شهد متداولو الذهب جلسة متقلبة يوم الجمعة بعد أن تسبب عطل فني مبكراً في بورصة شيكاغو التجارية في اضطراب الأسواق، مُضيفةً متاعب جديدة بعد أسابيع قليلة من انتهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة.
استؤنف تداول العقود الآجلة الأميركية بعد ساعات من التوقف الذي أثر في الأسواق، بما في ذلك عقود الذهب الآجلة والخيارات في بورصة “كوميكس” (Comex)، التي تُستخدم غالباً للتحوط من تقلبات الأسعار في لندن. يؤدى توقف التداول المباشر أو التسعير لتلك العقود إلى صعوبة في التعاملات مع اتساع الفارق عن الأسعار الفورية في لندن، المركز العالمي الرئيسي للتداول.
تذبذبت أسعار الذهب الفوري بشكل حاد في وقت سابق من يوم الجمعة، كما شهدت السوق ارتفاعاً مؤقتاً في فروق أسعار العرض والطلب، قبل أن تُعيد بورصة شيكاغو التجارية عملياتها تدريجياً إلى طبيعتها. واستأنفت أيضاً العقود الآجلة للنحاس الأميركي التداول بعد أن تأثرت في وقت سابق بالتوقف نفسه.
جاء هذا العطل بعد أن واجه المتداولون تحدياً آخر مؤخراً تمثل في الإغلاق الحكومي الأميركي، الذي أثر في إصدار البيانات الاقتصادية التي يعتمد عليها المستثمرون لتقييم توقعات أسعار الفائدة الأميركية. ومع تأثر عقود “كوميكس”، قال بعض المتداولين إنهم لجأوا إلى الأساليب التقليدية عبر الاتصال بالوسطاء والتجار هاتفياً يوم الجمعة للتحوّط من تعرضهم للمخاطر.
طالع أيضاً: بورصة شيكاغو تستأنف معظم عملياتها بعد انقطاع استمر لساعات
تأثر سوق الذهب الفوري
قال أولي هانسن، استراتيجي في بنك “ساكسو بنك”: “سوق الذهب الفوري والعقود الآجلة ترتبط ببعضها البعض ارتباطاً وثيقاً؛ إذ يستخدم المتداولون العقود الآجلة لموازنة أو التحوّط من أنشطتهم في السوق الفورية، وعندما يتوقف هذا الجانب، تتأثر السوق الفورية أيضاً من خلال اتساع الفروق وتراجع النشاط، ولا يساعد في ذلك أن اليوم كان من المتوقع أن يكون هادئاً أصلاً مع عطلة نهاية الأسبوع الطويلة لعيد الشكر في الولايات المتحدة”.
في الأثناء، لا يزال الذهب مرتفعاً بنحو 3% هذا الأسبوع، ويتجه نحو تحقيق مكاسبه الشهرية الرابعة بعد أن بلغ مستوى قياسياً في أكتوبر.
وساعدت سلسلة تصريحات من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي إلى جانب صدور بيانات اقتصادية مؤجلة في دعم التوقعات بخفض تكاليف الاقتراض، ما يعود عادة بالفائدة على الذهب لكونه أصلاً لا يدرّ فائدة.
اقرأ المزيد: أسعار الذهب ترتفع وتتجه نحو تسجيل مكاسب شهرية للمرة الرابعة
الذهب نحو أفضل أداء سنوي منذ 1979
استوعب المتداولون كل الإشارات المتاحة بشأن قرار الفائدة الأميركي المقبل. ومن المتوقع أن يكون يوم الجمعة محدود الأخبار، دون صدور أي بيانات اقتصادية في الولايات المتحدة أو خطابات لمسؤولي الاحتياطي الفيدرالي قبل فترة الصمت الإعلامي التي تسبق اجتماع ديسمبر المرتقب. وبعد الإغلاق الحكومي الأخير، لن تُصدر بعض الإحصاءات على الإطلاق، ما يزيد صعوبة تقييم وضع أكبر اقتصاد في العالم على الفيدرالي والمستثمرين.
يتجه الذهب نحو أفضل أداء سنوي له منذ عام 1979، مدعوماً بمشتريات قوية من البنوك المركزية وتدفقات كبيرة إلى صناديق المؤشرات المتداولة، ما دفع المعدن إلى مستوى قياسي تجاوز 4,380 دولاراً للأونصة الشهر الماضي. وقد كثّف المستثمرون توجههم نحو الأصول البديلة في ظل تراجع الإقبال على السندات الحكومية والعملات.
ارتفع سعر الذهب بنسبة 0.7% إلى 4,188.37 دولار للأونصة بحلول الساعة 2:08 بعد الظهر في لندن، فيما استقر مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري. وصعد البلاتين بنسبة 2%، والبلاديوم بنسبة 0.7% مع تذبذبهما بفعل ضعف السيولة. وسجلت الفضة الفورية مستوى قياسياً جديداً بدعم من استمرار شح الإمدادات. وارتفعت عقود النحاس في “كوميكس” بنسبة 1.1%.
