العالم يواجه ارتفاع قياسي في الحرارة خلال السنوات المقبلة

سيستمر تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية في رفع حرارة الكوكب، في ظل توقعات بتسجيل درجات الحرارة أعلى مستوياتها خلال السنوات الخمس المقبلة، بحسب تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (World Meteorological Organization).
سيرتفع متوسط درجات الحرارة على مستوى العالم ما بين 1.2 و1.9 درجة مئوية، مقارنةً بمتوسط ما قبل الثورة الصناعية، وفق التقرير. وسيؤدي ارتفاع الحرارة إلى زيادة الظواهر الجوية المتطرفة التي ستؤثر على المجتمعات والاقتصادات.
قالت نائبة الأمين العام للمنظمة، كو باريت: “ستكون هناك آثار سلبية متزايدة على اقتصاداتنا، وحياتنا اليومية، ونُظمنا البيئية، وكوكبنا. للأسف، فإن تقرير المنظمة لا يظهر أي بادرة على التحسن”.
تعهد زعماء العالم عند توقيعهم على اتفاقية باريس قبل عقد بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى مستويات تحافظ على ارتفاع حرارة الكوكب عند 1.5 درجة مئوية في المدى الطويل عن مستواها قبل الثورة الصناعية. لكن متوسط درجات الحرارة على مستوى العالم تجاوز حاجز 1.5 درجة مئوية العام الماضي على أساس سنوي للمرة الأولى على الإطلاق، ما يشير إلى إخفاق الدول في الحد من الاحترار العالمي.
ارتفاع الحرارة يعزز الظروف الجوية المتطرفة
سرعان ما تزايد احتمال تجاوز متوسط درجات الحرارة حاجز 1.5 درجة خلال السنوات الخمس المقبلة تدريجياً، فارتفع من 32% في تقرير 2023 إلى 70% في تقرير العام الجاري. كما هناك احتمال بنسبة 80% أن تكون إحدى السنوات الخمس مقبلة أكثر حراً من 2024، العام الأشد حراً على الإطلاق، وفق المنظمة.
وسيؤدي كل ارتفاع بجزء ضئيل من درجة حرارة واحدة إلى موجات حر وأمطار غزيرة وجفاف أشد قسوة وتكراراً وأضراراً، وستذوب الصفائح الجليدية بوتيرة أسرع، وكذلك الجليد البحري والكتل الجليدية، كما سيستمر ارتفاع درجات حرارة المحيطات وترتفع منسوبات مياه البحار.
يُتوقع أن ترتفع درجات حرارة القطب الشمالي بأكثر من 3.5 أضعاف المتوسط العالمي خلال فصول الشتاء الخمسة المقبلة ما بين شهري نوفمبر ومارس، إلى 2.4 درجة مئوية أعلى من متوسط درجات الحرارة ما بين 1991 و2000، بحسب المنظمة.
كما ستشهد أنماط هطول الأمطار تبايناً كبيراً في جميع المناطق، إذ يُتوقع زيادة الأمطار في الساحل الأفريقي، وشمال أوروبا، وألاسكا، وشمال سيبيريا، وأن تقل في منطقة الأمازون هذا الموسم.