اخر الاخبار

الطائرات تتجنب المجال الجوي لباكستان جراء تصاعد التوترات مع الهند

خرجت الطائرات التجارية من المجال الجوي الباكستاني، تاركة السماء شبه خالية، بعد ضربات عسكرية محددة نفذتها الهند أدت إلى تصعيد حاد في التوترات بين البلدين.

أعلنت شركات طيران محلية، من بينها “طيران الهند” (Air India) و”إنديغو” (IndiGo)، عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، أن أكثر من اثني عشر مطاراً هندياً قريباً من الحدود مع باكستان ستظل مغلقة حتى الساعة 12 ظهراً على الأقل بالتوقيت المحلي. كما أعلنت الخطوط الجوية القطرية في منشور على منصة “إكس” أنها أوقفت مؤقتاً رحلاتها إلى باكستان.

كانت طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية متجهة إلى سيوؤل، وطائرة تابعة للخطوط الجوية التركية قادمة من كراتشي ومتجهة إلى إسطنبول، آخر رحلتين غادرتا المجال الجوي الباكستاني، وذلك وفقاً لموقع تتبع الرحلات “فلايت رادار 24” (Flightradar24).

قلق من تصاعد الصراع الهندي الباكستاني

رغم عدم وضوح ما إذا كان المجال الجوي الباكستاني قد أُغلق رسمياً، فإن إعادة توجيه حركة الطيران تشير إلى قلق شركات الطيران من تصاعد الصراع. وأعنلت باكستان أنها أسقطت خمس طائرات هندية رداً على الضربات، في تصعيد هندي باكستاني متبادل أعقب هجوماً مسلحاً في كشمير الشهر الماضي أسفر عن مقتل 26 شخصاً.

من بين سلسلة المطارات الهندية التي أُغلقت حتى إشعار آخر، وفقاً لإعلانات شركات الطيران على منصة “إكس”، مطارات دارامسالا وسريناغار وأمريتسار وبيكانير وجودبور وهيندون قرب نيودلهي، إضافة إلى مطارات في غرب الهند مثل جامناغار وراجكوت وبوج.

المجال الجوي الباكستاني مغلق بالفعل أمام شركات الطيران الهندية. ولكن الإغلاق الكامل للمجال الجوي سيكون ضربة لشركات الطيران التي تسيّر رحلات من أوروبا والشرق الأوسط إلى جنوب شرق آسيا، وكذلك للطائرات التي تسافر بين أفريقيا وشمال آسيا.

تحويل مسارات الطيران

كانت أكبر شركات الطيران الأوروبية قد بدأت بالفعل تجنب المجال الجوي الباكستاني وسط التوترات المتأججة مع الهند، مضيفة تحويلاً آخر إلى مسارات الرحلات الجوية العالمية التي أصبحت محاصرة بشكل متزايد بسبب المواجهات العسكرية حول العالم.

قبل أحدث العمليات العسكرية، أوقفت شركات “دويتشه لوفتهانزا” و”إير فرانس-كيه إل إم” و”الخطوط الجوية البريطانية” استخدام المجال الجوي الباكستاني، وبدلاً من ذلك، بدأت بالطيران فوق بحر العرب لدخول الهند منذ نهاية أبريل، وفقاً للبيانات الواردة من “فلايت رادار 24”. كما أظهرت البيانات أن “طيران الإمارات”، أكبر شركة طيران دولية في العالم، كانت أيضاً تتجنب المنطقة.




تعني التحويلات أن ساعات الطيران بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا أصبحت أطول بـ100 دقيقة في بعض الحالات، ما يزيد التكاليف نتيجة استهلاك الوقود الإضافي. وقد تجنبت شركات طيران عديدة بالفعل المجال الجوي الروسي منذ بداية الحرب في أوكرانيا، ما اضطرهم إلى اتخاذ مسارات طويلة بين أوروبا وآسيا.

تدهورت العلاقات بين الهند وباكستان، وهما بلدان مسلحان نووياً وخصمان قديمان، بسرعة في أعقاب الهجوم المدمر في 22 أبريل الذي أسفر عن مقتل 26 مدنياً، بمن فيهم سياح، في شطر كشمير الخاضع لإدارة الهند. ووصفت الهند والولايات المتحدة الهجوم بأنه عمل إرهابي.

خسائر لشركات الطيران والمسافرين

منذ ذلك الحين، منعت باكستان شركات الطيران الهندية من استخدام مجالها الجوي. كما أغلقت الهند مجالها الجوي أمام شركات الطيران الباكستانية والطائرات المسجلة في باكستان حتى 23 مايو. في حين تواصل شركة “طيران الهند” تشغيل جميع رحلاتها إلى أوروبا والولايات المتحدة مع توقفات في أوروبا، أعلنت شركة “إنديغو” أنها ستلغي رحلاتها إلى ألماتي وطشقند حتى 7 مايو.

بينما لم تشارك شركة “إنديغو” أي تقديرات حول الخسائر التي قد تتكبدها بسبب إغلاق المجال الجوي، وقدرت شركة “طيران الهند” خسائرها بنحو 600 مليون دولار إذا استمر الحظر لمدة عام.

تجنبت بعض شركات الطيران مثل “لوت” (LOT) البولندية و”الاتحاد للطيران” المجال الجوي الباكستاني في الأيام التي تلت هجوم كشمير، ثم عادت إلى مساراتها الأصلية عبر الأجواء الباكستانية.

فيما قالت شركة “لوفتهانزا” إنها تواصل مراقبة التطورات الحالية عن كثب. أما شركات “بريتيش إيروايز”، و”إير فرانس-كيه إل إم”، و”طيران الإمارات”، و”الاتحاد للطيران”، فلم ترد فوراً على طلبات التعليق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *