فقدت شبكة الكهرباء العراقية نحو 15% من قدرتها الإنتاجية بعد انخفاض إمدادات الغاز من إيران المجاورة بأكثر من النصف يوم الثلاثاء، ما يُبرز مدى تأثر البلاد بصدمات الطاقة رغم ثروتها النفطية.
أفادت وزارة الكهرباء العراقية في بيان لها بأن إمدادات الغاز الإيراني تبلغ حالياً 25 مليون متر مكعب يومياً، أي أقل من نصف الكمية البالغة 55 مليون متر مكعب المتوافق عليها بموجب اتفاق ثنائي بين البلدين. وأدى فقدان هذه الكميات إلى إغلاق بعض محطات توليد الطاقة التي تعمل بالغاز وخسارة حوالي 3800 ميغاواط من الكهرباء المولّدة.
سعد فريح، مدير عام الوزارة، أشار إلى أن ارتفاع الطلب المحلي في إيران، إلى جانب أعمال الصيانة في منشآت الغاز الإيرانية، كان السبب وراء تراجع إمدادات الغاز.
وأدى هذا النقص إلى إضعاف شبكة الكهرباء العراقية، الهشة أصلاً، في وقت يشهد فيه الطلب ارتفاعاً خلال الصيف، وقالت الوزارة إنها تنسق مع وزارة النفط لتأمين الديزل كوقود بديل.
العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، لا يملك ما يكفي من الغاز لتشغيل محطات توليد الكهرباء التي يعمل معظمها بالغاز، وتعاني البلاد من انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي كل صيف مع بلوغ الطلب ذروته. يسعى العراق أيضاً إلى تقليل كمية الغاز المُهدر نتيجة حرقه في الحقول، كما يدرس منذ سنوات شراء الغاز الطبيعي المُسال كحل لسد هذا النقص.
يتلقى العراق الغاز الطبيعي الإيراني عبر خطي أنابيب، لكن التدفقات واجهت انقطاعات عدة في السنوات الأخيرة. في عام 2023، خفضت إيران شحناتها إلى العراق بمقدار النصف بسبب فواتير غير مدفوعة، والتي قالت بغداد إن ما يعوق سدادها العقوبات الأميركية على إيران.
