الرياض ونيودلهي تتفقان على إنشاء مصفاتين لتكرير النفط في الهند

اتفقت الرياض ونيودلهي على إنشاء مصفاتين لتكرير النفط في الهند عبر مشروع مشترك، إلى جانب توسيع الشراكة في مجالات السياحة والتكنولوجيا، في وقت يسعى فيه البلدان إلى تقوية العلاقات الثنائية وسط اضطرابات تشهدها الأسواق العالمية.
وقال سفير الهند لدى السعودية سهيل إعجاز خان، خلال إحاطة صحفية، إن اتفاقاً تم التوصل إليه لإنشاء مصفاتين للنفط في الهند عبر مشروع مشترك بين البلدين، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية، وفقاً لما نقلته “بلومبرغ”.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت “أرامكو السعودية” ستكون طرفاً في المشروع الذي أشار إليه السفير الهندي.
تأتي هذه التطورات عقب لقاء جمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في جدة مساء الثلاثاء. وكان من المقرر أن يبقى مودي في المملكة حتى يوم الأربعاء، إلا أنه غادر في وقت مبكر بعد أحد أسوأ الهجمات على مدنيين في منطقة جامو وكشمير شمالي الهند، منذ سنوات.
وكان الأمين العام لوزارة الخارجية الهندية قال قبل وقوع الهجمات في الهند، إن الزيارة ستشهد الإعلان عن تطورات في مجال التعاون في قطاع الطاقة، إلى جانب توقيع عدد من مذكرات التفاهم، من دون الكشف عن التفاصيل.
تسعى الهند والسعودية إلى تعزيز العلاقات التجارية بينهما. وتُعد السعودية والهند بالفعل من أكبر خمسة شركاء تجاريين لبعضهما بعضاً، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بينهما نحو 43 مليار دولار خلال عامي 2023 و2024.
نمو الطلب على الطاقة في الهند
تلعب السعودية دوراً رئيسياً في تلبية احتياجات الهند من الطاقة. ووفقاً لبيانات “بلومبرغ”، بلغت صادرات المملكة من النفط نحو 565 مليون برميل خلال الربع الأخير من العام الماضي.
وخلال الفترة ذاتها، استوردت الهند ما معدله 1.934 مليون برميل يومياً، أي ما مجموعه نحو 178 مليون برميل خلال ثلاثة أشهر، وهو ما يعادل نحو 31.5% من إجمالي الصادرات النفطية السعودية.
وكانت شركة “أرامكو” السعودية الحكومية أبدت اهتماماً كبيراً منذ سنوات بالاستثمار في السوق الهندية، وكادت أن تبرم صفقة كبيرة عام 2019 من خلال شراكة مع شركة “ريلاينس إندستريز”، لكنها لم تكتمل وانتهت في عام 2021.
مودي لفت في مقابلة مع صحيفة “عرب نيوز” عند وصوله إلى جدة، إلى أن الطاقة لطالما كانت الركيزة الرئيسية في الشراكة الاقتصادية بين البلدين، مضيفاً أنه مع سعي الهند لكي تصبح دولة متقدمة، فإن “احتياجاتنا من الطاقة ستنمو، وستظل السعودية شريكاً وثيقاً في أمن الطاقة الهندي”. وأشار إلى أن البلدين يستكشفان فرص التعاون المشترك في مشاريع مصافي التكرير والبتروكيماويات.
وحتى في الطاقة النظيفة، بيّن مودي وجود مجال واسع للتعاون مع السعودية، بما يشمل سلاسل التوريد والاقتصاد الدائري وكفاءة الطاقة والهيدروجين الأخضر، كما أشار إلى أن البلدين يدرسان جدوى الربط الكهربائي بين الهند والسعودية والمنطقة عموماً، في إطار مبادرة الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا التي تم الإعلان عنها خلال قمة العشرين في نيودلهي عام 2023.