الصين تشهد تدفقات قياسية إلى صناديق الذهب وسط توترات تجارية

ضخّ المستثمرون الصينيون مبلغاً قياسياً من الأموال في صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب الأسبوع الماضي، مدفوعين برغبتهم في اللجوء إلى الملاذ الآمن في ظل التصعيد المتزايد في الخطاب العدائي بين أكبر اقتصادين في العالم، والذي يهزّ الأسواق العالمية.
بحسب حسابات “بلومبرغ”، سجّلت التدفقات إلى أربعة صناديق ذهب رئيسية داخل السوق الصينية، من بينها صندوق “هوآن ييفو” للذهب، مستوى قياسياً بلغ 7.6 مليار يوان (ما يعادل مليار دولار أميركي) خلال الأسبوع الماضي، مع استمرار هذه التدفقات القوية خلال الأسبوع الجاري.
جاءت هذه القفزة بعد أن تسببت الرسوم الجمركية الحادة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في محو تريليونات الدولارات من أسواق الأسهم العالمية، وأجّجت مخاوف المستثمرين من دخول الاقتصاد العالمي في ركود.
وفي المقابل، توعّدت الصين بـ”القتال حتى النهاية”، بعدما هدّد ترمب بفرض رسوم إضافية بنسبة 50% على السلع الصينية ما لم تتراجع بكين عن إجراءاتها الانتقامية السابقة ضد الرسوم الأميركية.
أداة للزينة والتحوط
يُشترى الذهب تقليدياً في الصين لأغراض الزينة نظراً لأهميته الثقافية، إلا أن المستثمرين باتوا يفضلونه بشكل متزايد كأداة للتحوط من حالة عدم اليقين.
وأفاد مزودان رئيسيان لصناديق الاستثمار المتداولة، اشترطا عدم الكشف عن هويتهما، بأن الغالبية العظمى من التدفقات الأخيرة جاءت من المستثمرين الأفراد.
ورغم أن صناديق الذهب الصينية لا تزال صغيرة مقارنة بنظيراتها العالمية، إلا أن وتيرة الإقبال عليها تتزايد بشكل ملحوظ. فقد بلغت الإضافات منذ بداية العام ما يعادل أربعة أخماس التدفقات المُسجّلة خلال العام الماضي بأكمله.
وقال مايكل شوه، محلل المعادن الثمينة في “دويتشه بنك”: “إذا استمر هذا الاتجاه، فقد تبدأ صناديق الذهب الصينية في منافسة نظيراتها في الأسواق المتقدمة من حيث التأثير”.
موجة ارتفاع قوية
شهد الذهب موجة ارتفاع قوية هذا العام مدفوعة بتصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية، حيث سجّل مستويات قياسية متتالية، واستقطب استثمارات من صناديق المؤشرات المتداولة وحتى البنوك المركزية.
ورغم تراجعه الطفيف مؤخراً نتيجة موجة بيع عالمية لتغطية خسائر في أسواق أخرى، إلا أن سعر الذهب لا يزال مرتفعاً بأكثر من 13% منذ بداية العام، بحسب تقديرات القطاع، ولا يزال هناك مجال للمزيد من الصعود.
وقال يو يينغدونغ، المدير العام لشركة “شنتشن كاوين لإدارة الأصول”: “عندما تسود حالة من الغموض الكلي (الاقتصادي والسياسي)، تتجه الأموال نحو الذهب والسندات لتجنّب المخاطر”.
وأضاف أن هذا التوجه “يصرف جزئياً الأموال التي كان يمكن أن تذهب نحو الأسهم”.
وبحسب بيانات جمعتها “بلومبرغ”، فقد شهدت صناديق الأسهم الصينية المتداولة تدفقاً خارجاً بلغ حوالي 5.3 مليار يوان خلال شهر مارس.