التقليديين. مع ذلك، فإن الجولة الأخيرة من العقوبات التي استهدفت اثنين من المنتجين الرئيسيين، بالإضافة إلى شركات التأمين والتجار وأكثر من 180 سفينة، تهدد هذا الإمداد الرخيص.