القطب الشمالي منطقة محتملة لتعاون اقتصادي بين موسكو وواشنطن

حدد مسؤولون أميركيون وروس القطب الشمالي كمنطقة محتملة للتعاون الاقتصادي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الوضع، وذلك كجزء من الانفراج الأوسع الذي يسعى إليه الرئيس دونالد ترمب مع موسكو.
قال الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن المناقشات خاصة ولا تزال في مرحلة مبكرة، إن المباحثات شملت استكشاف الموارد الطبيعية وطرق التجارة. وأشار أحد الأشخاص إلى أن التعاون في مجال استكشاف الطاقة يُعتبر هدفاً للولايات المتحدة.
يأتي ذلك، فيما يسعى ترمب بقوة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك إجراء محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأشار الجانبان مؤخراً إلى انفتاحهما على المشاريع التجارية والتعاون، مما أثار قلق الحلفاء الأوروبيين وأعضاء الناتو، الذين سعوا لعزل موسكو منذ حربها الشاملة على أوكرانيا قبل ثلاث سنوات.
مباحثات روسية أميركية في إسطنبول
من المقرر أن يلتقي مسؤولون أميركيون وروس في إسطنبول يوم الخميس لمناقشة استعادة مستويات التوظيف في السفارات، وفقاً لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
قال أحد الأشخاص إن المسؤولين الأميركيين يرون في التعاون في القطب الشمالي وسيلة لإحداث شرخ بين موسكو وبكين، لكنه حذر من أن نجاح ذلك غير مضمون نظراً لمدى التقارب بين روسيا والصين في السنوات الأخيرة، خاصة مع شراكة “بلا حدود” منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
رفض متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي التعليق. ولم يرد المتحدث باسم الكرملين على الفور على طلب للتعليق.
القطب الشمالي ساحة لمعركة سياسية
جذب القطب الشمالي، المحاط بروسيا وسبع دول أعضاء في الناتو -الولايات المتحدة، كندا، الدنمارك، فنلندا، آيسلندا، النرويج، والسويد- انتباهاً متزايداً في السنوات الأخيرة، حيث فتح ذوبان الجليد الناتج عن تغير المناخ ممرات شحن، وإمكانيات لاستكشاف الموارد المحتملة للطاقة والمعادن.
قال كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي المملوك للدولة، بعد محادثات أميركية روسية في السعودية هذا الشهر، إن التعاون في مشاريع الطاقة في القطب الشمالي كان من بين “مجالات التعاون المحددة” التي ناقشوها، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “بوليتيكو”.
في أواخر العام الماضي، أصدر البنتاغون استراتيجية جديدة للقطب الشمالي أبرزت مخاطر تعاون الصين وروسيا في المنطقة. في ظل سياسة عهد جو بايدن، هدفت الولايات المتحدة إلى توسيع جاهزيتها العسكرية ومراقبتها في القطب الشمالي، رداً على “التقارب المتزايد” بين موسكو وبكين.
ركزت الصين بشكل متزايد على القطب الشمالي في السنوات الأخيرة، معلنة نفسها في 2018 “دولة قريبة من القطب”، وقد طورت مصالح في مجالات الصيد والطاقة والنقل في المنطقة.
تُعتبر آفاق إنشاء طرق شحن جديدة مفتاحاً لاستراتيجية بكين، التي تتخيل “طريق الحرير القطبي” الذي يربط شرق آسيا وغرب أوروبا وأميركا الشمالية.