السعودية تعزز حضورها في آسيا بزيارة وزير الاستثمار إلى اليابان

يرأس وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبدالعزيز الفالح وفداً رفيع المستوى من القطاعين الحكومي والخاص في زيارة رسمية إلى اليابان، في خطوة تهدف إلى تعميق التعاون الاقتصادي بين البلدين واستكشاف فرص استثمارية جديدة، ما من شأنه تعميق حضور المملكة الاقتصادي في آسيا.
تشمل الزيارة عقد اجتماعات ثنائية مع مسؤولين حكوميين يابانيين وكبرى الشركات اليابانية، بالإضافة إلى عقد منتدى استثماري سعودي ياباني سيكون الأكبر من نوعه في مدينة أوساكا، ومن المتوقع أن يحضره أكثر من 1500 شخص من مختلف القطاعات الاستثمارية ذات الأولوية للجانبين، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء السعودية (واس).
مبادرة مستقبل الاستثمار السعودي في طوكيو
يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه المملكة لتعزيز شراكاتها واستثماراتها المتبادلة مع آسيا، لدعم خططها تنويع الاقتصاد المحلي بعيداً عن النفط. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أفادت “بلومبرغ” بأن الجهة المنظمة لمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السعودي تعتزم تنظيم نسخة جديدة من الفعالية في طوكيو، في إطار مساعي المملكة لتعزيز علاقاتها مع المؤسسات المالية اليابانية.
معهد مبادرة مستقبل الاستثمار سيعقد “قمة الأولوية-آسيا” في العاصمة اليابانية بين 30 نوفمبر والأول من ديسمبر، بحسب متحدث باسم المعهد، وأضاف أن الحدث ـ الذي يطلق عليه البعض “دافوس الصحراء” ـ سيستقطب شركات كبرى بينها “ميتسوبيشي يو إف جيه فايننشال غروب” (Mitsubishi UFJ Financial Group) و”سوميتومو ميتسوي فايننشال غروب” (Sumitomo Mitsui Financial Group).
في مايو من العام الماضي، عبرت المملكة عن رغبتها في تعزيز تعاونها مع اليابان في العديد من المجالات بما في ذلك الطاقة النظيفة، كما وقعت نحو 30 مذكرة تفاهم جديدة خلال منتدى الاستثمار السعودي الياباني المقام في طوكيو حينذاك.
وشدد وقتها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال اتصال مرئي مع رئيس وزراء اليابان حينها فوميو كيشيدا، على التزام المملكة بالاستمرار في إمداد اليابان بالنفط الخام، مشيراً إلى رغبة المملكة في تعزيز التعاون مع طوكيو في مجالات أخرى، بما في ذلك مجال الطاقة النظيفة.
اليابان أحد أبرز الشركاء التجاريين للمملكة، وناهز حجم التبادل التجاري بين السعودية واليابان 41 مليار دولار في 2023، لتأتي في المرتبة الثالثة على قائمة أكبر الشركاء التجاريين مع المملكة، بحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية.
دور البنوك الآسيوية في تمويل السعودية
تلعب البنوك الآسيوية بالفعل دوراً رئيسياً في تمويل الكيانات السعودية، وتتحول إلى لاعب رئيسي في السوق المحلية، إذ افتتح بعضها مكاتب في الرياض خلال السنوات الأخيرة.
وكانت المؤسسات المالية اليابانية “ميتسوبيشي يو إف جيه” و”سوميتومو” و”ميتسوي” من بين البنوك التي دعمت مؤخراً حزمة تمويلية بقيمة 10 مليارات دولار لاستثمارات “بلاك روك” في البنية التحتية للغاز التابعة لعملاقة الطاقة “أرامكو السعودية”، بحسب ما ذكرته “بلومبرغ نيوز”.