النفط يستقر بعد ارتفاع وسط مخاوف من انخراط واشنطن بالحرب على إيران

استقرت أسعار النفط يوم الأربعاء، بعدما قفزت إلى أعلى مستوى لها في نحو خمسة أشهر يوم الثلاثاء، وسط تكهنات بأن الولايات المتحدة قد تنضم إلى الهجوم الإسرائيلي على إيران، ما أثار مخاوف من اضطرابات محتملة في الإمدادات النفطية من الشرق الأوسط.
وتداول خام “برنت” فوق 76 دولاراً للبرميل بعد أن أغلق مرتفعاً بنسبة 4.4% في الجلسة السابقة، فيما استقر خام “غرب تكساس” الوسيط قرب 75 دولاراً للبرميل.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد اجتمع يوم الثلاثاء مع فريقه للأمن القومي، بعد أن طالب بـ”الاستسلام غير المشروط” لإيران، وهدد في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بضربة محتملة ضد المرشد الإيراني علي خامنئي.
وحتى الآن، لم تتعرض البنية التحتية الإيرانية المخصصة لتصدير النفط لأي أضرار، وتركّزت التداعيات على قطاع الشحن البحري. ويُنتج الشرق الأوسط نحو ثلث إمدادات النفط العالمية، وأي تصعيد أوسع قد يدفع الأسعار إلى مستويات أعلى.
“مضيق هرمز” في قلب المخاوف
تتركز المخاوف الأكبر في سوق النفط على “مضيق هرمز”، رغم عدم وجود مؤشرات حتى الآن على أن إيران تسعى إلى تعطيل حركة الشحن عبر هذا الممر الضيق. ويُمرّر نحو خمس الإنتاج اليومي العالمي من الخام عبر المضيق الواقع عند مدخل الخليج العربي.
وقالت شاروو تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في شركة “ساكسو ماركتس” في سنغافورة إن “دعوة ترمب إلى الاستسلام غير المشروط لإيران، وتهديداته ضد المرشد، تشير إلى أن الدبلوماسية باتت خارج المعادلة. وأي تعطيل لصادرات إيران، أو في أسوأ السيناريوهات، حصار لمضيق هرمز، قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع بشكل حاد”.
هزت هذه التطورات الأسواق العالمية، ما دفع المستثمرين إلى البحث عن الملاذات الآمنة مثل الذهب، في وقت قفزت فيه تقلبات أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات. وشهدت السوق زيادة في عمليات التحوّط من قبل منتجي الخام، وارتفاعاً في أحجام تداول العقود الآجلة والخيارات.
إسرائيل تضغط لإدخال أميركا للمعركة
كانت إسرائيل شنت هجمات مفاجئة على مواقع نووية إيرانية في أواخر الأسبوع الماضي. لكن يُنظر إلى الأسلحة الأميركية على أنها حاسمة لتحقيق تدمير كامل للبرنامج النووي الإيراني، وهو ما لا تستطيع الأسلحة التي بحوزة تل أبيب القيام به.
وسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى دفع الولايات المتحدة، التي قدمت دعماً دفاعياً ضد الصواريخ الإيرانية، إلى الانخراط بشكل أعمق في الصراع. وقال في مقابلة مع شبكة “إيه بي سي نيوز” يوم الإثنين، إن البلدين “يتشاركان عدواً مشتركاً في إيران”، وإن من مصلحة أميركا دعم إسرائيل.
وبحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، نقلاً عن مسؤولين أميركيين اطلعوا على تقارير استخبارية، فإن إيران جهّزت صواريخ ومعدات عسكرية أخرى لتنفيذ ضربات محتملة ضد قواعد أميركية في الشرق الأوسط، في حال انضمت الولايات المتحدة إلى الحرب إلى جانب إسرائيل.
في الأثناء، أظهرت بيانات من القطاع الأميركي أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة انخفضت بأكثر من 10 ملايين برميل الأسبوع الماضي. وإذا أكّدت البيانات الرسمية هذا الرقم في وقت لاحق من يوم الأربعاء، فسيكون ذلك أكبر تراجع في المخزونات منذ صيف العام الماضي.