الرسوم الجمركية تشعل أزمة بين إدارة ترمب و”أمازون”

ندد البيت الأبيض بالخطوة التي أقدمت عليها شركة “أمازون” لعرض كلفة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب على المنتجات، مما يمهد لصدام على أعلى المستويات بين الإدارة والسوق الإلكترونية الشهيرة.
قالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، للصحفيين يوم الثلاثاء: “هذا عمل عدائي وسياسي من قبل (أمازون)”، و”لماذا لم تقم الشركة بذلك عندما رفعت إدارة بايدن التضخم إلى أعلى مستوى له منذ 40 عاماً؟”.
وجاءت تعليقات ليفيت بعد أن ذكرت “بونشبول نيوز” (Punchbowl News) أن شركة التجارة الإلكترونية ستبدأ “قريباً” في عرض تكلفة الرسوم الجمركية الأميركية على المنتجات بجوار السعر الإجمالي المدرج. وقدم التقرير تفاصيل قليلة أخرى حول الخطة. ولم يستجب ممثلو “أمازون” فوراً لطلبات التعليق.
تراجع سعر سهم “أمازون” بنسبة 2.1% مع بدء التعاملات في نيويورك. ومن المقرر أن تُعلن الشركة عن أرباحها بعد إغلاق التداول يوم الخميس. وفقد سعر السهم أكثر من 20% من قمته القياسية التي سجلها في فبراير.
رسوم ترمب على الطرود الصغيرة
تستعد شركات مثل “أمازون” وشركة الأزياء السريعة الشهيرة “شي إن” (Shein) لتعريفات جمركية بنسبة 120% على العديد من منتجاتها بسبب قرار الحكومة الأميركية بإنهاء الإعفاء “الضئيل” للطرود الصغيرة من الصين وهونغ كونغ.
واستفاد المصدرون في السنوات الأخيرة من الإعفاء، الذي سمح للسلع التي تقل قيمتها عن 800 دولار بالدخول إلى الولايات المتحدة دون رسوم أو تعريفات جمركية.
علاقة دونالد ترمب بمؤسس “أمازون”
ليفيت قالت إنها تحدثت مع ترمب بشأن التقرير، ثم انتقدت امتثال “أمازون” لمطالب الرقابة التي فرضتها الحكومة الصينية.
ورفضت ليفيت الإجابة عندما سُئلت عما إذا كانت هذه الخطوة قد أثّرت سلباً على العلاقة بين الرئيس الأميركي ومؤسس “أمازون” جيف بيزوس، الذي سعى لكسب ود ترمب في الأشهر الأخيرة. وقد نشبت خلافات متكررة بين بيزوس وترمب خلال الولاية الأولى للرئيس حول ملكية الملياردير لصحيفة واشنطن بوست.
وقالت ليفيت “لن أتحدث عن علاقات الرئيس بجيف بيزوس”.
وزير الخزانة: إجراء “غير عادل”
وزير الخزانة سكوت بيسنت، الذي حضر المؤتمر الصحفي، قال إن أي تحرك لتسليط الضوء على التعريفات الجمركية يُعتبر غير عادلاً، خاصة في ظل عدم تفصيل كلفة السياسات التي نفذتها الإدارات الأخرى، بما في ذلك اللوائح.
وقال بيسنت “إن الضريبة الكبيرة المفروضة على المستهلكين، والتي تمر دون أن يلاحظها أحد، هي إلغاء القيود التنظيمية أو التنظيم، ونحن نعمل على إلغاء القيود التنظيمية وخفضها”، و”لذا، من وجهة نظر دخل الأسرة، نتوقع زيادات حقيقية في المشتريات التي شهدناها خلال الأيام المئة الأولى، ونتوقع أن تتسارع هذه الزيادة”.
أظهر استطلاع رأي أجرته شبكة “سي إن إن” هذا الأسبوع أن 59% من الجمهور يعتقدون أن سياسات ترمب أدت إلى تدهور الاقتصاد، بينما يعتقد ستة من كل عشرة أن جهوده أدت إلى زيادة تكلفة معيشتهم. ويعتقد ما يقرب من سبعة من كل عشرة مشاركين في الاستطلاع أن الركود الاقتصادي محتمل إلى حد ما في العام المقبل.