السعودية وروسيا تؤكدان التزامهما بالتعهدات في إطار “أوبك+”

أكدت السعودية وروسيا على التزامهما بالتعهدات في إطار تحالف “أوبك+”، وأعربتا عن الاستعداد لتطوير مستويات “التعاون العالي” بين البلدين، وفق بيان صادر عن الكرملين.
وجاء ذلك في اتصال أجراه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث ناقشا الجهود المبذولة لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، وفق بيان صادر عن وكالة الأنباء السعودية.
استقرار سوق النفط العالمية
ونقل البيان الروسي بأن الزعيمين ناقشا القضايا الراهنة للتعاون السعودي الروسي في إطار “أوبك+”، حيث تم التأكيد على أهمية التحالف لـ”ضمان استقرار سوق النفط العالمية، والحفاظ على التوازن بين العرض والطلب، بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين للمواد الخام”.
رغم تأخرها سابقاً في الامتثال لاتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفائها، تؤكد روسيا الآن أن إنتاجها متوافق تماماً مع الاتفاق. والتزمت موسكو بخفض إنتاج النفط الروسي الخام بمقدار 971 ألف برميل يومياً، بناءً على خط الأساس البالغ 9.949 مليون برميل يومياً.
خلال فبراير الماضي، أظهرت البيانات أن إنتاج روسيا من النفط لم يشهد تغيراً ملحوظاً عن الشهر السابق، حيث ظل أقل بقليل من الحصة المحددة بموجب اتفاق “أوبك+”، وفق “بلومبرغ”.
ومع ذلك، تعهدت روسيا بإجراء تخفيضات إضافية لتعويض فائض الإنتاج السابق. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أكدت روسيا، إلى جانب عدة دول أخرى في تحالف “أوبك+”، التزامها استكمال تخفيضات الإنتاج بحلول يونيو.
من ناحية أخرى، يستعد “أوبك+” لإعادة ضخ بعض البراميل المتوقفة إلى السوق في أبريل، مع استهداف استعادة 2.2 مليون برميل يومياً بحلول أواخر عام 2026. ومع ذلك، أكد التحالف أن هذه الزيادات “قد تتوقف مؤقتاً أو يتم عكسها تبعاً لظروف السوق”.
استعراض جهود حل الأزمة الأوكرانية
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السعودية بأن الاتصال شمل أيضاً استعراض الجهود المبذولة لحل الأزمة الأوكرانية، حيث أكد ولي العهد السعودي “حرص المملكة على بذل كافة المساعي الحميدة لتسهيل الحوار، وكل ما يؤدي إلى الوصول لحل سياسي للأزمة في أوكرانيا”.
يأتي الاتصال وسط حراك دبلوماسي كبير في السعودية خلال استضافتها للمحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا خلال الشهر الجاري.
في 11 مارس، التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، واستعراضا “أوجه العلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة، وفرص تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات”، وفق وكالة الأنباء السعودية.
كما أفادت الوكالة بأن الاجتماع بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، حيث تبادلا وجهات النظر بشأنها، والمساعي المبذولة تجاهها لتحقيق الأمن والاستقرار.
وفي لقاء منفصل، استقبل ولي العهد السعودي أيضاً رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، و”تم استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث آخر المستجدات وتطورات الأزمة الأوكرانية”.
الأمير محمد بن سلمان أكد حينها على حرص المملكة ودعمها لكافة المساعي والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة، والوصول إلى السلام، في حين عبّر الرئيس الأوكراني عن “الشكر والتقدير” لجهود المملكة، منوهاً بـ”الدور المحوري للمملكة في منطقة الشرق الأوسط والعالم”.