اخر الاخبار

السعودية وأوكرانيا توسعان التعاون الاستثماري.. والطاقة في الصدارة

أعلنت السعودية وأوكرانيا عزمهما على توسيع نطاق التعاون الاستثماري عبر شراكات جديدة في مجالات الطاقة، والصناعات الغذائية، والبنية التحتية. يأتي ذلك في أعقاب زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى المملكة، التي شهدت لقاءات رفيعة المستوى مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بهدف تعزيز التكامل الاقتصادي بين البلدين.

وفقاً لبيان صدر عقب الزيارة، ونشرته “واس”، يسعى الطرفان إلى استكشاف فرص استثمارية في قطاعي النفط والغاز، إلى جانب تطوير مشاريع في البتروكيماويات، بما يعكس رغبة كلا البلدين في تعزيز أمن الطاقة في ظل التقلبات العالمية. كما تم تسليط الضوء على الدور المحوري للقطاع الخاص، حيث تم الاتفاق على توسيع نطاق الاستثمارات المتبادلة في المجال الزراعي والصناعات الغذائية، وهي خطوة من شأنها دعم الأمن الغذائي العالمي في ظل استمرار التحديات المرتبطة بسلاسل الإمداد.

إعادة بناء اقتصاد أوكرانيا

لا يقتصر التعاون على القطاعات التقليدية، بل يمتد ليشمل مشاريع إعادة إعمار أوكرانيا، التي تسعى لجذب استثمارات استراتيجية في البنية التحتية وسط تداعيات الحرب. في هذا السياق، أعرب الرئيس زيلينسكي عن تقدير بلاده لالتزام السعودية بدعم الاقتصاد الأوكراني، مشيراً إلى أن رؤية البلدين تتلاقى حول تعزيز التنمية المستدامة.

وفي فبراير 2023، تلقّت أوكرانيا دعماً قيمته 400 مليون دولار من السعودية خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، وهي الأولى لمسؤول سعودي رفيع المستوى إلى كييف في ثلاثة عقود، وذلك لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، والإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها.

وبحسب البيان، شهد التعاون التجاري بين الجانبين نمواً بنسبة 9% في عام 2024، إلا أن الطرفين يدركان أن هناك مجالاً أوسع للتوسع، وهو ما انعكس في قرار إعادة إنشاء “مجلس الأعمال السعودي الأوكراني المشترك”، الذي من المتوقع أن يلعب دوراً رئيسياً في تذليل العقبات التجارية وتشجيع تدفق الاستثمارات.

دور سعودي في المشهد الدولي

على الصعيد السياسي، حملت الزيارة أبعاداً دبلوماسية واضحة، إذ شدد ولي العهد السعودي على التزام المملكة بدعم المساعي الرامية لإنهاء الأزمة الأوكرانية عبر الحلول الدبلوماسية، بينما أشاد زيلينسكي بـ”الدور المحوري” الذي تلعبه السعودية في تحقيق الاستقرار العالمي.

مع استمرار التحولات في المشهد الاقتصادي والجيوسياسي، يبدو أن العلاقات بين السعودية وأوكرانيا تتجه نحو مرحلة جديدة، حيث تلتقي المصالح الاقتصادية مع الاعتبارات الاستراتيجية، مما قد يفتح الباب أمام تعاون أوسع نحو مجالات الأمن والتكنولوجيا والطاقة المتجددة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *