المحادثات بين بكين وواشنطن تسير بشكل جيد وسط احتمال تمديدها ليوم إضافي

امتدت محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين في لندن إلى وقت متأخر في ثاني أيامها، في ظل ترقب الأسواق المالية عن كثب لنتائج المفاوضات بين أكبر اقتصادين في العالم، حول صادرات تكنولوجية وصناعية رئيسية، وسبل تخفيف حدة الحرب التجارية بينهما.
وقالت مسؤولة في وزارة الخزانة الأميركية إن الفرق، التي يقودها وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفنغ، كانت لا تزال تعقد مناقشات مساء الثلاثاء، بهدف تسوية التفاصيل الفنية.
عاد أعضاء الوفدين الأميركي والصيني إلى “لانكستر هاوس”، وهو قصر يعود إلى الحقبة الجورجية بالقرب من “قصر باكنغهام” ويُستخدم كموقع للاجتماعات، بعد الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، واستأنفا المحادثات التي كانت قد بدأت قرابة الساعة 10:40 صباحاً. وكان الطرفان قد توقفا لأخذ استراحة قرابة الساعة 5:30 مساء.
وقال وزير التجارة الأميركي هاورد لوتنيك للصحفيين: “سنحاول إنهاء الأمور، هذا هو الهدف”. وأضاف: “أعتقد أننا نعمل على جميع أنواع القضايا التجارية، وأعتقد أن المحادثات تسير بشكل جيد جداً جداً”.
ولدى سؤاله عما إذا كانت المفاوضات ستنتهي مساء الثلاثاء، قال لوتنيك: “إذا استدعى الأمر، سنكون هنا غداً، لكنني آمل أن تنتهي هذا المساء”.
تتابع أسواق السندات والعملات عن كثب سير المحادثات بحثاً عن مؤشرات على التأثيرات الاقتصادية المحتملة. وارتفعت الأسهم الأميركية إلى أعلى مستوياتها خلال الجلسة بعد تصريحات لوتنيك.
ترمب: “نُحرز تقدماً جيداً مع الصين”
من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب للصحفيين في البيت الأبيض يوم الإثنين: “نحن نُحرز تقدماً جيداً مع الصين. الصين ليست سهلة”، مضيفاً أنه تلقى “تقارير إيجابية فقط” بشأن جلسة اليوم الأول التي امتدت لنحو سبع ساعات. وقال بيسنت عقب اليوم الأول، إنهم عقدوا “اجتماعاً جيداً”.
وتتمثل القضية الرئيسية هذا الأسبوع في إعادة إرساء شروط الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف الشهر الماضي، والذي كانت الولايات المتحدة فهمت بموجبه أن الصين ستسمح بوصول مزيد من شحنات المعادن الأرضية النادرة إلى العملاء الأميركيين. وكانت إدارة ترمب قد اتهمت بكين بالتحرك ببطء شديد، مما هدد بحدوث نقص في قطاعات التصنيع المحلية.
في المقابل، أبدت إدارة ترمب استعدادها لإزالة مجموعة من الإجراءات الأخيرة التي استهدفت برامج تصميم الرقائق، وقطع غيار محركات الطائرات، والمواد الكيميائية، والمواد النووية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. وقد اتُخذت العديد من تلك الإجراءات خلال الأسابيع القليلة الماضية مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين.
“مكسب لصالح الصين”
قال ديكستر روبرتس، الزميل البارز غير المقيم في مركز الصين العالمي التابع لـ”المجلس الأطلسي”: “سيُنظر إلى قرار أميركي بالتراجع عن جزء من قيود التكنولوجيا على أنه مكسب كبير للصين”، مضيفاً أن احتمال إلغاء “أي من هذه القيود” كان يبدو “أمراً لا يمكن تصوره تقريباً” حتى وقت قريب.
وكانت بكين وواشنطن قد اتفقتا قبل شهر على هدنة مدتها 90 يوماً تنتهي منتصف أغسطس، لتجميد التعريفات الجمركية المرهقة، ومنح الوقت الكافي لحل العديد من الخلافات التجارية، بدءاً من الرسوم الجمركية وصولاً إلى قيود التصدير.
ويحمل “لانكستر هاوس” أهمية تاريخية، إذ استضاف خطابات كبرى لرؤساء وزراء المملكة المتحدة، ومحافظي بنوك مركزية، واحتفالات للعائلة المالكة البريطانية.
سباق لعقد اتفاقات تجارية ثنائية
في الوقت ذاته، يكثف فريق ترمب التجاري جهوده لإبرام اتفاقات ثنائية مع الهند، واليابان، وكوريا الجنوبية، وعدد من الدول الأخرى، إذ تسابق هذه الدول الزمن للتوصل إلى اتفاق قبل التاسع من يوليو، وهو الموعد الذي سترتفع فيه الرسوم الجمركية الأميركية، المعروفة باسم “الرسوم المتبادلة”، من خط الأساس الحالي البالغ 10% إلى مستويات أعلى مصممة خصيصاً لكل شريك تجاري.
وفي سياق متصل، أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الثلاثاء أول مكالمة هاتفية له مع رئيس كوريا الجنوبية المنتخب حديثاً لي جاي ميونغ، ودعا خلالها إلى التعاون من أجل حماية التعددية والتجارة الحرة.
وقال شي، وفقاً لما نقلته شبكة “سي سي تي في”: “ينبغي أن نعزز التعاون الثنائي والتنسيق متعدد الأطراف، وأن نحمي التعددية والتجارة الحرة بشكل مشترك، وأن نضمن استقرار وسلاسة سلاسل الصناعة والإمداد العالمية والإقليمية”.