اخر الاخبار

الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب في الصين تجذب المستثمرين

تشهد صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب في الصين- أكبر سوق للسبائك- نمواً متزايداً مع تسجيل المعدن مستويات قياسية، وبحث المستثمرين عن أصول بديلة، وتعديل القواعد المحلية لتوسيع نطاق الوصول إلى تلك الصناديق. 

ارتفعت حيازات الصناديق المحلية بمقدار 17.7 طناً في الأسابيع الثلاثة الأولى من فبراير، مقتربة من التدفق الشهري القياسي البالغ 20.9 طناً، والمسجل في أكتوبر الماضي، حسب بيانات مجلس الذهب العالمي الذي تموله شركات تعدين وإنتاج الذهب.

يُعد الذهب من بين أقوى السلع الرئيسية أداءً خلال العام الماضي، حيث قفز بأكثر من 40%، رغم توقف موجة الصعود الأسبوع الجاري. 

ارتفاع أسعار الذهب

 حظي هذا الارتفاع بدعم من عمليات الشراء المنسقة من جانب البنوك المركزية- بما في ذلك السلطات الصينية- وخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وموجة من الطلب على الملاذات الآمنة مدفوعة بسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب التجارية والجيوسياسية المثيرة للجدل والتي تؤثر على استقرار الأسواق.

إلى جانب العوامل العالمية، تلقت سوق الذهب في الصين دفعة إضافية في وقت سابق من الشهر الجاري، عقب الإعلان عن برنامج تجريبي تستطيع شركات التأمين الصينية بموجبة شراء المعدن للمرة الأولى.

يرى وانغ تشيانغ، محلل صناديق الاستثمار المتداولة في شركة “تشاينا أسيت مانجمنت” (China Asset Management) ، أن  هذا التحول أسهم في تعزيز التدفقات الأخيرة إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب. وقال: “قد تزيد شركات التأمين شراء الذهب عندما تتراجع الأسعار، مما يوفر دعماً للسوق”.

أثر الارتفاع السريع في أسعار الذهب على استهلاك المجوهرات في الصين، ومع ذلك، فإن الطلب الاستثماري أثبت مرونته في ظل الأداء الباهت للأصول التقليدية، مثل الأسهم المحلية، إلى جانب ضعف اليوان. كما تواجه الصين أزمة عقارية أثرت سلباً على أسعار المساكن.

تعزيز الطلب على الذهب 

قال شو تشي يان، مدير صندوق “هوان ييفو جولد إي تي إف” (Huaan Yifu Gold ETF)، وهو الأكبر في البلاد كونه يمتلك أكثر من 50 طناً: “يدرك المستثمرون قدرة الذهب على مواجهة انخفاض قيمة العملة وتنويع المخاطر”. وأوضح أن الرسوم التي تتلقاها إدارة صندوق “هوان” تتراوح بين ثُمن إلى سدس رسوم تخزين السبائك.

تدفقات الاستثمار إلى صناديق الذهب المتداولة في الصين تأتي ضمن اتجاه عالمي، حيث ارتفعت الحيازات العالمية في صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالسبائك بنحو 81 طناً منذ بداية العام، إلى أعلى مستوى لها منذ يناير 2024، وفق إحصاءات “بلومبرغ”.

ويجري تداول وثائق صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب مثل الأسهم، ما يتيح للمستثمرين المشاركة في السوق دون الحاجة إلى امتلاك الذهب فعلياً أو تخزينه. ورغم أن الصناديق القائمة في الصين أصغر حجماً مقارنة بالصناديق في الأسواق الأخرى، فإن حصتها من التدفقات الواردة في الآونة الأخيرة  قد شهدت ارتفاعاً.

توقعات أسعار الذهب

تتوقع العديد من البنوك الكبرى أن يستمر ارتفاع الذهب على الأرجح لفترة أطول، مما قد يعزز الاهتمام بصناديق الاستثمار المتداولة في الصين وخارجها.

من بين هذه المؤسسات، حدد “غولدمان ساكس” السعر المستهدف للذهب عند 3100 دولار للأونصة بحلول نهاية العام، مع الإشارة إلى أن وصوله إلى 3300 دولار يظل ممكناً. وبلغ سعر الذهب في التعاملات الفورية مؤخراً نحو 2865 دولاراً، وهو أقل من مستوى الذروة عند 2956.19 دولاراً في الآونة الأخيرة.

قال وانغ شيانغ، مدير صندوق “بوسيرا غولد إي تي إف” (Bosera Gold ETF)، ثاني أكبر صندوق في البلاد، إن استثمارات المؤسسات الاستثمارية الصينية في الذهب تظل منخفضة مقارنةً بنظيرتها في الخارج.

ويسمح البرنامج التجريبي لشركات التأمين بالاستثمار في الذهب بنسبة 1% فقط من إجمالي أصولها. ويقارن ذلك بمعدل يتراوح بين 7% و10% لصناديق التأمين العالمية التي تركز على الاستثمارات طويلة الأجل أو الصناديق السيادية، حسب وانغ من صندوق  “بوسيرا”. وقال: “يواصل المستثمرون المحليون زيادة حيازاتهم من الذهب تدريجياً. والصين هي أكبر مستهلك ومنتج للذهب، مما يمنحها نفوذاً أكبر في سوق الذهب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *