اخر الاخبار

المؤشرات الأميركية ترتفع بدعم من صعود أسهم شركات التكنولوجيا

استأنفت مؤشرات الأسهم الأميركية سباقها نحو مستويات قياسية جديدة، بعدما وُضعت موجة التفاؤل بأسهم التكنولوجيا تحت اختبار، بفعل خطة إدارة الرئيس دونالد ترمب لخفض “آلاف” الوظائف الفيدرالية، في اليوم الثاني من إغلاق الحكومة.

قفز مؤشر “ناسداك 100” إلى مستوى قياسي ثانٍ على التوالي، بعدما عززت صفقة بيع أسهم في “أوبن إيه آي” التفاؤل حيال الذكاء الاصطناعي، لترتفع قيمة الشركة إلى 500 مليار دولار، ما يجعلها الشركة الناشئة الأعلى قيمة في العالم. كما صعد مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات بنسبة 1.9% بقيادة “أدفانسد مايكرو ديفايسز” و”إنتل”، فيما اكتفى مؤشر “إس آند بي 500” بمكاسب طفيفة بلغت 0.06% بعد أن عوّض خسائر سابقة.

المستثمرون يتجاهلون المخاوف السياسية

تجاوز المستثمرون بحلول نهاية الجلسة المخاوف المرتبطة بخطط إدارة ترمب. وسعى الجمهوريون لاستخدام التهديد بعمليات خفض وظائف دائمة، للضغط على الديمقراطيين من أجل التصويت لإعادة فتح الحكومة. ويعتزم ترمب الاجتماع مع مدير مكتب الموازنة في البيت الأبيض راسل فوت لمناقشة الخطة.

أما أسهم “تسلا” فانخفضت بنسبة 5.1% رغم أن الشركة أعلنت عن زيادة مفاجئة في مبيعات السيارات ربع السنوية. وقال آدم كريسافولي من “فايتال نوليدج” إن أرقام التسليم “أفضل من التقديرات المنشورة، لكن التوقعات الفعلية كانت أعلى”، في وقت يرى فيه المتشائمون أن سوق السيارات الكهربائية مقبلة على تراجع. هذا الانخفاض ضغط على المؤشرات الأميركية الرئيسية.

تعثر نشر البيانات الاقتصادية بسبب الإغلاق

تأثر المتعاملون أيضاً بتعليق مؤقت في نشر البيانات الاقتصادية، بعد تأجيل صدور أرقام طلبات إعانة البطالة الأسبوعية بسبب الإغلاق الحكومي. وإذا طال الإغلاق، فقد يهدد نشر المزيد من البيانات، ما قد يعرقل خفض أسعار الفائدة.

أظهرت بيانات من شركة “تشالنجر، غراي آند كريسماس” أن الشركات الأميركية قلصت خطط التوظيف في سبتمبر، رغم إعلانها أيضاً عن عدد أقل من عمليات التسريح. كما يُرجح تأجيل تقرير الوظائف غير الزراعية من مكتب إحصاءات العمل يوم الجمعة.

وقال جو مازولا، رئيس استراتيجيات التداول والمشتقات في “تشارلز شواب”: “إغلاق قصير يؤخر التقرير لبضعة أيام قد لا يغيّر المعادلة، لكن إغلاقاً طويلاً يهدد أيضاً بيانات التضخم منتصف الشهر قد يدفع الفيدرالي إلى تأجيل خفض الفائدة إلى اجتماع آخر من دون توفر بيانات”.

وأضاف أن هناك مؤشرات على أن المواجهة قد تكون طويلة، مشيراً إلى أن وزير الخزانة سكوت بيسنت قال إن إغلاقاً مطولاً قد يضر بالنمو الاقتصادي الأميركي.

تحركات الأسواق

سجّل الدولار أول ارتفاع له بعد أربعة أيام من التراجع، فيما انخفض عائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات إلى 4.09%.

وفي أسواق السلع، تراجعت موجة صعود الذهب بعد أن بلغ مستوى قياسياً، بينما انخفض النفط لليوم الرابع على التوالي.

هبط خام “غرب تكساس” الوسيط دون 61 دولاراً للبرميل، مسجلاً أدنى مستوى في أربعة أشهر، مع تعمّق المخاوف من تخمة عالمية في المعروض، في وقت تتوقع السوق أن يوافق تحالف “أوبك+” على ضخ مزيد من الإمدادات المعطلة.

رهانات على خفض الفائدة

ما زالت الأسواق تُسعّر بالكامل تقريباً خفضاً بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع الفيدرالي نهاية الشهر، وسط توقعات واسعة بخفض آخر في ديسمبر لدعم سوق العمل.

وقالت كيم كراوفورد، مديرة المحافظ العالمية في “جيه بي مورغان أسيت مانجمنت”، في مقابلة مع “بلومبرغ”: “إذا تعمقت في بيانات سوق العمل، ستجد أن الأمر لا يتعلق فقط بقصة هيكلية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي أو تراجع الهجرة، بل هناك ضعف دوري في الطلب. الجزء الأكثر وضوحاً في هذه المعادلة هو نمو الأجور، فنحن نشهد نقصاً في نمو الأجور بالولايات المتحدة”.

وأشار بعض الاستراتيجيين إلى أن الإغلاقات السابقة لم يكن لها عادة تأثير اقتصادي كلي كبير. وفي مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض الأربعاء، قال نائب الرئيس جي دي فانس إنه لا يتوقع إغلاقاً طويلاً، مضيفاً أن عمليات التسريح ستحدث إذا استمر الإغلاق أياماً أو أسابيع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *