تعتزم الصين رفع سن التقاعد لأول مرة منذ عام 1978، وهي خطوة من المرجح أن تؤدي إلى إبطاء التراجع في القوى العاملة ودعم الاقتصاد. وأيد كبار المشرعين في البلاد خطة لتأخير سن التقاعد بشكل تدريجي، حسبما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة( شينخوا) اليوم الجمعة.
على مدى السنوات الخمس عشرة المقبلة، ستزيد الصين سن تقاعد الرجال من 60 إلى 63 عاماً وسن تقاعد النساء حتى 58 عاماً، حسب التقرير. وسيدخل التغيير الجديد حيز التنفيذ في الأول من يناير 2025.
جاءت الموافقة بعد إعلان الحزب الشيوعي الحاكم في يوليو أنه سيتم رفع سن التقاعد “بطريقة طوعية ومرنة”. ومن شأن السماح للكثير من الأشخاص بالعمل لفترة أطول، مواجهة التحديات السكانية التي تؤثر على ثاني أكبر اقتصاد في العالم، رغم أن ذلك قد يزيد من الاستياء العام في ظل تباطؤ الاقتصاد.
أثارت مناقشة الهيئة التشريعية العليا خطة رفع سن التقاعد في وقت سابق من الأسبوع موجة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اشتكى كثيرون من تباطؤ سوق العمل. كما أشار بعض المستخدمين إلى أن أصحاب العمل غالباً ما يمارسون التمييز ضد المرشحين الأكبر سناً لتولي وظائف، وهي مشكلة تعهدت الحكومة الشهر الماضي بمعالجتها.
سن التقاعد في الصين
يعد سن التقاعد في الصين من بين الأدنى في العالم رغم زيادة متوسط العمر المتوقع بشكل كبير. ومنذ سبعينيات القرن العشرين على الأقل، ظل سن التقاعد للعمال عند 60 عاماً للرجال وما بين 50 و55 عاماً للنساء. أخفقت المناقشات السابقة بشأن رفع السن، مثل تلك التي جرت في عام 2008، في الوصول إلى الهيئة التشريعية لمناقشتها.
من شأن زيادة القاعدة الضريبية وتأخير موعد بدء الحصول على المزايا، أن يخفف الضغوط على الحكومة لتمويل المعاشات التقاعدية مع تقدم عمر السكان بسرعة، مع انخفاض معدل المواليد إلى مستوى قياسي خلال العام الماضي.
من المتوقع أن يشكل الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر 30% من السكان بحلول 2035 تقريباً من 14.2% في عام 2021، حسب تقرير أصدرته هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية يوم الثلاثاء.
قال إريك تشو من “بلومبرغ إيكونوميكس” إن هذه الخطوة ستساعد البلاد في الأمد البعيد، لكنها قد تضعف الثقة التي يعتمد عليها إنعاش النمو الاقتصادي.
وأضاف تشو، في تقرير صدر الأسبوع الجاري، أن الخطوة قد تؤدي إلى “تفاقم مشكلة حادة بالفعل تتمثل في ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، حيث يظل العمال الأكبر سناً في وظائفهم لفترة أطول”، مشيراً إلى زيادة معدل البطالة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16و24 عاماً إلى 17.1% في يوليو.
