السوق السعودية تتحرك في نطاق عرضي بضغط من الأسهم القيادية

استهلت سوق الأسهم السعودية أولى جلسات سبتمبر بتداول اتسم بالحذر من جانب المستثمرين، في ظل توقعات المحللين باستمرار النطاق العرضي انتظاراً للقرار الحاسم المتوقع صدوره عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة الأميركية قرب منتصف الشهر الجاري.
انخفض المؤشر تاسي الرئيسي في مستهل جلسة اليوم الإثنين 0.13% إلى ما يقل عن 10700 نقطة بقليل، بضغط من تراجع الأسهم القيادية وعلى رأسها “أرامكو” و”اتحاد اتصالات” (موبايلي)، و”سابك” و”مصرف الراجحي”. تكبدت السوق خسارة شهرية سادسة في أغسطس لتفقد ما يزيد عن 2%، لكن تنامي احتمالات خفض أسعار الفائدة يُنتظر أن يقدم دعماً للسوق التي تتعزز جاذبيتها الاستثمارية مقابل أدوات الدخل الثابت.
تأثير إيجابي على “أرامكو”
إبراهيم الهندي الباحث الاقتصادي في مركز أبحاث الأسواق العربية يرى أن الأداء في سبتمبر سيشهد حالة من التذبذب، وهو أمر تتسم به التداولات عادة خلال هذا الشهر، كما سيكون هناك ترقب لقرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض الفائدة الأميركية والتي سيؤكد مسارها على نحو كبير بيانات الوظائف الأميركية التي سيصدرها مكتب إحصاءات العمل، يوم الجمعة القادم.
وتوقع الهندي في مقابلة مع “الشرق” أن يكون لخفض الفائدة تأثير إيجابي كبير على سهم “أرامكو” القيادي نظراً لأنه سيدفع عائد السهم إلى السعر السوقي للارتفاع، مما قد يجذب سيولة جديدة لقطاع الطاقة.
وأضاف “لكن حتى صدور قرار المركزي الأميركي سيكون هناك تذبذب مع حذر في مناطق السوق العرضية.. حذر في بناء المراكز في الأسهم ذات العائد الجيد وسعر مغري مثل القطاع المصرفي أو قطاع الطاقة”.
وعز الهندي تراجع الأسهم القيادية في السوق خلال الفترة الماضية إلى تراجع العائد على سهم “أرامكو”، كما أشار إلى أن شح السيولة في القطاع المصرفي أدى إلى نزول أسعار بعض الأسهم رغم النتائج الإيجابية للقطاع. وأضاف “معظم قطاعات السوق تراجعت. هناك عوامل جيوسياسية واقتصادية منها ترقب لآثار الرسوم الجمركية في الولايات المتحدة، وتداعيات فرض الرسوم على الهند. هذه العوامل تضغط على الأسواق ومنها السوق السعودية”.
الأسهم القيادية السعودية تتأثر بعوامل خارجية
من جانبه يرى إكرامي عبد الله كبير المحللين الماليين في صحيفة “الاقتصادية” أن الشركات القيادية في السوق، المتأثرة بعوامل خارجية، هي العامل الرئيسي في هبوط السوق 11% تقريباً منذ بداية العام، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن أهمية القرار المقبل بخصوص أسعار الفائدة في تحديد مسار السوق.
وقال عبد الله: “ارتفاع أسعار الفائدة عامل ضغط أساسي يؤثر على السوق، إذ تقدم أدوات استثمارية خارج السوق عوائد منافسة للأسهم، مما يضغط على السيولة وحركة المؤشر”.
وأضاف أن سهم “أرامكو” يتأثر بانخفاض أسعار النفط بحدود 10% منذ بداية العام مما دفع السهم، الذي يمثل 15% من وزن المؤشر الرئيسي للسوق، إلى الهبوط. وقال إن الأمر ذاته ينطبق على أسهم “سابك” و”أكوا باور” التي تتأثر بعوامل خارجية تدفعها للهبوط.
وعن أداء القطاع المصرفي، قال عبد الله “إجمالاً القطاع مرتفع منذ بداية العام، وإن كان يتعرض لضغوط واضحة منذ بدء الحديث عن خفض أسعار الفائدة، والذي يقلل هوامش ربحية البنوك”.
وأضاف أن البيانات الخاصة بالقطاع المصرفي عن شهر يوليو الصادرة عن البنك المركزي السعودي تُظهر تراجعاً في الإقراض الذي يعد الرافد الأساسي لإيرادات القطاع. كما أن معدل سايبور (السعر المرجعي للفائدة بين البنوك السعودية لمدة ثلاثة أشهر) انخفض بشكل كبير في يوليو وصل إلى 5.4% مقارنة بـ 6.1% في الفترة المقارنة، وهو أهم عامل مؤثر في أرباح البنوك، مضيفاً “كل تلك العوامل تضغط على أداء أسهم القطاع خلال الفترة الأخيرة”.
تحركات مرتبطة بإعلانات الشركات السعودية
وعن تحركات الأسهم المتأثرة بإعلانات الشركات، ارتفعت “توبي” و”الآمار الغذائية” لتتصدر قائمة الأسهم الأكثر ارتفاعاً في السوق بدعم من أنباء إيجابية للشركتين.
ارتفع سهم شركة “العرض المتقن للخدمات التجارية” (توبي) 3.17%، بعد إعلان الشركة عن ترسيةشروع الخدمات المدارة لتقنية المعلومات بجامعة طيبة وفروعها عليها بقيمة إجمالية 35 مليون ريال تقريباً.
كما زاد سهم شركة “الآمار الغذائية”، بعد أن أعلنت عن توقيع عرض ملزم للاستحواذ على أصول 29 فرعاً لـ”دومينوز” تعمل حالياً بموجب اتفاقية امتياز فرعي في مدينتي مكة المكرمة والطائف بقيمة 40 مليون ريال خاضعة للتسويات المعتادة عند إغلاق الصفقة.
وصعد سهم “المعمر لأنظمة المعلومات” (إم آي إس) 0.23%، إثر إعلانها عن توقيع عقد لتقديم الدعم التقني مع وزارة الصحة -التجمع الصحي الثالث بالرياض بقيمة إجمالية قدرها 126 مليون ريال تقريباً.