ارتفع معدل التضخم في ألمانيا بشكل غير متوقع إلى أعلى مستوى له في 9 أشهر، في تذكير -قبل الاجتماع الأخير للبنك المركزي الأوروبي العام الجاري- بأن مخاطر استقرار الأسعار ما زالت قائمة.
سجل معدل التضخم 2.6% في نوفمبر الحالي، ارتفاعاً من 2.3% خلال الشهر الماضي، وفقاً لبيانات مكتب الإحصاءات. توقع خبراء اقتصاد استطلعت “بلومبرغ” آراءهم زيادة أقل تصل إلى 2.4%.
التضخم في منطقة اليورو
يختتم هذا التقرير تحديثات التضخم الصادرة اليوم عن أكبر 4 اقتصادات في منطقة اليورو، وسيساعد في إرشاد المسؤولين أثناء استعدادهم لاجتماع تحديد أسعار الفائدة بعد 3 أسابيع. جاءت الضغوط السعرية أضعف من المتوقع في فرنسا وإيطاليا وأقوى في إسبانيا بينما يتوقع خبراء الاقتصاد أن يسجل معدل التضخم في منطقة اليورو التي تضم 20 دولة -المقرر صدوره الثلاثاء المقبل- قراءة قريبة من 2%.
أشار صانعو السياسات النقدية مؤخراً إلى أنهم مرتاحون للتوقعات الحالية ولا يميلون إلى تعديل تكاليف الاقتراض في الوقت الراهن. قال كبير خبراء الاقتصاد في البنك المركزي الأوروبي فيليب لين أمس الأول إنه وزملاءه واثقون بأن تباطؤ نمو الأجور سيساعدهم في تحقيق استقرار التضخم عند مستواه المستهدف بشكل مستدام.
اقرأ المزيد: توقعات بعودة أكبر اقتصاد في أوروبا إلى النمو في العام الجاري
لكن تبقى المخاوف قائمة. ما تزال تكاليف الخدمات والغذاء ترتفع بسرعة، كما أظهر مسح للبنك المركزي الأوروبي نُشر اليوم أن توقعات المستهلكين للتضخم خلال 12 شهراً ارتفعت إلى 2.8% في أكتوبر الماضي من 2.7% في الشهر السابق. ظلت التوقعات دون تغيير، وإن كانت أعلى من هدف البنك، لآفاق الثلاثة والخمسة أعوام المقبلة.
أسعار الوقود وباقات العطلات
من المرجح أن يكون ارتفاع التضخم في ألمانيا هذا الشهر ناجماً عن ارتفاع أسعار وقود السيارات وأسعار باقات قضاء العطلات، وفقاً لما قاله مارتن أدمر من “بلومبرغ إيكونوميكس”، الذي أضاف أن أسعار الغذاء ربما أسهمت قليلاً في كبح زيادة التضخم.
ومع ذلك، جادل أدمر قبل صدور البيانات بأن “الاتجاه الأوسع يشير إلى مسار مستقر لتراجع التضخم”. وتوقع أن يبلغ متوسط معدل التضخم في ألمانيا 2.3% في 2025 وأن يظل دون 2% خلال العام المقبل.
