اخر الاخبار

الجميع يراقب ترمب: دليل قادة مجموعة الدول السبع في “جبال روكي”

يتوجه قادة مجموعة الدول السبع إلى منتجع جبلي في جبال روكي الكندية نهاية هذا الأسبوع، في أول اجتماع لهم منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

عندما استضافت كندا قمة مجموعة السبع آخر مرة في عام 2018، فجر ترمب البيان الختامي بعد مغادرته على متن طائرة “إير فورس وان”، ووصف رئيس الوزراء الكندي السابق جاستن ترودو بأنه “غير نزيه وضعيف للغاية”. أما هذا العام، فإن الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية يهدد بتقويض الخطط المُعدة مسبقاً لإحراز تقدم في ملفات التجارة والأمن.

رئيس الوزراء مارك كارني يستضيف هذا الاجتماع المتنوع الذي سيشهد حضور عدد من الضيوف رفيعي المستوى، من بينهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي ورئيسة المكسيك كلوديا شينباوم. كما قد يشكل رئيس وزراء أستراليا، أنتوني ألبانيزي، نقطة خلاف جديدة، نظراً للضغوط التي يواجهها في ظل تفكير ترمب في إلغاء صفقة غواصات محورية.

نستعرض فيما يلي نظرة تفصيلية على ما يريده أبرز القادة في القمة:

دونالد ترمب (الولايات المتحدة الأميركية)

ما يريده:

يأتي ترمب والوفد الأميركي إلى القمة لتأكيد رسالتهم “أميركا أولاً”، وفيما يختلف هذا عن نهجه خلال فترته الرئاسية الأولى، يؤكد المسؤولون أنه لا يهتم بما يفكر فيه القادة الآخرون. ويضع ترمب في مقدمة أولوياته عقد صفقات تجارية ثنائية على هامش القمة، لتكون بمثابة دليل على تشكل سياسته التجارية والاقتصادية القائمة على الرسوم الجمركية.

ما يسعى لتجنبه:
ما زال ترمب على خلاف مع القادة الأوروبيين بشأن غزو روسيا لأوكرانيا، ولن يرحب بأي محاولة لتسليط الضوء على تجاهل إسرائيل لنداءاته بعدم مهاجمة إيران. سيحاول منع هذه القضايا من التأثير على أولويته الأساسية وهي إعادة التفاوض على الاتفاقات التجارية مع كبار شركاء أميركا التجاريين.

ترمب يخطط لتحديد نسبة الرسوم المتبادلة على الشركاء خلال أسبوعين.. تفاصيل أكثر هنا

ما يخشاه فعلياً:
رغم تأكيد المسؤولين في الإدارة على أنهم لا يخسرون شيئاً إذا واجهوا رفضاً أوروبياً لإعادة تشكيل العلاقة عبر الأطلسي، إلا أن التوترات تتزايد مع نظرائه، ويكمن الخطر في احتمال تقارب كارني ورئيس وزراء اليابان شينغرو إيشيبا مع الأوروبيين لتشكيل تكتل موحد يعارض أجندته. مثل هذا السيناريو قد يصعّد الحرب التجارية التي أطلقتها واشنطن، ما سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأسواق المالية والاقتصاد الأميركي.

المفاجأة المحتملة:
رغم الخلافات حول حرب أوكرانيا، فإن ترمب لمح أحياناً إلى استعداده لفرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا، وهو ما قد يدفع الأوروبيين لمحاولة استغلاله.

مارك كارني (كندا)

ما يريده:
يمثل هذا الاجتماع الظهور الكبير الأول لكارني منذ توليه المنصب في مارس الماضي. وبعد أن أدار مصرفين مركزيين من مجموعة السبع، يسعى الآن لإثبات نفسه كلاعب مؤثر بطريقة جادة بين القادة. رفع بشكل كبير ميزانية الدفاع الكندية، ويؤسس حالياً لاتفاق محتمل مع ترمب لخفض الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم والسيارات الكندية. كما يطمح لبناء تحالفات أقوى مع دول أخرى في القمة لتقليل اعتماد كندا على الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد: كارني: كندا ليست للبيع.. وترمب: “لا تقل أبداً”

ما يسعى لتجنبه:
فاز كارني بالانتخابات بعد أن اتهم ترمب بخيانة كندا. إلا أنه تبنى لهجة أكثر تصالحية بعد توليه المنصب. ومع أنه مضيف القمة، عليه أن يوازن بين المصالح؛ إذ لن يتقبل الكنديون مشهد رئيس وزرائهم وهو يظهر وداً مفرطاً مع رئيس أميركي سبق أن هدد بضم بلادهم.

ما يخشاه فعلياً:
تكرار سيناريو الفوضى الذي حدث في قمة 2018. ويُعد نجاح القمة بالنسبة لكارني، مجرد تفادي حدوث انفجار كبير بين القادة.

المفاجأة المحتملة:
ناريندرا مودي. وجّه كارني دعوة لرئيس الوزراء الهندي رغم الخلاف المستمر مع نيودلهي حول مقتل ناشط سيخي. ويُعرف عن مودي أنه لا يفضل البقاء في الظل خلال القمم، وعلى كارني أن يتعامل معه بحذر علناً، خاصة وأن حكومته متهمة بدعم اغتيال مواطن كندي.

شينغرو إيشيبا (اليابان)

ما يريده:
يسعى إيشيبا، وهو أحد القادة الجدد، وقد يعقد صفقة تجارية مع ترمب على هامش القمة، وهو إنجاز سيكون له أثر كبير قبل الانتخابات المقبلة الشهر القادم. تحاول طوكيو إقناع واشنطن بإلغاء الرسوم الجمركية المفروضة على صادرات اليابان، إلا أن المفاوضات تعثرت في الأسابيع الأخيرة.

اقرأ أيضاً: اليابان تسابق الزمن لإبرام اتفاق تجاري مع أميركا قبل قمة “G7”

ما يسعى لتجنبه:
يواجه إيشيبا ضغوطاً على جبهات عدة. مع اقتراب انتخابات مجلس الشيوخ، وتصاعد الغضب الشعبي بسبب التضخم، يخشى من أي نزاع قد يضر بالاقتصاد الياباني.

ما يخشاه فعلياً:
أن يتجاهله ترمب. فعدم حصوله على اللقاء الثنائي الذي وعده به الرئيس الأميركي سيظهره بمظهر الضعيف أمام الناخبين اليابانيين. كما أن إيشيبا لا يزال في ظل سلفه شينزو آبي، الذي بنى علاقة قوية مع ترمب خلال رئاسته الأولى ونجح في توقيع اتفاق تجاري تضمن إعفاء اليابان من رسوم السيارات الإضافية.

المفاجأة المحتملة:
إيشيبا لا يملك خبرة كبيرة على الساحة الدولية، وقد تعرض لانتقادات خلال قمة مجموعة العشرين العام الماضي بسبب صعوبة اندماجه مع القادة الآخرين. لذا ستكون لغة جسده وطريقة تفاعله تحت مراقبة شديدة.

فريدريش ميرتس – ألمانيا

ما الذي يريده: بعد اجتيازه الاجتماع في المكتب البيضاوي مع ترمب هذا الشهر، يستعد المستشار الجديد لأول ظهور له على الساحة العالمية. وبوجود ما يصل إلى تريليون يورو مخصصة لإنعاش الاقتصاد وتعزيز قدرات الجيش، يريد ميرتس أن يثبت أن ألمانيا عادت بقوة.

ما الذي يريد تجنبه: يحمل ميرتس ضغينة عمرها 20 عاماً ضد المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، التي واجهت ترمب بشجاعة عندما عُقدت قمة مجموعة السبع في كندا آخر مرة. وهو شديد الحساسية تجاه أي موقف قد يجعله يبدو أضعف أو أقل خبرة من ميركل، التي كانت قد شاركت في 16 قمة من قمم المجموعة.

ما الذي يخشاه فعلاً: بالنسبة لميرتس والأوروبيين، فإن الموعد الأهم مع ترمب سيكون في وقت لاحق من هذا الشهر خلال قمة “الناتو”، حيث يُفترض، نظرياً، أن تعيد الولايات المتحدة تأكيد التزامها بالدفاع عن حلفائها إذا تعرضوا لهجوم. أي إشارة إلى أن ترمب قد لا يفعل ذلك ستدق ناقوس الخطر في برلين وفي سائر أنحاء القارة.

المفاجأة المحتملة: بعد زيارته للبيت الأبيض في 5 يونيو، يرى ميرتس نفسه الزعيم الأوروبي الذي يملك أفضل قناة اتصال مع ترمب. لكن إيمانويل ماكرون يتحدث بانتظام مع الرئيس الأميركي، ولدى جورجا ميلوني علاقة خاصة به أيضاً. لذا، قد يكتشف ميرتس أنه ليس بالضرورة أن يكون أول من في الطابور.

إيمانويل ماكرون – فرنسا

ما الذي يريده: مع بقاء عامين فقط على انتهاء ولايته الأخيرة، وتصاعد الدعم لمنافسيه السياسيين في الداخل، يسعى الرئيس الفرنسي إلى ترسيخ إرثه في السياسة الخارجية. وهو يأمل في أن يتمكن أخيراً من إقناع ترمب بأن الولايات المتحدة تُخدع من قبل فلاديمير بوتين، وأن يدفع واشنطن إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا. كما يسعى لإقناع بعض القادة بحضور مؤتمره في نيويورك حول حقوق الفلسطينيين بعد نهاية القمة، رغم أن الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران قد يجعل من المؤتمر حدثاً جانبياً.

ما الذي يريد تجنبه: جزء كبير من سياسة ماكرون الخارجية يركز على الحيلولة دون تهميش الاتحاد الأوروبي في القضايا الكبرى، لا سيما مستقبل أوكرانيا. كما أنه يسعى للاستفادة من علاقته الطويلة بترمب رغم التوترات التي شابتها في بداياتها، لذلك يأمل في تجنب أي خلافات علنية محرجة. إحدى النقاط الحساسة المحتملة هي غرينلاند، الإقليم الدنماركي الذي كان ترمب يطمح إلى شرائه، لا سيما أن ماكرون زار غرينلاند قبل وصوله إلى كندا.

ما الذي يخشاه فعلاً: الاقتصاد الفرنسي في حالة هشة، والشركات الفرنسية الكبرى تحقق مليارات الدولارات من السوق الأميركية، ولذلك فإن ماكرون حريص جداً على تجنب نشوب حرب تجارية شاملة مع الولايات المتحدة.

المفاجأة المحتملة: يجري ماكرون وترمب مكالمات هاتفية عدة مرات في الأسبوع. الآن، ستكون هناك فرصة لرؤية كيف ستنعكس هذه العلاقة في العلن في ظل تنافس القادة على جذب انتباه الرئيس الأميركي.

كير ستارمر – المملكة المتحدة

ما الذي يريده: يسعى رئيس الوزراء البريطاني إلى الحصول على تعهدات راسخة بشأن دعم أوكرانيا، ولهجة متشددة في إدانة روسيا، وربما عقوبات إضافية، مع تجنب أي خلاف مع ترمب قبل قمة “الناتو” الحاسمة في وقت لاحق من هذا الشهر. هذه واحدة من المهام التي يحبها رئيس الوزراء البالغ من العمر 62 عاماً، لذا فإنه يأمل أيضاً في الاستمتاع بالحدث، وإظهار أن بريطانيا عادت إلى الساحة الدولية بعد الأداء المرتبك لريشي سوناك العام الماضي في إيطاليا.

ما الذي يريد تجنبه: لا يريد ستارمر أي أمر قد يعرقل اتفاق التجارة بين المملكة المتحدة وأميركا، والذي لم يُطبق بعد. يسعى لتسريع دخوله حيز التنفيذ حتى لا تتعرض المملكة المتحدة لخطر الوقوع ضحية للتهديدات المستقبلية بالرسوم الجمركية. كما يريد تجنب أي نزاعات بين ترمب وكارني، والتي قد تنخرط فيها بريطانيا بحكم عضوية كندا في الكومنولث البريطاني.

ما الذي يخشاه فعلاً: أن يجد نفسه متورطاً في “مسرح الجريمة”. فإذا أقدم ترمب على تصرف مروع، سيكون أمام ستارمر خياران أحلاهما مُرّ: أن يدلي بتصريح ويخاطر بالانتقام من البيت الأبيض، أو أن يلتزم الصمت ويبدو ضعيفاً أمام الرأي العام المحلي. كما أن الصحافة البريطانية ستطالبه بالتعليق على كل ما يفعله ترمب.

المفاجأة المحتملة: تراجعت شعبية ستارمر منذ فوزه الساحق قبل نحو عام. نايجل فراج، الصديق المقرب من ترمب والمعجب به، يتصدر الآن استطلاعات الرأي، وهذه نقطة ضعف قد يستغلها ترمب.

جورجا ميلوني – إيطاليا

ما الذي تريده: تسعى رئيسة الوزراء الإيطالية إلى أن تمر عليها قمة “بانف” مرور الكرام دون أن يلحقها الضرر. فهي ترتبط بعلاقة جيدة مع ترمب، وكذلك مع نظرائها الأوروبيين، ولا تحمل أي أهداف سياسية كبرى لهذا الاجتماع. ومع الوضع الداخلي الحساس بعض الشيء، يتمثل هدفها الرئيسي في تجنب أي اضطرابات قد تزعزع التوازن.

ما الذي تريد تجنبه: أسوأ سيناريو بالنسبة لها هو نشوب مواجهة بين ترمب والقادة الأوروبيين، ما قد يرغمها على اتخاذ موقف منحاز لطرف على حساب آخر.

ما الذي تخشاه فعلاً: في هذا الإطار، تُعد الرسوم الجمركية أكبر هواجسها، لأنها قد تُعرض الاقتصاد الإيطالي للخطر وتعيد تركيز الاهتمام على أوضاع المالية العامة المتعثرة في البلاد.

المفاجأة المحتملة: في الداخل، يراقب شركاؤها في الائتلاف ومنافسوها، خاصة حزب “الرابطة”، أي هفوة ترتكبها للاستفادة منها سياسياً.

أورسولا فون دير لاين وأنطونيو كوستا – الاتحاد الأوروبي

ما الذي يريدانه: يركز ممثلا الاتحاد الأوروبي الرئيسيان على ملفي أوكرانيا والتجارة. فهما يريدان إقناع ترمب بالتخلي عن معارضته لخطتهما بخفض سقف أسعار النفط الروسي، كما يسعيان للحصول على أقوى دعم ممكن لاستقلال أوكرانيا ومساعداتها العسكرية، بالإضافة إلى توضيح الرؤية في ملفات التجارة العالمية.

ما الذي يريدان تجنبه: أي مفاجآت أو تغييرات مفاجئة من جانب ترمب أو مستشاريه التجاريين يمكن أن تعرقل مفاوضاتهم بشأن الرسوم الجمركية.

ما الذي يخشيانه فعلاً: حدوث أزمة كبرى قبل قمة الناتو. سيظل القادة الأوروبيون يتحرّكون بحذر بالغ حتى يحصلوا على تأكيد واضح من ترمب بشأن التزامه بالدفاع عن حلفاء الحلف.

المفاجأة المحتملة: هل سيتمكن المسؤولان البارزان في الاتحاد الأوروبي أخيراً من عقد اجتماع منظم حقيقي مع ترمب؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *