اخر الاخبار

السيادي السعودي يطلق صناديق للاستثمار بأسواق المال

وقع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، صندوق الثروة السيادي في المملكة، عدة اتفاقيات مع شركات أميركية متخصصة في إدارة الأصول، بعضها تضمن تعهدات بضخ إجمالي 11 مليار دولار، وذلك على هامش منتدى الاستثمار السعودي الأميركي الذي انعقد هذا الأسبوع في الرياض خلال زيارة دولة قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المملكة.

تُبرز هذه الشراكات تنامي التوافق بين عمالقة المال الغربيين وصناديق الثروة السيادية الخليجية، إذ يسعى كلاهما إلى الاستفادة من فرص بتريليونات الدولارات في مجالات التكنولوجيا الناشئة والتمويل وتدفقات رأس المال العابر للحدود.

“صندوق الاستثمارات العامة” يُعد أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم وله دور رئيسي في دفع عجلة تحول الاقتصاد السعودي وتنويعه، وقد أسّس أكثر من 103 شركات منذ عام 2017. وتُقدّر استثماراته سنوياً بنحو 150 مليار ريال في الاقتصاد المحلي، بينما يبلغ حجم أصوله 3.53 تريليون ريال.

6 مليارات دولار مع “نيوبيرغر بيرمان”

أولى الاتفاقيات تم توقيعها مع “نيوبيرغر بيرمان”، الشركة العالمية المتخصصة في إدارة الاستثمارات، بهدف تسريع نمو أسواق رأس المال في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط، من خلال تعاون الجانبين في دعم استثمارات تصل قيمتها إلى 6 مليارات دولار داخل المملكة، بحسب بيان صحفي صدر عن الصندوق اليوم الأربعاء.

الطرفان اتفقا على تسهيل وتحفيز تدفق الاستثمارات الدولية إلى المملكة بالاستفادة من الحضور الدولي القوي للشركة، وإطلاق منصة استثمارية محلية لإدارة الاستراتيجيات الاستثمارية في الأسهم والدخل الثابت والأسواق الخاصة، حيث تعمل الشركة حالياً على استصدار التراخيص التنظيمية اللازمة.

تأسست “نيوبيرغر بيرمان” عام 1939 وتدير أصولاً بقيمة 515 مليار دولار في مجالات استثمارية متنوعة تشمل الأسهم والدخل الثابت والأسهم الخاصة والعقارات وصناديق التحوط، لصالح مؤسسات عالمية ومستشارين ماليين وأفراد.

5 مليارات دولار مع “فرانكلين تمبلتون”

الاتفاقية الثانية تم توقيعها مع شركة “فرانكلين تمبلتون” للخدمات المالية بهدف استثمار نحو 5 مليارات دولار لتعزيز نمو أسواق المال السعودية، ومن المتوقع أن تشمل تلك الاستثمارات الأسهم السعودية واستراتيجيات الدخل الثابت في الأسواق العامة والخاصة، وذلك من أجل توسيع آفاق الفرص المتاحة للمستثمرين السعوديين والأجانب، بحسب بيان للصندوق.

تعمل “فرانكلين تمبلتون” في المنطقة منذ ربع قرن، وعززت حضورها في السعودية بافتتاح مكتبها في الرياض في مارس من العام الماضي. وتدير أصولاً تناهز 1.53 تريليون دولار، بنهاية شهر أبريل الماضي.

التعاون مع “بلاك روك” و”آي سكويرد كابيتال”

الاتفاقيات شملت أيضاً “بلاك روك” السعودية حيث تم الاتفاق مع صندوق الاستثمارات العامة على ضخ استثمارات جديدة محتملة في منصة “بلاك روك الرياض لإدارة الاستثمارات” التي تأسست في أبريل من العام الماضي وأعلن الصندوق السيادي آنذاك عن ضخ 5 مليارات دولار. وبموجب الاتفاقية، سيتم أيضاً إطلاق أداة استثمارية ترتبط بمؤشر يتتبع أداء الأسهم السعودية.

كما وقع الصندوق السيادي اتفاقية أخرى مع “آي سكويرد كابيتال” لإدارة الاستثمارات في قطاع البنية التحتية بهدف تطوير استراتيجية استثمارية تركز على قطاع البنية التحتية في منطقة الشرق الأوسط. “يهدف هذا التعاون الاستراتيجي إلى تسريع وتيرة الاستثمار في القطاعات الحيوية للبنية التحتية في المنطقة وتعزيز تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى المملكة، ودعم مبادراتها للتحول إلى مركز عالمي لرأس المال والابتكار”، بحسب بيان صحفي للصندوق.

كانت الشركة الأميركية أعلنت العام الجاري نيتها افتتاح مكتب لها في العاصمة الرياض بهدف التركيز على الفرص المرتبطة بتحول الطاقة والابتكار الرقمي وتطوير البنية التحتية وتنمية الأسواق المالية.

تأتي هذه الإعلانات تزامناً مع جولة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخليجية التي تستمر أربعة أيام وتشمل السعودية وقطر والإمارات. وشهدت الزيارة إلى السعودية إقامة احتفالات اتسمت بالفخامة وإبرام سلسلة من الصفقات التجارية التي تضمنت تعهد السعودية باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة وشراء أسلحة أمريكية بقيمة 142 مليار دولار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *