بلغ عجز الحساب الجاري لكندا أعلى مستوى له على الإطلاق في الربع الثاني من العام، مع انخفاض صادرات البلاد إلى الولايات المتحدة نتيجة الحرب التجارية.
وأفادت هيئة الإحصاء الكندية اليوم الخميس أن العجز ارتفع إلى 21.16 مليار دولار كندي (15.4 مليار دولار أميركي) في الربع الثاني. وهو الأكبر منذ أوائل الثمانينيات على الأقل، وأعمق بكثير من العجز البالغ 1.32 مليار دولار كندي المسجل في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، عندما استفاد المصدرون الكنديون من اتجاه الشركات الأميركية لبناء مخزوناتها من السلع قبل فرض الرسوم الجمركية.
ارتفع عجز الحساب الجاري قليلاً عن 19.3 مليار دولار كندي التي توقعها الاقتصاديون في استطلاع أجرته “بلومبرغ”، ورغم الفارق القليل إلا أنه لا يزال يعكس الاضطراب التجاري الكبير الذي أحدثته الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
تقلبات الرسوم الجمركية الأميركية تنعش مخازن كندا
وأعلنت الهيئة أن صادرات السلع الكندية انخفضت بنسبة 13% في الربع الثاني لتصل إلى مستويات عام 2021. وارتفع العجز التجاري الكندي في السلع إلى مستوى قياسي بلغ 19.6 مليار دولار كندي، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى انخفاض الشحنات إلى الولايات المتحدة، الشريك التجاري الأكبر للبلاد.
ضغوط على الدولار الكندي
الحساب الجاري هو مقياس شامل للمدفوعات والإيرادات الدولية، بما في ذلك تجارة السلع والخدمات ومصادر الدخل والاستثمارات الأخرى. وعادةً ما تدعم الفوائض الكبيرة العملات، بينما قد تتأثر سلباً بالعجز.
صرح بنيامين رايتزيس، خبير أسعار الفائدة واستراتيجيات الاقتصاد الكلي في بنك مونتريال: “لم يكن الأداء الكندي جيداً، ولكن من الواضح أنه كان بسبب الظروف الاستثنائية”. وأضاف: “يجب أن تتحول هذه التدفقات إلى إيجابية، وإلا فقد يواجه الدولار الكندي وضعاً صعباً”.
ارتفع الدولار الكندي بنحو 4.5% حتى الآن منذ بداية العام مقابل الدولار الأميركي، وكان يُتداول عند 1.377 دولار كندي مقابل العملة الخضراء في الساعة 10:03 صباحاً بتوقيت أوتاوا.
في الولايات المتحدة، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي المعدل حسب التضخم بمعدل سنوي قدره 3.3%، وفقاً لتقديرات منقحة من مكتب التحليل الاقتصادي اليوم الخميس.
ومن المرجح أن يكون انخفاض الصادرات قد تسبب في ركود اقتصاد كندا في الربع الثاني. ويتوقع الاقتصاديون الذين استطلعت “بلومبرغ” آراءهم انكماش الناتج المحلي الإجمالي بمعدل سنوي قدره 0.7% خلال تلك الفترة. وستصدر هيئة الإحصاء الكندية بيانات الناتج المحلي الإجمالي حسب الإنفاق والدخل يوم غدٍ الجمعة.
