اخر الاخبار

السوق السعودية تواجه تحدي التأثيرات الخارجية وتركز على الداخل

ربما تمد العوامل الأساسية السليمة شبكة أمانها لحماية السوق السعودية من تأثيرات العوامل الخارجية المتمثلة في المخاطر الجيوسياسية في المنطقة وتقلبات الأوضاع التجارية العالمية وتوقعات الفائدة الأميركية، وذلك بالرغم من كسر السوق مستوى مقاومة رئيسياً مع انخفاض مستويات السيولة. 

“السوق لم تتأثر كثيراً بما يحدث في المنطقة، وحتى في الاقتصاد العالمي من اضطرابات بسبب سياسات الرئيس الأميركي وغيرها من العوامل المقلقة لكثير من المتعاملين في الخارج. تركز السوق على العوامل الداخلية أكثر من الخارجية، وهذا عامل إيجابي.. حتى لا تكون هناك مبالغة في تقدير تأثيرات تلك العوامل على الاقتصاد السعودي” بحسب أحمد الرشيد محلل مالي أول لدى صحيفة “الاقتصادية”. 

تراجع المؤشر “تاسي” 0.3% لينخفض دون مستوى 12400 نقطة، الذي وصفه المحللون بمستوى مقاومة “صعب”، فيما تراجعت مستويات السيولة إلى 5.6 مليار ريال مقارنة مع اليوم السابق. لكن ذلك يأتي وسط اتجاه هبوطي أو مستقر بشكل عام بأسواق الأسهم في المنطقة، بسبب التوتر على الصعيد الجيوسياسي والتصريحات الصادرة عن واشنطن بشأن الأزمة في قطاع غزة، بحسب ما قالته ماري سالم المحللة المالية لدى “الشرق”.  

وعن توقعات الأداء اليوم، يرى الرشيد أن السوق قد تكون في وضع أفضل، مبرراً ذلك بأن معظم الضغوط خلال جلسة الأربعاء جاءت من الشركات الصغيرة والمتوسطة، فيما انخفضت الشركات ذات الثقل على نحو أقل، ما يعطي إشارة على أن التراجع قد يكون انتهى. “السوق أعطت إشارات جيدة بنهاية الجلسة من الناحية الفنية، هذا يعزز فرص عودتها للارتفاع ما لم تظهر بيانات مؤثرة”.

التقلبات قد توجه أنظار المستثمرين للمنطقة

قد تساهم تقلبات الأسواق العالمية في توجيه أنظار المستثمرين الأجانب إلى الفرص المتواجدة في الأسواق الخليجية، ولا سيما السعودية، وليس التخارج منها، كون العوامل الأساسية لها تتسم بالاستقرار، وفق ما يظهر في البيانات المالية للشركات، بحسب ماري سالم التي أضافت “بالنسبة للمستثمرين، الفرص التي تستقطب الاستثمارات ما زالت موجودة”. 

في الوقت نفسه، تظل العوامل الأساسية “القوية” للسوق السعودية تواجه تحديات خارجية رئيسية، بحسب حديث جنيد أنصاري مدير قسم استراتيجية الاستثمار والبحوث لدى “كامكو إنفست” الكويتية لـ”الشرق”، أولها المشكلات الجيوسياسية خاصة مع مخاوف انهيار الهدنة في غزة، مما يلحق الضرر بمعنويات المستثمرين الأجانب، ونظرتهم للتداول في أسواق المنطقة بوجه عام. 

يتمثل العامل الثاني في الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية الأميركية خاصة الأحدث على الألمنيوم والصلب، وتأثيراتها على دول العالم، على الرغم من أن السعودية على وجه الخصوص محمية من التأثيرات المباشرة لتلك الرسوم. 

لكن أنصاري قال إن قوة الاقتصاد السعودي خاصة غير النفطي تستطيع مواجهة هذه التحديات، ويتجلى ذلك في ارتفاع مؤشر مديري المشتريات بالقطاع الخاص غير النفطي لأعلى مستوى في 10 سنوات الشهر الماضي والنمو القوي في القطاع غير النفطي العام الماضي.

تقييم بيانات التضخم 

وفي سياق التأثيرات الخارجية، يُتوقع أن يقيم المستثمرون بيانات التضخم الأميركية الأحدث وتأثيراتها على الفائدة. تسارع التضخم الأساسي خلال يناير بأكبر وتيرة منذ مارس الماضي، متجاوزاً التوقعات، مما يدعم نهج بنك الاحتياطي الفيدرالي الحذر تجاه خفض أسعار الفائدة. دفع ذلك  المتداولين لتوقع خفض واحد فقط للفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال هذا العام، بعدما كانوا يرجحون خفضين قبل صدور البيانات.

اقرأ المزيد: اتصال ترمب-بوتين يهبط بالنفط.. والفيدرالي يُحبط وول ستريت

“التضخم يؤثر ربما على الاقتصاد الكلي أكثر من تأثيره على الشركات المدرجة كل على حدة بشكل مباشر، فالأسواق تسعّر بالفعل توقعات الفائدة في الولايات المتحدة، التقييمات بالسوق ما زالت مغرية، الفائدة تؤثر على مديونيات الشركات وهوامش ربح البنوك، ولكن ذلك سيكون مستقبلاً، وليس بشكل آني”، بحسب ماري سالم. 

على الرغم من كل تلك التحديات “هناك إعلانات أرباح إيجابية، وكذلك توزيعات أرباح صحية، لذلك أتوقع ارتداد السوق خاصة أن المؤشر ما زال فوق 12 ألف نقطة”، وفق لما قاله أنصاري، الذي لفت إلى قوة القطاع المصرفي، صاحب الثقل في السوق.

وأشار إلى أنه يظل غير متأثر بالتطورات الجيوسياسية، نظرا لأن الإقراض المحلي قوي وسوق المشاريع في السعودية والمنطقة نشطة بشكل عام، وهذا يدعم إلى حد ما نمو الإقراض من مصارف المنطقة عموماً، متوقعا استمرار ذلك الاتجاه.

النطاق العرضي لأداء السوق يعكس حالة الترقب بين المستثمرين، والتي يرى إسحاق علي، رئيس إدارة الأصول والاستشارات في شركة “وينفستن المالية ” (WinVeston Capital) أنها لا تقتصر على السوق السعودية، بل تشمل بقية أسواق المنطقة، مشيراً إلى أن الأسواق سيتعين عليها التعامل مع كل تصعيد للحرب التجارية المتوقعة أو تخفيض لذلك التصعيد. وأضاف: “ما زالت السوق بانتظار المزيد من نتائج الأعمال.. هناك إيجابية فيما ورد من نتائج الشركات والبعض ينتظر ما سيحدث” بحسب مقابلته مع “الشرق”. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *