السعودية تسعى لجذب مزيد من الاستثمارات البريطانية إلى قطاع الرياضة

تُراهن السعودية على جذب المزيد من الاستثمارات البريطانية إلى قطاع الرياضة الذي يشهد تحولاً كبيراً بينما تستعد المملكة لاستضافة فعاليات رياضية عديدة توفر فرص استثمارية مهمة، من أبرزها كأس العالم 2034.
ويتزايد اهتمام الشركات البريطانية بالسوق السعودية بشكل لافت، بحسب باسم إبراهيم، رئيس قطاع الاستثمار الرياضي في وزارة الاستثمار. وأضاف في مقابلة مع “الشرق” خلال منتدى الثقافة والرياضة والترفيه السعودي البريطاني، أمس الخميس في لندن، أن “العلاقات بين البلدين تهتم بقطاعات الرياضة والثقافة والترفيه، وبتركيز كبير على قطاع الرياضة”.
اتفقت السعودية والمملكة المتحدة العام الماضي على زيادة حجم التجارة الثنائية بين البلدين لتصل إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030 مقابل 6.7 مليار دولار في 2023، كما اتفق البلدان عن عزمهما إبرام اتفاقية شاملة للتجارة الحرة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.
الطريق إلى استضافة كأس العالم 2034
نوه إبراهيم أن السعودية تستعد لاستضافة كأس العالم 2034 مروراً بتنظيم عدة فعاليات كبرى من بينها “إكسبو 2030″، وهي محطات مهمة لجذب الاستثمارات. وقال إن “السوق البريطاني يعتبر من أهم الأسواق بالنسبة للمملكة ومن أهم الشركاء، نظراً لما تتمتع به شركاته من جودة عالية وخبرة طويلة في قطاع الرياضة”. وكشف عن أن “بين أربع إلى خمس شركات بريطانية كبرى قررت فتح مكاتب إقليمية لها في المملكة، مما يعكس ثقة متزايدة في البيئة الاستثمارية السعودية”.
من التكنولوجيا إلى الرياضة.. السعودية تكثف جهود تحول اقتصادها.. اقرأ التفاصيل
يقدر حجم السوق الرياضية في المملكة بنحو 30 مليار ريال، ويتوقع أن يصل حجم السوق إلى 84 مليار ريال بحلول 2030، بحسب أرقام سابقة لوزارة الاستثمار السعودية. ويأتي هذا منتدى الثقافة والرياضة والترفيه السعودي البريطاني في ظل التطورات التي يشهدها القطاع الرياضي بالمملكة مدفوعاً بمبادرات “رؤية 2030” التي جعلت منها وجهة دولية للرياضيين واللاعبين والبطولات العالمية والاستثمارات ذات الصلة.
وأشار إبراهيم إلى إعلان مرتقب عن استحواذ شركة “سي إيه إيه” الأميركية على شركة “بورتس”، العاملة منذ سنوات في المملكة في مجال الاستشارات الرياضية، واصفاً الصفقة بأنها “دليل إضافي على جاذبية السوق الرياضي المحلي”. كما لفت إلى “مفاوضات جارية مع ناديي تشيلسي وتوتنهام الإنجليزيين لافتتاح أكاديميات رياضية في المملكة، على غرار ما بدأه نادي إنتر ميلان الإيطالي”.
فرص استثمارية بنحو 30 مليار دولار في السعودية
تتجه السعودية نحو مستقبل يتخطى الاعتماد على النفط؛ إذ تنفق بسخاءٍ على قطاعات جديدة على رأسها الرياضة، كما يستثمر الصندوق السيادي السعودي المليارات في الرياضات العالمية، بما في ذلك الغولف وكرة القدم.
اقرأ أيضاً: هل يؤتي سخاء الإنفاق السعودي على الرياضة ثماره؟
يرى عماد الذكير، رئيس الجانب السعودي في مجلس الأعمال السعودي البريطاني، أن “حجم التبادل التجاري الحالي بين البلدين لا يعكس الإمكانات المتاحة، لكنه مرشح للنمو في ظل المشاريع العملاقة الجارية في المملكة”. وقال في مقابلة مع “الشرق” إن “الفرص الاستثمارية في المرحلة المقبلة تقدر بما بين 20 و30 مليار دولار، على خلفية استضافة المملكة فعاليات كبرى مثل كأس العالم 2034، والأولمبياد الآسيوية، وإكسبو 2030”.
تهتم الشركات البريطانية بالاستثمار في القطاع الرياضي السعودي، إذ أبدت 10 شركات بريطانية اهتمامها باستثمار 500 مليون ريال في قطاع الرياضة السعودي خلال السنوات الست القادمة، بحسب وزارة الاستثمار السعودية.
وأوضح الذكير أن “القطاع الرياضي ليس مجرد واجهة ترفيهية، بل مجال حيوي للتمويل والتأمين والشراكات بين القطاعين العام والخاص”، مضيفاً أن “شركات التأمين البريطانية يمكن أن تسهم في تسهيل التمويل عبر تقديم ضمانات دخل للمستثمرين، مما يعزز قدرة البنوك على الدخول بثقة أكبر”.
يشار إلى أن المنتدى عرف مشاركة مسؤولين في القطاعين الثقافي والرياضي ومجلس الأعمال المشترك، في ملعب نادي تشليسي في العاصمة البريطانية لندن، وتضمن تنظيم حلقات نقاشية.