الصين تعرب عن رغبتها في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع أفريقيا
قال رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، إن بلاده ستسهل الأمور أكثر على الشركات الأفريقية، وهي تصريحات قد تكون رداً على الانتقادات التي تواجهها الصين بسبب الفائض القياسي في تجارتها مع القارة.
أوضح رئيس الوزراء، يوم الجمعة، في بكين أمام منتدى التعاون الصيني الأفريقي: “نحن بحاجة إلى تحسين التواصل بين الأسواق”، مضيفاً أن بلاده “ستوسع فتح أسواقها بشكل أحادي أمام البلدان الأقل نمواً وتعمل مع أفريقيا لمواصلة تعزيز التبادل التجاري بين البلدين”.
كما تعهد بتسهيل وصول الشحنات الزراعية وكمية أكبر من “السلع عالية الجودة” من أفريقيا إلى الصين، ودعا الدول إلى الاستفادة بشكل أكبر من معرض سلسلة التوريد الذي أطلقته بكين العام الماضي.
تحسين هيكل التجارة بين الصين وأفريقيا
خطاب لي الذي استغرق مدة قصيرة يهدف على الأرجح إلى تهدئة المخاوف بشأن ارتفاع الفائض التجاري للصين مع أفريقيا إلى مستوى قياسي بلغ 64 مليار دولار العام الماضي.
من جهته، قال رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، للزعيم الصيني شي جين بينغ في وقت سابق إنه يرغب في تقليص هذا الفائض و”العمل على تحسين هيكل التجارة بين الجانبين”. كما دعا رامافوزا الصين أن “تستثمر في مشاريع صناعية تكون أكثر استدامة وتساهم في توفير فرص عمل”.
في خطابه أمس الخميس، كشف شي عن مجموعة من الحوافز الاقتصادية لأفريقيا، مما يظهر التزام الصين بتعزيز نفوذها على قارة تعتبر أساسية لتحقيق طموحاته الجيوسياسية. ويتضمن ذلك بشكل أساسي مواجهة ما تعتبره بكين “هيمنة” الولايات المتحدة على الشؤون العالمية.
تعهد شي بتقديم دعم مالي قيمته 50 مليار دولار بما في ذلك 10 مليارات دولار حجم استثمارات تضخها الشركات الصينية. كما ألغى جميع التعريفات الجمركية على الواردات القادمة من 33 دولة منخفضة الدخل في أفريقيا، بالإضافة إلى ذلك، تعهد بتوفير مليون فرصة عمل في القارة.
وتناول لي أهمية خلق فرص العمل في خطابه يوم الجمعة أمام المنتدى، وهي الوسيلة الرئيسية أمام بكين لإدارة علاقاتها في أفريقيا.
واستطرد: “يتعين على الشركات الصينية في أفريقيا أن تستمر في توطين عملياتها، مع توفير المزيد من الوظائف للسكان المحليين، وتدريب كوادر محلية أكثر، والمساهمة بشكل أكبر في تحسين مستوى معيشة السكان المحليين”.
الصين تسعى لقيادة دول الجنوب العالمي
تسلط حملة الصين على مدى ثلاثة أيام، الضوء على استراتيجية بكين المتمثلة في قيادة دول الجنوب العالمي، وهو مصطلح يشير إلى الدول النامية في العالم، بينما يحاول شي تحدي النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة.
زار الرئيس الصيني القارة الأفريقية خمس مرات منذ توليه السلطة، في حين كان باراك أوباما آخر رئيس أميركي يزور القارة منذ حوالي 10 سنوات.
وجه شي اللوم إلى الدول الغربية -دون أن يحدد الدول المقصودة بالضبط بحديثه- كونها تسببت في “معاناة هائلة” بحق الدول النامية. كما استضاف شي حفل عشاء هذا الأسبوع لأقوى الساسة في القارة، مما يُظهر الاستقبال الفاخر الذي يتمتع به القادة الأفارقة الزائرون.