الصين تتحول إلى الشرق الأوسط لتعويض مشتقات النفط الأميركية

تتجه مصانع البلاستيك في الصين، التي تعتمد على استيراد غاز البترول المسال، نحو الشرق الأوسط لتعويض النقص الناتج عن الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الآتية من الولايات المتحدة الأميركية، ما تسبب في اضطراب تدفقات الإمدادات العالمية وأنعش مجدداً أسعار الشحن التي كانت متدهورة.
بحسب ما أفاد به تجار في السوق، فإن المشترين الصينيين لغاز البترول المسال، الذين يسعون إلى استبدال الشحنات الأميركية التي تم شراؤها بوقت سابق، وجدوا أن المنتجين في منطقة الخليج -بما في ذلك شركة “أرامكو” السعودية- قادرون على تلبية تلك الطلبات.
تحويل مسار شحنات الصين
ذكر التجار -الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بالإدلاء بتصريحات علنية- أن ما يصل إلى 7 ناقلات عملاقة، تُعرف باسم ناقلات الغاز الكبيرة جداً، كانت تحمل شحنات من غاز البترول المسال الأميركي ومتجهة إلى الصين، كان من المقرر وصولها خلال شهري مايو ويونيو المقبلين، سيتم الآن تحويل وجهتها إلى الهند وجنوب شرق آسيا. بالمقابل، سيتم توجيه الشحنات الشرق أوسطية التي كانت مخصصة لتلك الوجهات إلى المستخدمين النهائيين في الصين.
لم ترد شركة “أرامكو” السعودية على أسئلة “بلومبرغ” خلال ساعات العمل الرسمية.
تركيز على تدفقات الغاز والنفط الأميركية
يشار إلى أن تدفقات غاز البترول المسال والإيثان والغاز الطبيعي المسال والنفط الخام الأميركي إلى الصين باتت محط اهتمام بالغ خلال الأسابيع الأخيرة، بعد فرض رسوم جمركية مرتفعة للغاية. تأثر غاز البترول المسال والإيثان بشكل أشد، بسبب حجم الصادرات الكبير من مناطق النفط الصخري في الولايات المتحدة الأميركية، والطلب الصيني الضخم على هذا النوع من الوقود، كمواد أولية أساسية في صناعة البلاستيك. يواجه عدد من المصانع الصينية خطر الإغلاق في حال عدم توفير كميات كافية من هذه المواد الخام.
قال التجار إن إعادة توجيه تدفقات غاز البترول المسال أدت إلى زيادة ما يُعرف باسم “نشاط الطن-ميل” لناقلات الغاز، وهو ما أسفر بدوره عن تعافي أسعار الشحن. ووفق بيانات بورصة البلطيق، ارتفعت تكاليف الشحن على المسار الممتد من ساحل الخليج الأميركي إلى اليابان بعد أن كانت عند أدنى مستوياتها منذ ما يقارب 4 سنوات. كما شهدت أسعار الشحن من الشرق الأوسط إلى اليابان تعافياً أيضاً.
رغم ذلك، ربما يجد المشترون الصينيون أن الشحنات البديلة الآتية من الشرق الأوسط لا تُعد بديلاً مثالياً عن وارداتهم الأصلية من الولايات المتحدة الأميركية. ويُعزى ذلك إلى أن الإمدادات من منتجين مثل المملكة العربية السعودية عادة ما تحتوي على مزيج من البروبان والبيوتان، بينما تتكون الشحنات الأميركية في الغالب من البروبان بنسبة 100%، وهو النوع الأكثر طلباً من قبل المصانع الصينية التي تعتمد على تحويل اللقيم إلى بلاستيك في منشآت تُعرف باسم محطات نزع الهيدروجين من البروبان.