استقر مقياس التضخم الرئيسي في اليابان عند 3% للشهر الثاني على التوالي، في إشارة إلى استمرار الضغوط السعرية، وذلك وسط توقعات واسعة بأن يقوم بنك اليابان برفع تكاليف الاقتراض للمرة الأولى منذ يناير.
وارتفعت أسعار المستهلكين باستثناء الأغذية الطازجة بنسبة 3% على أساس سنوي في نوفمبر، مع بقاء وتيرة الارتفاع من دون تغيير مقارنة بالشهر السابق، بحسب ما أعلنت وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات يوم الجمعة. وجاءت القراءة متوافقة مع التقدير الوسيط لآراء الاقتصاديين.
أما المؤشر العام فطابق توقعات المحللين عند 2.9%، في حين ارتفع المؤشر الأعمق الذي يستبعد الطاقة بنسبة 3%، مسجلاً تباطؤاً طفيفاً مقارنة بالشهر السابق.
بنك اليابان يتحضر لرفع الفائدة
جاءت البيانات قبل ساعات من الموعد المتوقع لأن يرفع البنك المركزي سعر الفائدة المرجعي إلى 0.75%، وهو أعلى مستوى في 30 عاماً، وفقاً لتوقعات جميع الاقتصاديين الخمسين الذين شملهم استطلاع “بلومبرغ”.
ومن المرجح أن تُبقي أرقام يوم الجمعة المستثمرين مركزين على وتيرة أي زيادات لاحقة في أسعار الفائدة خلال 2026، في وقت يواصل فيه البنك المركزي دفع السياسة النقدية تدريجياً نحو مستويات محايدة.
وبذلك، يكون مقياس التضخم الأساسي قد بقي عند أو فوق هدف بنك اليابان البالغ 2% لمدة 44 شهراً متتالياً. ودعمت مكاسب الأسعار الإجمالية ارتفاع أسعار الطاقة، التي تسارعت بعد تقليص دعم فواتير المرافق.
ضغوط الأسعار والبعد السياسي
تمثل المكاسب المستمرة في الأسعار مصدر قلق لرئيسة الوزراء ساناي تاكايشي. فقد تكبد حزبها الحاكم، “الحزب الديمقراطي الليبرالي”، انتكاسات في انتخابات وطنية قبل توليها رئاسة الوزراء، في ظل حالة من الاستياء المتصاعد بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة.
ولمعالجة الوضع، أعدت تاكايشي حزمة من إجراءات تخفيف الأسعار تشمل دعم الكهرباء خلال فصل الشتاء ومساعدات نقدية لمرة واحدة للأطفال، ضمن حزمها الاقتصادية.
ومن المتوقع أن يصل عدد الزيادات السعرية التي تنفذها كبرى شركات الأغذية في اليابان إلى 20609 زيادات هذا العام، بارتفاع قدره 64.6% مقارنة بالعام السابق، بحسب ما أفاد به “تيكوكو داتابنك” الشهر الماضي.
وقال تارو كيموار من “بلومبرغ إيكونوميكس” إنه “مع بقاء مقاييس التضخم الأساسية قرب 3%، أي فوق هدف بنك اليابان البالغ 2%، فإن هذه القراءة من شأنها أن تعزز ثقة البنك بأن نمو الأسعار مستمر بما يكفي لتبرير رفع سعر الفائدة الأساسي إلى 0.75% من 0.5%، على الأرجح في وقت لاحق اليوم”.
التدقيق في تعليقات أويدا
ستركز السوق لاحقاً يوم الجمعة على تعليقات محافظ بنك اليابان كازو أويدا، عندما يتحدث في مؤتمر صحفي عقب قرار السياسة النقدية. ومن المرجح أن يبدأ عند الساعة 3:30 بعد الظهر في طوكيو. وأي تصريحات تشير إلى القلق بشأن تماسك التضخم قد تسلط الضوء على سرعة مواصلة البنك رفع أسعار الفائدة العام المقبل.
اقرأ أيضاً: بنك اليابان يرى أن أسعار الفائدة مرشحة لتجاوز 0.75% في دورة التشديد النقدي
وقد يسعى أويدا إلى طمأنة الأسر بأن مكاسب الأسعار ستتراجع. وفي أحدث تقرير للتوقعات أصدره البنك في أكتوبر، توقع بنك اليابان أن تنخفض مقاييس التضخم الرئيسية إلى ما دون 2% خلال النصف الأول من السنة المالية التي تبدأ في أبريل، مع ترجيح تراجع تضخم الغذاء.
وحتى الآن، أشارت شركات الأغذية والمشروبات إلى خطط لرفع أسعار 1050 منتجاً العام المقبل. وفي الفترة نفسها قبل عام، كانت الشركات تتوقع زيادات أسعار لنحو 4400 منتج في 2025، وفقاً لبيانات “تيكوكو داتابنك”.
