السيارات الكهربائية الصينية تعاني انتكاسة في أوروبا بعد فرض رسوم
شهدت شركات صناعة السيارات الصينية تراجعاً في تسجيل السيارات الكهربائية في جميع أنحاء أوروبا خلال يوليو، حيث فاقمت الرسوم الجمركية الجديدة الانخفاض الأوسع في مبيعات السيارات الكهربائية.
شكلت العلامات التجارية، مثل “إم جي” (MG) و”بي واي دي” (BYD) التابعة لشركة “إس أيه آي سي موتور” (SAIC Motor)، نسبة 9.9% من تسجيلات السيارات الكهربائية في المنطقة، بانخفاض طفيف عن 10.2% في يوليو 2023، وفقاً لبيانات شركة الأبحاث “داتا فورس” (Dataforce).
يعود هذا التراجع إلى استمرار هبوط الطلب الإجمالي على السيارات الكهربائية بعد أن ألغت ألمانيا، أكبر سوق للسيارات في أوروبا، الحوافز المقدمة لهذه السيارات نهاية العام الماضي.
تحاول شركات صناعة السيارات الصينية ونظيراتها الأوروبية التي تورد السيارات الكهربائية إلى الاتحاد الأوروبي، التكيف مع التعريفات الجديدة المفروضة في 5 يوليو، والتي رفعت الرسوم على السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين إلى 48%.
تصاعد التوترات التجارية
أدت هذه الرسوم المؤقتة إلى تصاعد التوترات التجارية وتحقيقات انتقامية، حيث أعلنت الصين أمس الخميس، أنها وجدت أدلة على إغراق في مشروب البراندي من الاتحاد الأوروبي، لكنها أحجمت عن فرض رسوم إضافية حتى الآن. ومن المتوقع أن تصبح الرسوم الجمركية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية دائمة في نوفمبر، بناءً على نتائج المحادثات التجارية بين بروكسل وبكين.
صرحت المفوضية الأوروبية بأن ردود شركة “إس أيه آي سي” المملوكة للدولة على تحقيقها كانت “غير كافية إلى حد كبير”، مما أدى إلى فرض رسوم قصوى عليها.
شهدت الشركة المالكة لـ”إم جي” انخفاضاً بنسبة 38% في تسجيلات السيارات في أوروبا خلال يوليو مقارنة بالعام الماضي، وهبوطاً أكبر بنسبة 60% مقارنة بيونيو، بحسب شركة الأبحاث “جاتو ديناميكس” (Jato Dynamics). وسلمت “إس أيه آي سي” أكثر من 13 ألف سيارة كهربائية من نوع “إم جي” للتجار الأوروبيين في يونيو، أي قبل تطبيق الرسوم الجمركية.
وبشكل عام، سجلت الشركات الصينية أقل من 14 ألف سيارة كهربائية في أوروبا خلال يوليو، مقارنة بأكثر من 23 ألفاً في يونيو، وبانخفاض بنسبة 9.7% عن يوليو 2023، بحسب “داتا فورس”.
توسع صيني في أوروبا
تعليقاً على الأمر، أفاد ماتياس شميدت، محلل سوق السيارات المستقل والمقيم في ألمانيا، بأن شركات صناعة السيارات الصينية سارعت لتسليم أكبر عدد ممكن من السيارات قبل الموعد النهائي لبدء فرض الرسوم الجمركية، مما أدى إلى نقص أعداد السيارات الكهربائية المتاحة للبيع في يوليو.
ومع ذلك، ضاعفت شركة “بي واي دي” وجودها في السوق الأوروبية خلال يوليو مقارنة بالعام السابق، رغم أنها سجلت انخفاضاً قدره 5.5% عن الشهر السابق، بحسب “جاتو”. وتعمل الشركة حالياً على بناء مصانع في المجر وتركيا، والتي ستسمح عند تشغيلها، بتجنب الرسوم الجمركية الجديدة.
من ناحية أخرى، لم تشمل “جاتو” شركة “بولستار” (Polestar)، صانعة السيارات الكهربائية السويدية المملوكة جزئياً للملياردير الصيني لي شوفو، ضمن العلامات التجارية الصينية، بالرغم من أن “داتا فورس” أدرجتها في حساباتها السوقية. وبدأت الشركة بإنتاج سيارتها “بولستار 3” في الولايات المتحدة، بينما صرحت “إكس بنغ” (Xpeng)، الشريك الصيني لـ”فولكس واجن”، لـ”بلومبرغ نيوز” هذا الشهر بأنها تسعى لإنشاء مصنع في أوروبا.
الحوافز تلعب دوراً مهيمناً
تستمر الحوافز، أو غيابها، في لعب دور مهيمن في مبيعات السيارات الكهربائية. ففي ألمانيا، انخفضت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 37% في يوليو، وهي الآن متراجعة بنسبة 20% منذ بداية العام، وفق جمعية مصنعي السيارات الأوروبية.
أما في بلجيكا والدنمارك، حيث لا تزال الحوافز الخاصة بالسيارات قائمة، استمر الطلب على السيارات العاملة بالبطاريات في النمو.
كما ارتفعت التسجيلات في المملكة المتحدة خلال يوليو. وتدرس حكومة حزب العمال الجديدة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في فرض الرسوم الجمركية، لكنها لم تتخذ قراراً نهائياً بعد.