الدولار الأميركي يلتقط أنفاسه بعد الرسوم على الإلكترونيات

شهد الدولار الأميركي انتعاشاً طفيفاً من موجة التراجع الأخيرة، بعدما علّقت الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الشائعة. إلا أن هذا الانتعاش ظلّ محدوداً في ظل تقليل الرئيس الأميركي دونالد ترمب من شأن الاستثناء الذي منحه لقطاع التكنولوجيا.
وسجل الدولار ارتفاعاً بنسبة وصلت إلى 1% مقابل الفرنك السويسري في التعاملات المبكرة يوم الإثنين، كما صعد بأكثر من 0.5% مقابل الين واليورو. وساعد هذا الارتفاع العملة الأميركية على تعويض جزء من خسارة الأسبوع الماضي البالغة 2.4%، والتي جاءت نتيجة تصاعد التوترات التجارية مع الصين، وتزايد المخاوف بشأن نمو الاقتصاد العالمي.
الأداء الأقوى للدولار جاء بعد خطوة الإدارة الأميركية نهاية الأسبوع بتعليق الرسوم الجمركية على سلع تتراوح من الهواتف الذكية إلى أجهزة الحاسوب المحمول ورقائق الذاكرة. وقد عزّز ذلك بعض الآمال بإمكانية أن يُظهر الرئيس مرونة في تنفيذ حربه التجارية.
ترمب يؤكد استمرار الرسوم على القطاع التقني
لكن هذا الارتياح قد يكون مؤقتاً، إذ أن ترمب تعهّد رغم ذلك بفرض رسوم استيراد محددة على قطاع الإلكترونيات الاستهلاكية، وبدء تحقيق في رقائق المعالجات لأسباب تتعلق بالأمن القومي. وقال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي مع بدء التداول في آسيا: “لن يفلت أحد من العقاب”.
وكان مؤشر الدولار قد تراجع الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى له منذ أكتوبر، فيما بات الدعم الفني لاتجاهه الصاعد طويل الأجل مهدداً مع استمرار الزخم السلبي.
وقال داين سيكوف، كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي والعملات في شركة “سبيربنك 1 ماركتس” في أوسلو: “لكي يتمكن الدولار الأميركي من تحقيق انتعاش مستدام، لا بد من التوصل إلى تسوية سريعة للحرب التجارية قبل أن تلحق أضرار طويلة الأمد بالاقتصاد الأميركي”.
وأضاف: “من المرجّح أن يواصل الدولار الأميركي التراجع خلال الأشهر المقبلة مع بدء انعكاس تأثير رسوم ترمب في البيانات الاقتصادية الصلبة، مثل الاستهلاك، والتضخم، وأرقام سوق العمل”.