الدولار يصعد مع تعزيز توترات الشرق الأوسط لمخاطر التضخم

ارتفع الدولار إلى أعلى مستوياته في نحو شهر، بعدما أثارت الضربات الأميركية على إيران طلباً على العملة بوصفها ملاذ آمن، وسلّطت الضوء على المخاطر المرتبطة بارتفاع أسعار النفط.
صعد مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري بنسبة 0.6% ليصل إلى مستويات لم تُسجَّل منذ 30 مايو، في ظل مخاوف المستثمرين من أن ارتفاع أسعار النفط قد يُغذي التضخم ويحول دون خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة. وقفز الدولار بأكثر من 1% مقابل الين، مواصلاً مكاسبه خلال جلسة لندن بعد ورود تقارير عن شن إسرائيل هجوماً جديداً على منشأة نووية إيرانية رئيسية.
كتب لي هاردمان، كبير استراتيجيي العملات لدى بنك “إم يو إف جي” (MUFG)، في مذكرة بحثية: “مستوى عدم اليقين الجيوسياسي المرتفع والمخاطر المرتبطة بحدوث صدمة جديدة في أسعار الطاقة يوفران دعماً إضافياً للدولار الأميركي على المدى القريب، إلى جانب تردد الفيدرالي في استئناف خفض الفائدة”.
دعم التصعيد السريع للصراع في الشرق الأوسط الدولار، الذي ارتد من أدنى مستوى له في ثلاث سنوات الأسبوع الماضي، مسجلاً أقوى أداء أسبوعي له منذ أواخر فبراير.
كما تشير الدلائل في سوق الخيارات إلى أن العملة لا يزال أمامها مجال لتحقيق مكاسب أكبر على المدى القريب، إذ يُظهر الارتفاع في عقود عكس المخاطر لأجل شهر أعلى مستوى من التفاؤل تجاه العملة منذ أوائل أبريل.
الدولار يستأنف دوره كملاذ آمن
قالت جاين فولي، رئيسة استراتيجية العملات في “رابوبنك” (Rabobank): “استأنف الدولار دوره من خلال جذب الطلب كملاذ آمن”.
وأضافت: “هذا يتناقض مع سلوكه خلال معظم فترات العام الجاري إذ فشل في الارتفاع بسبب المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي تقوده الرسوم الأميركية”.
يراقب المستثمرون أي مؤشرات على احتمال رد إيران على الضربات الإسرائيلية والأميركية بمحاولة تعطيل حركة الشحن في مضيق هرمز، الذي يُعد ممراً رئيسياً للنفط والغاز الطبيعي. ورغم أن رد فعل أسواق الأسهم العالمية كان محدوداً، فقد بلغ خام برنت بلغ أعلى مستوى له في خمسة أشهر يوم الإثنين.
قد يُغذي ارتفاع أسعار النفط التضخم ويجعل الفيدرالي متردداً في خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة، في وقت يسعى فيه لتجنب الركود التضخمي؛ أي ارتفاع الأسعار الذي يصاحبه تباطؤ في النمو الاقتصادي.
تقليص توقعات خفض الفائدة الأميركية
أثَّر هذا الخطر على سندات الخزانة الأميركية التي تراجعت يوم الإثنين، مما دفع عائد السندات لأجل 10 سنوات للارتفاع بنحو 3 نقاط أساس ليصل إلى 4.40%.
في غضون ذلك، قلص المتداولون توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة الأميركية، إذ باتوا يُسعرون احتمال أن يُقدِم الاحتياطي الفيدرالي على تخفيضات إضافية بمقدار 48 نقطة أساس بحلول نهاية العام، مقارنةً بنحو 50 نقطة أساس كانت متوقعة أواخر الأسبوع الماضي.
قال غريغور هيرت، رئيس الاستثمار في الأصول المتعددة لدى “أليانز غلوبال إنفستورز” (AllianzGI): “قد يُعقّد الصراع المطول والضغوط التضخمية موقف السياسة النقدية لدى الفيدرالي، حتى وإن كان الدولار قد ارتفع مبدئياً بعد الهجوم”.
وأوضح هيرت: “على المدى المتوسط، قد تُثقل المخاوف الهيكلية – مثل العجز المزدوج في الولايات المتحدة وتراجع مصداقية الدولار كملاذ آمن – أداء العملة”.