المستثمرون يتحضرون لخضة في أصول كولومبيا بعد توترات مع ترمب
من المتوقع أن تنهار قيمة الأصول الكولومبية، بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه سينفذ سلسلة من التعريفات الجمركية والعقوبات على الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.
أثار إعلان ترمب عن فرض تعريفات جمركية طارئة بنسبة 25% على جميع السلع الكولومبية القادمة إلى الولايات المتحدة، دهشة المتداولين، إذ كان معظم التركيز حتى الآن ينصب على الرسوم المفروضة على المكسيك وكندا والصين.
ومن المرجح أن تؤدي هذه الخطوة إلى ركود سيتردد صداه في أسواق السندات والعملات والأسهم المحلية عند فتح التداول يوم الإثنين.
قال دانييل فيلانديا، كبير الاقتصاديين في “كريدي كورب كابيتال كولومبيا” (Credicorp Capital Colombia)، إن البيزو سيضعف مقابل الدولار صباح الإثنين، مضيفاً أن الاقتصاد قد يتجه نحو الركود في “سيناريو متطرف”.
ولكنه نبه إلى أن هذه الخطوة “غير متوقعة تماماً ولا يمكن التنبؤ بنتائجها”، مضيفاً: “نحن بحاجة إلى معرفة إلى أي مدى سيذهب ترمب، وكيف ستستجيب حكومة كولومبيا، على أمل أن يتم استخدام الدبلوماسية لمنع الآثار السلبية”.
بداية الأزمة
تأتي خطوة ترمب بعد أن قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو على “إكس”، إنه سيرفض الرحلات الجوية الأميركية التي تحمل مهاجرين ما لم يتم “معاملتهم بكرامة وليس كمجرمين”.
وبعد ذلك، أمر ترمب بفرض تعريفة جمركية بنسبة 25%، والتي سيتم رفعها إلى 50% في غضون أسبوع واحد. وقال بيترو لاحقاً في منشور منفصل على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه سيفرض تعريفات انتقامية بنفس النسبة على السلع من الولايات المتحدة.
خلال الأسبوع الماضي، ارتفعت العملات الناشئة، التي تعرضت لضربة في أواخر عام 2024 وسط مخاوف بشأن سياسات ترمب، بعدما خفتت مخاوف الحروب التجارية واسعة النطاق، جراء طرح تعريفات أميركية أضعف من المتوقع، وغياب الرسوم الجديدة على الواردات الصينية. وساهمت عملات أميركا اللاتينية ذات العائد المرتفع، بما في ذلك البيزو الكولومبي، في تسريع المكاسب.
يقول التجار إن الإعلان المفاجئ من شأنه أن يحد من المزيد من المكاسب. كان البيزو المكسيكي والراند الجنوب أفريقي، وهما مؤشران على شهية المخاطرة، يتداولان على انخفاض في وقت مبكر من جلسة آسيا.
توقعات بانخفاض البيزو الكولومبي
اعتبر جيلبرتو هيرنانديز غوميز، استراتيجي السوق المحلية لأميركا اللاتينية في “بنكو بلباو فيزكايا أرجنتاريا” (Banco Bilbao Vizcaya Argentaria)، أن البيزو قد يضعف إلى ما يزيد عن 4400 بيزو للدولار يوم الإثنين بسبب هذه الأخبار. وهذا أقل بنحو 5% من القيمة التي كان يتداول عندها يوم الجمعة.
وأضاف: “كان هناك توقع لدى معظم المستثمرين بأن كولومبيا يمكن أن تكون بعيدة بعض الشيء عن مخاطر التعريفات الجمركية، وكانوا على استعداد للدخول في مراكز شراء مؤخراً”، معتبراً: “الآن ستزيد علاوة المخاطر”.
تتصدر قائمة الصادرات الكولومبية إلى الولايات المتحدة منتجات مثل النفط والذهب والقهوة والزهور، وفقاً للسلطات الضريبية في كولومبيا.
تعد البلاد رابع أكبر مصدر للنفط الأجنبي للولايات المتحدة، متفوقة على كل من السعودية والبرازيل، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة. يذهب حوالي ثلث الصادرات الكولومبية إلى الولايات المتحدة.
وقال خوان ديفيد بالين، المحلل في شركة الوساطة المحلية “كاسا دي بولسا” (Casa de Bolsa): “نتوقع خسائر في جميع الأصول المقومة بالبيزو”، مضيفاً: “وعلاوة على ذلك، من المتوقع حدوث تدهور في علاوة المخاطر في البلاد، وانخفاض في مخزون شركة إيكوبترول، من بين أمور أخرى”.