العراق يبكر موعد استئناف صادرات النفط من كردستان

قال وزير النفط العراقي، حيان عبد الغني، إن صادرات النفط من إقليم كردستان قد تُستأنف خلال أسبوع فقط، في تسريع مفاجئ للجدول الزمني المتوقع، بينما صرح رئيس الإقليم، نيجيرفان إدريس بارزاني، بالأمس أن استئناف الشحنات سيجري على الأرجح في مارس المقبل، وفق بلومبرغ.
أوضح عبد الغني للصحفيين في بغداد: “ستُستأنف الصادرات (من كردستان العراق) خلال أسبوع”، مشيراً إلى أن هناك اتفاق مع حكومة الإقليم لتلقي ما لا يقل عن 300 ألف برميل يومياً من المنطقة لتصديرها عبر ميناء جيهان التركي.
وأضاف أن مسؤولين من بغداد يعتزمون زيارة كردستان العراق “للاتفاق على آلية لاستلام النفط من كردستان لتصديره”، وفق ما نقلته بلومبرغ.
تضارب حول موعد استئناف صادرات النفط
قال بارزاني إنه سيبحث مسألة عودة الصادرات مع المسؤولين الأتراك في أربيل خلال الأيام المقبلة. وأضاف لبلومبرغ أن ذلك قد يمهد السبيل لاستئناف تصدير نحو 300 ألف برميل يومياً إلا أن حجم النفط المخصص للاستهلاك المحلي سيتحدد بعد مزيد من المفاوضات مع بغداد.
اقرأ المزيد: رئيس كردستان العراق يتوقع استئناف صادرات النفط في مارس | اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
يعكس التباين في التصريحات حالة من عدم اليقين بشأن موعد استئناف تدفقات النفط عبر خط الأنابيب وسط استمرار المحادثات بين بغداد وأربيل. وتوقفت تدفقات النفط عبر خط الأنابيب، الذي يمتد من المنطقة الكردية في العراق إلى ميناء جيهان التركي، خلال مارس 2023 بعد أن أمرت محكمة تحكيم تركيا بدفع حوالي 1.5 مليار دولار قيمة تعويضات للعراق لنقل النفط دون موافقة بغداد.
لكن أنقرة رفضت دفع الغرامة وطلبت بدلاً من ذلك من حكومة إقليم كردستان أن تتولى دفعها. وصرحت تركيا أكثر من مرة أن خط الأنابيب جاهز للعمل وأن استئناف تدفقات النفط الخام متروك للعراق.
وكلف وقف خط الأنابيب العراق عائدات مهدرة تقدر بحوالي 19 مليار دولار، بحسب تصريحات رئيس الإقليم شبه المستقل لبلومبرغ.
تأثير تدفقات النفط الجديدة على السوق
قد يشكل استئناف الشحنات عبر خط الأنابيب معضلة لبغداد، الملزمة بتخفيض إنتاج النفط بموجب اتفاق تحالف “أوبك+”، لكنها واجهت صعوبة في الالتزام بتخفيضات الإنتاج التي وعدت بها.
ويتزايد التركيز على إنتاج وصادرات منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) بعد أن دعاها الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشهر الماضي إلى”خفض سعر النفط”.
واضطرت شركات النفط العالمية العاملة في كردستان العراق إلى خفض الإنتاج بسبب نزاع مالي بين بغداد وأنقرة، إضافة إلى إغلاق خط الأنابيب المؤدي إلى ميناء جيهان التركي منذ أوائل 2023.
مع ذلك، فإن استئناف الشحنات قد يضع العراق في مأزق، نظراً لالتزامه بخفض الإنتاج بموجب اتفاق “أوبك+”، وهو ما واجهت بغداد صعوبة في الامتثال له.