البورصة السعودية في طريقها لخسارة أسبوعية ثالثة

تتجه سوق الأسهم السعودية لتسجيل خسارة أسبوعية للمرة الثالثة على التوالي وإن كان نزيف النقاط قد تباطأ بشكل ملحوظ على مدى الجلستين الماضيتين، مع استمرار انتظار السوق لمحفزات تعيدها للمسار الإيجابي.
أنهى المؤشر “تاسي” تداولات الأربعاء على انخفاض طفيف بنسبة 0.1% مسجلاً 11704 نقاط، لتبلغ خسائره نحو 1% منذ بداية الأسبوع. قاد التراجع أمس سهم “أكوا باور” الذي خسر 3.27% ليدفع مؤشر المرافق العامة للهبوط 2.6%، في حين تراجعت أيضاً قيمة التداولات لتبلغ 5.3 مليار ريال مقارنة مع 7.7 مليار ريال في الجلسة السابقة.
هل يمهد تباطؤ التضخم الأميركي لخفض الفائدة؟
من بين المحفزات التي قد تدعم السوق، تخفيض أسعار الفائدة. أمس، أظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي تباطؤ معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة إلى 2.8% في فبراير مقارنة مع 3% في يناير. وجاء ذلك دون توقعات المحللين بأن يبلغ التضخم 2.9%.
وتنتظر الأسواق المالية مثل هذه البيانات نظراً لتأثيرها في قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن الفائدة، وسط توقعات بتقليص وتيرة الخفض خلال العام الجاري.
وقال أحمد الرشيد، المحلل المالي الأول في صحيفة “الاقتصادية”، إن “السياسة النقدية ستلعب دوراً خلال العام الجاري لأن بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لا يسمح للأسواق المالية بأن ترتفع كثيراً، وهذا يزيد التكاليف والأعباء المالية على الشركات وكذلك العبء على أحجام السيولة”.
وأضاف أنه في أوقات انخفاض الفائدة تحدث عمليات اقتراض للاستثمار في الأسهم “نظير أن عوائد الأسهم أعلى من الدخل الثابت، وبالتالي كان هناك اتجاه للاقتراض بهدف الاستثمار في سوق الأسهم، وهو ما كان يدفع قيم التداول لتسجيل مستويات مرتفعة للغاية خلال الأعوام التي كانت فيها الفائدة منخفضة. لكن الآن يحدث العكس”.
لا تزال مخاطر الحرب التجارية أكبر تأثير من أي عوامل أخرى فيما يتعلق بتوقعات التضخم خلال الفترة المقبلة. فسوق السندات التي تعتمد على تنبؤات أسعار الفائدة لم تستجب أمس لبيانات التضخم الأميركية، إذ انخفضت عائدات سندات الخزانة بشكل مبدئي قبل تغيير اتجاهها، ما يشير إلى توقع المستثمرين ارتفاع معدلات التضخم وبقاء أسعار الفائدة عند مستوياتها المرتفعة لفترة طويلة.
لكن أسواق الأسهم استجابت إيجابياً لهذه البيانات، إذ ارتفعت الأسهم الآسيوية اليوم عقب تعافي وول ستريت من خسائر كبيرة استمرت يومين.
سهم “صافولا” يهبط رغم الأرباح
سنتابع اليوم سهم “صافولا” الذي انخفض 3.5% أمس على الرغم من إعلان الشركة تحقيق أرباح تاريخية تبلغ حوالي 10 مليارات ريال خلال 2024، بزيادة 1009% مقارنة مع العام السابق.
لكن تحليل الأرقام يظهر أن معظم أرباح الشركة جاءت من بنود استثنائية، منها التخارج من شركة “المراعي” واسترداد رسوم جمركية.
وفي الربع الرابع من العام الماضي، سجلت المجموعة خسارة تشغيلية قدرها 160.2 مليون ريال، وهي الأكبر منذ الربع الرابع لعام 2021.
وقال محمد بن فريحان، رئيس مجلس إدارة “المحترفة القابضة”، إن “الخسائر التشغيلية تركزت في قطاع تصنيع الأغذية، إلى جانب تراجع قيمة بعض الأصول وخسائر في سعر الصرف، وكذلك خسائر شركتها التابعة هرفي”.
ومع ذلك، يعتقد الفريحان أن “صافولا تمتلك مجلس إدارة قوياً لديه القدرة على تعويض تلك الخسائر وإعادة الشركة لمسار النمو المستدام، مما يجعل الوضع ليس مدعاة للقلق”.