اخر الاخبار

الصين تستعرض عضلاتها العسكرية في عرض يقام كلّ عشر سنوات

في عرض عسكري يُنظّم مرة كل عشر سنوات بمناسبة انتهاء الحرب العالمية الثانية، استعرضت الصين مجموعة من الأسلحة الجديدة، من بينها للمرة الأولى مركبات بحرية ضخمة ذاتية القيادة.

وجّه العرض رسائل خارجية بالدرجة الأولى، إذ حملت العديد من الأنظمة تسميات واضحة لتظهر جلياً أمام الكاميرات. وقد عكست التصاميم الجديدة للصواريخ مدى أطول وحمولات أثقل، في حين قدّمت أنظمة أخرى وسائل أقلّ كلفة للتصدي لهجمات الطائرات المسيرة.

وشمل الاستعراض أيضاً أسلحة ذاتية التشغيل، من بينها روبوت شبيه بالكلب وُضع على ظهر مركبة، في دليل على التقدّم السريع الذي أحرزته الصين في تطوير أنظمة غير مأهولة في الجو والبر وتحت الماء.

فيما يلي بعض الأنظمة التي برزت خلال العرض:

DF-5C

شكّل الصاروخ DF-5C أحد أبرز الإضافات إلى استعراض “قوة الصواريخ” التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، وهو نسخة مطوّرة من الصاروخ الباليستي العابر للقارات الذي دخل الخدمة في سبعينات القرن الماضي. وذكرت وكالة أنباء “شينخوا” الرسمية أن هذا الطراز قادر على توجيه ضربات ذات مدى عالمي، من دون توضيح ما يميّزه عن النسخة السابقة DF-5B التي تمتلك أصلاً مدى عابراً للقارات. وقد عُرض الصاروخ على عدة أجزاء خلال العرض، فيما يشير قطره الكبير إلى إمكانية استيعابه حمولة ضخمة، أو أنظمة تشويش إضافية، أو تجهيزات أخرى تزيد من وزنه.

اقرأ أيضاً: ترمب يتهم الصين بـ”التآمر ضد أميركا” مع بوتين وكيم

DF-61

DF-61، هو تصميم جديد كلياً يتميّز بضخامة لافتة، ما يجعله على الأرجح صاروخاً باليستياً عابراً للقارات. وكانت الاستخبارات الأميركية قد أشارت في السنوات الماضية إلى تجارب أجرتها الصين على نظام “القصف المداري الجزئي”، وهي تقنية طُوّرت خلال فترة الحرب الباردة، تقوم على وضع رأس نووية في مدار جزئي حول الأرض لتبقى في الفضاء حتى تصدر أوامر بضرب هدف معيّن. ورغم عدم تأكيد ارتباط DF-61 بهذا البرنامج، فإن حجمه الكبير يعزّز هذا الاحتمال.

اقرأ أيضاً: من حضر عرض الصين العسكري وماذا يميزهم؟

JL-3

يمثّل الصاروخ JL-3 الجيل الأحدث من الصواريخ الباليستية الصينية التي تُطلق من الغواصات، ويمنح أسطول الردع النووي تحت البحر القدرة على استهداف أهداف بعيدة، بما في ذلك الولايات المتحدة، انطلاقاً من مواقع بعيدة عن السواحل الصينية. ويرسخ تطوير هذا النوع من الأسلحة “ثالوث الردع النووي” الصيني، والذي يشمل: صواريخ باليستية عابرة للقارات، وصواريخ وقنابل تُطلق من الجو، وصواريخ تُطلق من الغواصات. ويعني ذلك أن الصين ستمتلك دائماً القدرة على تنفيذ ضربة نووية ثانية في حال اندلاع صراع نووي، وأنه لا يمكن تدمير ترسانتها الاستراتيجية بسهولة في ضربة استباقية.

YJ-21

صُمم الصاروخ YJ-21 البالستي فرط صوتي المضاد للسفن، لإصابة الأهداف البحرية عالية القيمة، ويُعرف في اللغة العسكرية بـ”قاتل حاملات الطائرات”. يتميز الصاروخ بسرعات تفوق سرعة الصوت، وعلى الأرجح يتجاوز مداه 600 كيلومتراً. وقد جرى اختباره عبر الإطلاق من مدمّرة تابعة لبحرية جيش التحرير الشعبي، كما أظهرت وسائل الإعلام الرسمية قاذفات H-6 وهي مزوّدة بهذا الصاروخ، في ما يعكس مرونته التشغيلية وتزايد دمجه في منصات عسكرية متعددة.

YJ-17

يشكّل الصاروخ YJ-17 أحدث إضافة إلى ترسانة الصين من الصواريخ الفرط صوتية، وهو سلاح مضاد للسفن يُرجّح أن مداه يتجاوز 700 ميلاً بسرعة تفوق سرعة الصوت بعدّة مرات. وتشير التقديرات إلى أنه ينتمي إلى فئة الصواريخ “راكبي الموجات” (waverider)، وهي صواريخ تستخدم قمة موجات الصدمة لكسب قوة إضافية. وقد عُرض الصاروخ على شاحنة خلال العرض العسكري، لكن في حال تحميله متن السفن الصينية، فقد يُشكّل تهديداً جديداً لحاملات الطائرات الأميركية، حتى تلك المتمركزة خارج مناطق “منع الوصول” التقليدية للصين.

اقرأ أيضاً: أداء المقاتلات الصينية أمام الهند يدق ناقوس الخطر في آسيا

سلاح الطاقة الموجّهة

في الجانب الدفاعي، ظهرت شاحنة من طراز LY-1 وهي مزوّدة بما يبدو أنه سلاح طاقة موجّهة ضخم، يُرجّح أنه نظام ليزري. وتُعدّ أنظمة الطاقة الموجّهة من أبرز التقنيات المستخدمة حالياً للتصدّي للطائرات المسيّرة والتهديدات منخفضة التكلفة، نظراً إلى انخفاض كلفة استخدامها مقارنة بالصواريخ أو المدافع الموجهة بالرادار.

HQ-29

عرضت الصين أيضاً منظومة HQ-29 المصمّمة لاعتراض الصواريخ المعادية أثناء تحليقها في الفضاء. ورغم شحّ المعلومات المتوفرة حول قدراتها الفعلية، فإن حجمها الكبير يشير إلى مدى بعيد للغاية. وتوجد أنظمة مماثلة في الغرب، أبرزها SM-3 Block IIA الممكن إطلاقه من البر أو من السفن، إلا أنه يفتقر إلى القُدرة على التنقّل البري، وهي ميزة يتمتع بها HQ-29 كما يبدو.

AJX002

يُعتقد أنه طراز جديد وأكبر حجماً من الغواصات غير المأهولة، ويُرجّح أن يُستخدم في مهام الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية، أو في عمليات هجومية مثل زرع الألغام البحرية.

سفينة قتالية

ظهرت في العرض سفينة قتالية جديدة صغيرة الحجم من دون أي علامات تعريف واضحة، ويبدو أنها صُمّمت للعمل بطاقم بشري أو من دونه، مع تزويدها بميزات شبحية تجعل رصدها أمراً بالغ الصعوبة، بما في ذلك الهوائيات المخبّأة ضمن هيكلها.

كلب آلي

عرضت الصين أيضاً مجموعة من الكلاب الروبوتية، في تجسيد لتبنيها التكنولوجيا وطموحاتها في مجال “الحرب المؤتمتة بالذكاء الاصطناعي”. وقد دخلت هذه الروبوتات رباعية الأرجل إلى المشهد ليس كمجرد استعراض تقني، بل كخيار محتمل لأدوار ميدانية متعددة، بدءاً من الاستطلاع والمراقبة، وصولاً إلى نقل الإمدادات، وحتى الاشتباك المباشر في حال تم تسليحها. ورغم صعوبة تحديد مستوى الاستقلالية الذي تتمتع به هذه الآليات، إلا أن الصين قد تسعى مستقبلاً إلى إطلاق هذه “الكلاب الحربية” بشكل ذاتي بالكامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *