اخر الاخبار

التوتر بين إسرائيل وإيران يضع أسواق المنطقة أمام اختبار جديد

يلقي التصعيد المتزايد في النزاع بين إسرائيل وإيران، بحالة من عدم اليقين على أسواق الأسهم في الشرق الأوسط، ما يضع منطقة كانت صامدة حتى الآن هذا العام أمام اختبار حقيقي.

رغم عدم تأجيل أو سحب أي طرح أولي رسمياً حتى الآن، إلا أن المخاطر المرتبطة بتقلبات التداول في الصفقات الجديدة باتت أعلى. ولا تزال آثار نزاع طويل الأمد على نافذة الطروحات المقبلة المقررة بعد انتهاء العطلة الصيفية، غير واضحة.

وقال أكبر خان، الرئيس التنفيذي بالوكالة لشركة “الريان للاستثمار” في الدوحة: “من غير المرجح أن تمضي الطروحات الأولية الحكومية الكبرى قدماً في المدى القصير، بسبب تصاعد حالة عدم اليقين في المنطقة”. لكنه أضاف أن “الطروحات الأولية الصغيرة ذات التركيز المحلي لا يُفترض أن تتأثر بشكل كبير”.

قد يؤدي التوتر الجيوسياسي إلى أكثر تقلباً لأول يوم تداول لشركة “طيران ناس” السعودية منخفضة التكلفة، المتوقع في الأسابيع المقبلة. وتعد هذه العملية أكبر طرح أولي في الشرق الأوسط حتى الآن هذا العام، وستكون اختباراً حقيقياً لأسواق الأسهم في المنطقة وسط حالة الغموض الراهنة. وقد جذبت العملية طلبات اكتتاب تفوق 100 مليار دولار، ما يعكس إقبالاً قوياً من المؤسسات الاستثمارية.

شهد الشرق الأوسط نشاطاً جيداً في أسواق المال هذا العام، متجاوزاً تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية بوتيرة أسرع من مناطق أخرى.

وقال هيتيش أساربوتا، الرئيس التنفيذي لشركة “الإمارات دبي الوطني كابيتال” إن البنك، الذي يتخذ في دبي مقراً له، لا يملك طروحات أولية مقررة حتى سبتمبر، وإن جدول الطروحات لما بعد الصيف لم يتأثر. وأضاف: “ما زال شعور المستثمرين يميل إلى التفاؤل الحذر، والأسواق الإقليمية تبدو وكأنها تستقر”.

بعض الطروحات ماضية قدماً

اندلع النزاع في وقت كانت شركات عدة في السعودية تمضي قدماً في خطط طروحاتها الأولية.

تستعد شركة “المتخصصة الطبية” لإنهاء مرحلة الاكتتاب للأفراد في طرحها الأولي البالغة قيمته 500 مليون دولار هذا الأسبوع، بينما من المرتقب أن تعلن شركة تشغيل صالات الألعاب الرياضية “سبورتس كلوب” عن النطاق السعري لطرحها في 22 يونيو. كما حصلت كلّ من “دار الماجد للتطوير العقاري”، و”ماركتينغ هوم غروب”، وشركة التكنولوجيا “إجادة سيستمز” على موافقات تنظيمية للإدراج في السوق.

ومع استمرار التصعيد بين إسرائيل وإيران من دون مؤشرات على التراجع، تزداد المخاوف من احتمال تحوّله إلى نزاع طويل الأمد. ومع ذلك، فقد أثبتت أسواق الأسهم في الشرق الأوسط مرونة ملحوظة في وجه موجات التوترات خلال السنوات الماضية.

وكتب المحللان ديفيد أزركوف وإنغا كيو غاليني من “جيه بي مورغان تشيس” في مذكرة للعملاء يوم الجمعة، اطّلعت عليها “بلومبرغ”: “تُظهر التجربة الحديثة لأسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن الأسواق تدرك سريعاً أن موجات القتال لا تؤثر على المسار الاقتصادي وأرباح الشركات على المدى المتوسط إلى الطويل”.

مع ذلك، أشار المحللان إلى أن احتمال استمرار العنف العسكري لأسابيع، لا أيام، هو أكبر هذه المرة، وأن مخاطر التصعيد الأوسع نطاقاً تبدو أعلى.

ورغم أن التوترات الجيوسياسية أدت إلى تقلبات في أسواق الأسهم، إلا أنها قد تقدم في المقابل دعماً لاقتصادات الخليج بفضل ارتفاع أسعار النفط.

تعافى خام “برنت” إلى نحو 75 دولاراً للبرميل، وهو مستوى يُعتبر ملائماً لاقتصادات الدول الخليجية المصدرة للنفط، بعد أن كان قد تراجع في وقت سابق هذا العام نتيجة توقعات بزيادة إمدادات “أوبك+”.

وقال أكبر خان من “الريان للاستثمار”: “في الأيام والأسابيع المقبلة، ستكون أي أخبار تتعلق بصدمة مستدامة في إمدادات النفط بالغة الأهمية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *