السندات عالية المخاطر تغري المتداولين في عام باهت للأسواق الناشئة
برزت السندات المقومة بالدولار الصادرة عن عدد من أضعف اقتصادات العالم كنقطة إيجابية مميزة خلال عام 2024، في ظل الأداء المتواضع لأصول الأسواق الناشئة. في حين أنهت العديد من أصول دول العالم النامية 2024 بتحقيق مكاسب، إلا أن عوائدها باهتة مقارنةً بما تحقق في “وول ستريت”.
من بين العملات في الدول الناشئة التي تتبعها “بلومبرغ” تمكنت ثلاث عملات فقط من تعزيز قيمتها أمام الدولار الأميركي. انخفض الريال البرازيلي بـ21%، في حين سجل البيسو المكسيكي أسوأ أداء خلال عام منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.
حقق مؤشر MSCI للأسواق الناشئة عائداً بنسبة 5%، وهو العام الثاني على التوالي من المكاسب، لكنها أقل من التي حققتها أسهم عالمية بنسبة 17% وأكثر من 20% لمؤشر “إس آند بي 500”. في الواقع، يتم تداول أسهم الدول النامية بالقرب من أدنى مستوياتها على الإطلاق مقارنة بمؤشر “إس آند بي 500” منذ أواخر الثمانينات من القرن الماضي.
عوائد أقل من أسواق أميركا مع قوة الدولار
قال سايمون كويجانو-إيفانز، كبير المحللين لدى “جراميرسي” (Gramercy) ومقرها في لندن، إن الأسهم والسندات المقومة بالعملات المحلية في الأسواق الناشئة “عادة ما تحقق نتائج أو عوائد أقل من الأصول المقابلة في الأسواق الأميركية كلما ارتفعت قيمة الدولار الأميركي”.
أوضح أن أداء فئة الأصول في عام 2025 يعتمد الآن على سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترمب، “وما تعنيه تلك السياسات بالنسبة للدولار الأميركي”.
حققت الأسهم أداءً أفضل في الأرجنتين وباكستان وسريلانكا وكينيا، في حين ارتفع مؤشر الأسهم الصيني بنحو 15%، وهو أعلى صعود سنوي له منذ عام 2020، بفضل جهود التحفيز التي تبذلها بكين.
كان مؤشر “بلومبرغ” للسندات الدولارية عالية العائد في الأسواق الناشئة هو أفضل الأصول أداءً في الأسواق الناشئة بمكاسب بلغت 15%، محققاً أفضل عام له منذ 2016.
استفادت دول مثل الأرجنتين وغانا من تنفيذ تدابير اقتصادية؛ حيث سجلت بعض السندات المقومة بالدولار في الأرجنتين مكاسب تزيد عن 100%.
مكاسب مدعومة بتفاؤل إنهاء الحرب في أوكرانيا
كما حققت الأصول في دول أخرى مثل أوكرانيا مكاسب، إذ أصبح المستثمرون أكثر تفاؤلاً بأن ترمب بعد توليه مهام الرئاسة في الولايات المتحدة قد ينهي حربها مع روسيا. بعض السندات الأوكرانية التي أُعيدت هيكلتها حديثاً حققت مكاسب تزيد عن 45% منذ سبتمبر.
سجلت هذه الأسواق أداءً أفضل بكثير من ديون الأسواق الناشئة ذات التصنيف الاستثماري التي حققت عائداً ضعيفاً بـ1.9%، في حين حقق المؤشر الأوسع لديون الأسواق الناشئة للمستثمرين مكاسب بلغت 6.6%.
كارلوس دي سوزا، مدير محفظة تستثمر في ديون الأسواق الناشئة لدى “فونتوبيل أسيت مانجمنت” (Vontobel Asset Management)، يشكك في قدرة السندات عالية العائد أن تواصل الزيادة الكبيرة بالوتيرة نفسها هذا العام، وقال إن نجاح الاستثمار في هذه السندات سيكون مرتبطاً باختيار الدول المصدِرة، وكذلك جودة التصنيف الائتماني.
أضاف: “المحفظة الاستثمارية أصبحت أكثر تنوعاً من المعتاد في الوقت الحالي، وتحققت التوقعات بشأن الكثير من الاستثمارات بشكل إيجابي في عام 2024”.
ضغوط على عملات الأسواق الناشئة
في الوقت نفسه، شكل ارتفاع مؤشر بلومبرغ للدولار بنسبة 8% ضغوطاً على عملات الأسواق الناشئة، وسجل مؤشر “MSCI” خسائر في نهاية 2024.
من ناحية أخرى، ارتفعت أمام الدولار خلال 2024 قيمة عملات ماليزيا (الرينغيت) ودولار هونغ كونغ والبات في تايلندا. جاء الريال البرازيلي في نهاية ترتيب أداء العملات، متأثراً بعجز الميزانية البالغ نحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. البيسو المكسيكي أصبح قريباً من الريال البرازيلي في الأداء الضعيف؛ إذ فقد أكثر من 18% متأثراً بتوقعات فرض ترمب لرسوم تجارية.
قال كويجانو-إيفانز: “كان الأداء الضعيف بشكل حاد للعديد من عملات أميركا اللاتينية مثيراً للانتباه، وخاصة أنها كانت تمنح معدلات فائدة حقيقية مرتفعة”.
انخفضت عملة الراند في جنوب أفريقيا للعام الخامس على التوالي مقابل الدولار، ومع ذلك، فإن زيادة الاستثمارات وتباطؤ التضخم وجهود الإصلاح التي تبذلها الحكومة الجديدة قد قللت وتيرة تراجعها. يتوقع المحللون أن يرتفع الراند بنسبة 15% في عام 2025.