السعودية تستثمر بشغف 3 مليارات إنسان وترسم مستقبل الرياضات الإلكترونية

تستهدف المملكة العربية السعودية صناعة إرث تاريخي من استضافتها لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، بحسب الأمير فيصل بن بندر بن سلطان رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، في مقابلة مع “الشرق” على هامش مؤتمر افتتاح البطولة مساء الأربعاء.
تستضيف منطقة “بوليفارد سيتي” في الرياض منافسات كأس العالم للرياضات الإلكترونية في نسختها الثانية، بإجمالي جوائز تتجاوز 70 مليون دولار، بزيادة 10 ملايين دولار عن النسخة الأولى التي جرت في 2024، وهي الجوائز الأعلى في هذا القطاع على مستوى العالم.
شغف لثلاثة مليارات شخص
الأمير فيصل بن بندر بن سلطان قال إن “كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، هي خطوة ثانية، بعد أن شهد العام الماضي الخطوة الأولى. الهدف هو الاستراتيجية الخاصة بالرياضات الإلكترونية التي هي ضمن رؤية 2030، نريد أن نكون مركزاً لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، هذا يعني أنه عندما تفكر في أي شيء يخص هذا القطاع تفكر في السعودية قبل أي دولة أخرى مثل اليابان أو الصين أوالولايات المتحدة. تتذكر السعودية مثلما تتذكر أياً منهم”.
استراتيجية السعودية للألعاب والرياضات الإلكترونية، تستهدف توفير 39 ألف وظيفة جديدة، وتحقيق مساهمة في الناتج المحلي تصل إلى 13.3 مليار دولار بحلول 2030، ومن المقرر أن يستمر تنظيم البطولة في الرياض إلى أن يتم افتتاح مدينة القدية.
ترغب السعودية في بناء قطاع للرياضات الإلكترونية، ومسارات مهنية، وفرص استثمارية في “قطاع يمثل شغفاً لما يزيد عن ثلاثة مليارات شخص، مهما يحدث في العالم من أمور، الناس ترغب في أن تمارس الألعاب، الدليل أكبر نمو حدث في قطاع الألعاب، كان وقت كورونا”، حسب رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية.
وأضاف: “عندما نصل إلى النسخة “30” ونفكر أين كنا؟ وكيف أصبحنا؟ نستطيع أن نحكي قصصاً تاريخية ملهمة، نريد أن نصنع إرثاً تاريخياً مما نفعله اليوم، نريد أن يتذكر الجميع بعد 30 عاماً ما تفعله السعودية الآن”.
نمو الإيرادات
من جهته، كشف رالف رايشرت الرئيس التنفيذي لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، أن بطولة كأس العالم 2025، حققت نمواً في الإيرادات بنسبة تقترب من 50%، معتبراً أن ذلك يُعد إيجابياً في ظل حداثة القطاع.
رايشرت في مقابلة مع “الشرق” قال “نحن ننمو، على ما أعتقد، بنسبة تقارب 50% من حيث الإيرادات. ولكن كما هو الحال مع أي رياضة جديدة، من المهم جداً الحصول على الدعم من الحكومة. لذلك فإن استضافة مدينة الرياض لهذا الحدث ودعمها المالي له يُعد جزءاً مهماً. ولا يزال الوقت مبكراً، ولا تزال هذه الرياضة أمامها طريق طويل لتصل إلى المستوى التجاري الذي بلغته بعض الرياضات التقليدية”.
يتوقع رايشرت أن تصبح الرياضات الإلكترونية من أكبر الرياضات في العالم، وأن تصبح كأس العالم للرياضات الإلكترونية من أكبر الفعاليات الرياضية في العالم، وأن يُحدث هذا تأثيراً ليس فقط ثقافياً، بل وتجارياً أيضاً على مدينة الرياض والسعودية، بصفتها الدولة المستضيفة، وكذلك على قطاع الرياضات الإلكترونية ككل.
مهرجان للعائلات
مايك ماكيب الرئيس التنفيذي للعمليات في مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، أشار إلى إن البطولة تشهد حضوراً قوياً من الرعاة سواءً المحليين أو العالميين، ويرى أن البطولة فرصة بالنسبة للجماهير للحضور ورؤية أفضل اللاعبين حول العالم عبر 25 بطولة مختلفة.
ونوّه في مقابلة مع “الشرق” بتحول البطولة إلى ما يشبه مهرجاناً كبيراً “وهذه فرصة للعائلات للحضور والتفاعل مع مكونات مختلفة من هذه الفعالية، كحديقة الألعاب، وحديقة صُناع المحتوى، إضافة إلى خبرات رائعة في حلبة سباقات المحاكاة”.
تطرق ماكيب إلى شكل كأس البطولة، معتبراً أنها تحمل رمزية كبيرة. لأنها تجمع بين الثقافة السعودية ومجال الألعاب وما تمثله البطولة.
70 مليون دولار
أوضح ثامر الشعيبي، الرئيس التنفيذي للعمليات الإدارية في مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، أن مؤسسة كأس العالم واحدة من الاستراتيجيات المرتبطة بمستهدفات رؤية 2030، وهي تسير بشكل سريع جدا بفضل وجود بطولة كأس عالم في المملكة بشكل سنوي سيتم العمل على استمراره.
وفيما يخص الجوائز المالية في البطولة التي تتجاوز 70 مليون دولار، قال: “عند مقارنة المبالغ المرصودة لأي كأس عالم في الألعاب المختلفة مثل كرة القدم على سبيل المثال نجدها أقل من مبلغ الـ70 مليون دولار المرصودة لكأس العالم للرياضات الإلكترونية وهذه البطولة عالمية والذين يحصلون على هذه المبلغ قدموا من الجهد ما يجعلهم يستحقون هذه المبالغ”.
منافسات أقوى
أشار مساعد الدوسري، مؤسس فريق “فالكونز” الفائز بلقب النسخة الماضية من البطولة، إلى أنه مع النمو الذي يحدث في بطولة العالم للرياضات الإلكترونية، تم العمل على تقوية الفريق، بالتعاقد مع 60 لاعباً في 5 ألعاب مختلفة، موضحاً بالقول “كلما زادت الألعاب كلما تعاقدنا مع أفضل اللاعبين بأفضل الشروط”.
كشف الدوسري، أن “فالكونز” يشارك في 19 لعبة، مضيفاً بالقول: “هناك تصفيات تأهيلية تجعل هذا العدد قابلاً للزيادة، ونطمح للمشاركة في 22 بطولة من أصل 25، ونأمل فى تحقيق النجاح للحفاظ على اللعبة، نراهن على تحقيق البطولات في كل الألعاب”.