النفط يرتفع مع تزايد التوترات الجيوسياسية من أوكرانيا إلى فنزويلا

ارتدت أسعار النفط من خسائرها التي سجلت يوم الجمعة، مع مواجهة المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء حرب روسيا في أوكرانيا تعقيدات جديدة، وتعهد الصين بدعم النمو خلال العام المقبل.
صعد خام “غرب تكساس” الوسيط بنسبة 2.4% ليغلق فوق 58 دولاراً للبرميل، في حين أغلق خام “برنت” قرب 62 دولاراً.
وكثّفت الولايات المتحدة جهودها لإنهاء الحرب، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه أحرز تقدماً في محادثات أجراها يوم الأحد مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مارالاغو.
لكن نقاط خلاف جديدة ظهرت يوم الإثنين، عندما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا ستراجع موقفها التفاوضي بسبب ما وصفه بهجوم بطائرة مسيّرة استهدف أحد مقار إقامته.
اقرأ أيضاً: هجوم أوكراني على مقر بوتين يعكر صفو محاولات إنهاء الحرب مع روسيا
الأسعار تتجه نحو خامس انخفاض شهري
لا يزال النفط يتجه لتسجيل خامس انخفاض شهري على التوالي في ديسمبر، وهو أطول سلسلة تراجعات منذ أكثر من عامين.
وتعرضت الأسعار لضغوط بفعل المخاوف من تخمة عالمية في المعروض، عقب زيادات الإنتاج من دول تحالف “أوبك+” ودول من خارج المجموعة.
في المقابل، ساعدت التوترات الجيوسياسية، من فنزويلا إلى نيجيريا، على الحد من وتيرة التراجع خلال الأسابيع الأخيرة.
غياب الاتفاق على صيغة سلام يدعم الأسعار
بشأن أوكرانيا، قالت غاو مينغيو، كبيرة محللي الطاقة في “تشاينا فيوتشرز” (China Futures)، إن غياب اختراق في اتفاق السلام قدّم بعض الدعم للأسعار، مشيراً إلى قضايا عالقة، من بينها مصير إقليم دونباس الذي تسيطر القوات الروسية على أجزاء منه. وأضافت: “يبدو أن هناك شدّاً وجذباً سيستمر”.
وفي الأثناء، تعهّدت الصين بتوسيع قاعدة إنفاقها المالي خلال العام المقبل، بحسب بيان صادر عن وزارة المالية الصينية يوم الأحد، في إشارة إلى دعم حكومي لدفع النمو.
ويواجه أكبر مستورد للنفط الخام في العالم ضغوطاً في ظل تباطؤ قطاع العقارات وتحديات خارجية، من بينها التوترات التجارية مع الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، يُتوقع أن تواصل بكين وتيرة تخزينها القوية للنفط، ما يساعد على امتصاص الفائض.
التوترات الجيوسياسية لا تزال راسخة
في سياق متصل، يناقش ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو احتمال تنفيذ ضربات جديدة على إيران، على خلفية برنامجها للصواريخ الباليستية وإعادة بناء مواقع نووية كانت قد تعرضت لضربات أميركية في يونيو، وذلك خلال اجتماع عقد يوم الإثنين.
اقرأ أيضاً: لماذا يحاجج ترمب بأن الولايات المتحدة تستحق نفط فنزويلا؟
وقد تؤدي عودة التوترات في الشرق الأوسط، الذي يوفر نحو ثلث الإمدادات العالمية، إلى تعريض تدفقات النفط من المنطقة للخطر.
وفي فنزويلا، فرضت إدارة ترمب في الأيام الأخيرة حصاراً بحرياً جزئياً، مدعوماً بأكبر انتشار عسكري أميركي في المنطقة منذ عقود.
وقال ترمب إن الولايات المتحدة استهدفت “منشأة كبيرة” في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، حيث يُزعم أن قوارب تُحمّل بالمخدرات. من جهتها، وصفت فنزويلا الإجراءات الأميركية بأنها غير قانونية ومحاولة لفرض تغيير النظام.



