الصراع التجاري بين أكبر اقتصادين يضغط على أسعار النفط
انخفضت أسعار النفط، مع تفوق مخاوف إضرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بالنمو العالمي، على إعلان واشنطن عزمها زيادة الضغط الاقتصادي على إيران.
نزل خام “برنت” بنسبة 0.3% ليستقر عند 76.2 دولار للبرميل، كما انخفض خام “غرب تكساس” الوسيط بنسبة 0.6% ليستقر عند أقل من 73 دولاراً للبرميل.
تعافى الخام الأميركي من انخفاض سابق بنسبة 3.4%، كان مدفوعاً باحتمال أن تؤدي التعريفات الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين، إلى تقليل الطلب على الطاقة. قلصت أسعار النفط خسائرها بعد أن وقع ترمب على توجيه يهدف إلى تكثيف الضغوط الاقتصادية على إيران.
على مدى السنوات الأربع الماضية، سمح التهرب من العقوبات، والتطبيق الأميركي الأكثر تراخياً، لإيران بزيادة صادرات النفط بنحو مليون برميل يومياً. من شأن تشديد الضغط على إيران أن يخفض صادرات البلاد بنحو الثلثين، وقد يكلف إيران ما يقرب من 30 مليار دولار سنوياً.
اقرأ أيضاً: ضغط ترمب على إيران قد يخلق فجوة بـ30 مليار دولار في اقتصادها
رسوم صينية انتقامية
في وقت سابق من الثلاثاء، أعلنت الصين عن رسوم انتقامية ضد تعريفات ترمب الجمركية، مما أدى إلى بلوغ العقود الآجلة، مؤقتاً، مستويات سعرية أقل من تلك التي أنهت عليها العام الماضي، وذلك لأول مرة هذه السنة.
وفي حديثه للصحفيين بعد ظهر يوم الثلاثاء، قال ترمب إنه “من الجيد” أن ترد الصين بفرض رسوم جمركية على بعض المنتجات الأميركية.
من جهتها، أفادت وزارة المالية الصينية بأن الصين ستفرض رسوماً على مجموعة من السلع الأميركية، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي المسال، رداً على “فرض واشنطن للرسوم الجمركية من جانب واحد”.
شحنت الولايات المتحدة نحو 250 ألف برميل من الخام يومياً إلى الصين في المتوسط العام الماضي، وهو حجم صغير نسبياً. لكن تصعيد النزاعات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم قد يكون له تأثير أوسع ويمكن أن يطال الاستهلاك العالمي.
تشكل المواجهة التجارية بين البلدين تناقضاً لموقف ترمب من المكسيك وكندا، إذ وافق على تأجيل الرسوم المقررة عليهما لمدة شهر، ما وافقت الدولتان على اتخاذ تدابير أكثر صرامة لمكافحة الهجرة والاتجار بالمخدرات. وجاءت هذه المواجهة في وقت كانت أسواق الصين مغلقة بسبب عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.
اقرأ أيضاً: بعد تأجيل ترمب فرض رسوم على كندا والمكسيك.. هل جاء دور الصين؟
واجهت العقود الآجلة للنفط أسابيع صعبة، حيث ارتفعت الأسعار في بداية العام بسبب الشتاء البارد في نصف الكرة الأرضية الشمالي، والعقوبات الأميركية الأخيرة على تدفقات النفط الروسي، قبل أن تقلص تلك المكاسب بعد أن تولى ترمب منصبه، وهدد بفرض تعريفات جمركية شاملة قد تعيق النمو العالمي.
كما تظل المخاوف بشأن الطلب قائمة، مع تراجع نشاط التصنيع في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام، بشكل غير متوقع للشهر الثاني على التوالي في يناير.