يأتي افتتاح مجمع “أجيليتي” اللوجستي بمدينة جدة ضمن العديد من الاستثمارات التي يشهدها القطاع، في الوقت الذي تمضي فيه السعودية قدماً لاستكمال المخطط العام للمراكز اللوجستية، والذي يستهدف إنشاء 59 منطقة لوجستية بحلول 2030، ضمن استراتيجية القطاع، حسبما صرّح وزير النقل السعودي، صالح الجاسر.
وأضاف في مقابلة مع “الشرق”، على هامش الافتتاح، أن الاستثمار في هذا المجمع هو استثمار كامل من شركة “أجيليتي غلوبال” ليتجاوز حجم الاستثمارات التي ضخها القطاع الخاص في المشاريع اللوجستية حتى الآن 200 مليار ريال، لافتاً إلى أن الإصلاحات التي قامت بها الدولة جذبت شركات عالمية للاستثمار في مشاريع بهذا القطاع؛ بعضها افتتح والبقية قيد الإنشاء حالياً.
مجمع أجيليتي باستثمار 611 مليون ريال
افتتح الوزير السعودي اليوم مجمع “أجيليتي” اللوجستي بقيمة استثمارية من الشركة تبلغ 611 مليون ريال، ويمتد على مساحة 576 ألف متر مربع على بعد 11 كيلومتراً من ميناء جدة الإسلامي. ويضم المجمع ستة مستودعات تحتوي على مساحات تخزين جافة أو بدرجات حرارة يتم التحكم فيها لتناسب جميع السلع، بحسب بيان صحفي صادر عن الشركة.
“أجيليتي غلوبال”، المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، هي مشغل ومستثمر طويل الأجل في العديد من الشركات الإقليمية والعالمية، وتتواجد في 70 دولة، مع قوة عاملة تبلغ أكثر من 56 ألف موظفاً.
اقرأ أيضاً: “أجيليتي” الكويتية تدرس إطلاق مشاريع جديدة في السعودية خلال 2025
جاذبية القطاع اللوجستي في السعودية
ووفق ما ورد في البيان قال الجاسر: “تعكس الاستثمارات المتتابعة من القطاع الخاص العالمي والمحلي في قطاع الخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد، جاذبية القطاع اللوجستي السعودي، الذي شهد حزمة من الاستثمارات الواسعة من كبرى الشركات العالمية، جراء الإصلاحات الهيكلية الواسعة، والنمو الكبير في العمليات التشغيلية والقفزة التنموية في مشاريع البنى التحتية بالقطاع اللوجستي”.
نوّه الجاسر إلى الشراكة الاستراتيجية مع القطاع الخاص والالتزام الراسخ معه لتطوير بنى تحتية لوجستية حديثة وعالية الجودة تمكّن أعمال سلاسل الإمداد واحتضان مراكز البيانات وتوظيف الذكاء الاصطناعي وتدعم نمو الأعمال والاستثمار، مشيراً إلى دور هذه المشروعات في خلق فرص العمل ودعم النمو الاقتصادي وتعزيز القدرات التنافسية طويلة الأمد لتأكيد مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي، وفق البيان.
اقرأ المزيد: السعودية تتجه للتحول لمركز لوجستي عالمي باستثمارات تريليونية
وضعت المملكة مساراً واضحاً لقطاع النقل والخدمات اللوجستية ضمن رؤية 2030، وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية “ندلب”، وذلك بهدف رفع تصنيف السعودية لتدخل ضمن أفضل 10 دول في مؤشر الأداء اللوجستي العالمي. وتستهدف زيادة الطاقة الاستيعابية للموانئ إلى 40 مليون حاوية قياسية، ورفع قدرات الشحن الجوي إلى أكثر من 4.5 مليون طن، وإيصال حركة الركاب إلى 330 مليون مسافر عبر مطارات المملكة.
أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “المخطط العام للمراكز اللوجستية” في 2023، والذي يهدف إلى تطوير 59 مركزاً لوجستياً بمساحة تزيد عن 100 مليون متر مربع بحلول عام 2030. يستند مسعى الرياض لتعزيز مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي إلى موقعها الجغرافي الذي يربط قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص.
